كتب : أ ش أ منذ 10 دقائق
أوضح سفير مصر لدى الجزائر عز الدين فهمي، أن الجيش برئاسة الفريق أول عبدالفتاح السيسي، لم يساهم أبدا في أي انقلاب، وكل ما حدث بمصر هو دعم للإرادة الشعبية التي كانت تريد رحيل مرسي والإخوان عن الحكم بعد فشلهم في التجربة، مشيرا إلى أن الجناح المتطرف في جماعة الإخوان هو من يتحمل مسؤولية الأرواح التي سقطت، لأن الجيش في نهاية المطاف كان في موقع المدافع الشرعي عن النفس.
وأضاف فهمي في حديث لصحيفة "صوت الأحرار" الجزائرية نشرته في عددها الصادر اليوم، أن الوضع بدأ يتجه نحو التحسن وإن لم يكن في المستوى المطلوب، لكنه في طريقه إلى الاستقرار، لأنه ما زالت هناك جماعة من الجناح المتطرف للإخوان، هذا الجناح الذي سعى لترويع المواطنين وإزعاجهم بدعوته إلى إعادة نظام مرسي، لكن "الشعب المصري فصل في الأمر وعقارب الساعة لن تعود إلى الخلف، وفي اعتقادي فإن وسائل الإعلام المغرضة عملت على تزييف الحقائق".
وأكد أن ما حدث في مصر ليس انقلابا، لأن الجيش لم يستولِ على السلطة ولم يفرض حكمه على المدنيين، ولم يقم باعتقالات ولا إقصاء للمعارضة، ولم ينزل للشوارع، وكل ما حدث هو أنه تدخل بعد إنذار ومهلة أسبوع منحها للرئيس السابق محمد مرسي والقوى السياسية لإيجاد حل.
وتابع: "في اعتقادي، فإن الانقلاب يحدث في سرية وليس بهذه الطريقة، وما حدث في مصر هو أن الجيش تدخل بعد أن رأى أن الأوضاع تسير نحو الاحتقان، بعد أن رفض مرسي الانتخابات الرئاسية المبكرة، ولم يكن من الممكن أن نصبر لسنة أخرى على حكمه، لأننا لم نرَ أي إنجاز يحسب له بل وعود كاذبة، ناهيك عن الدستور الذي وُضع في الليل، وإقصاء المرأة، محاولات أخونة الدولة، وتراجع مكانة مصر، والسياسية الداخلية التي زادت من فقر المواطن المصري".
ونفى السفير عز الدين ما يتردد عن سلمية الاعتصام، مشيرا إلى أنه لو كان اعتصام الإخوان سلميا لما لجؤوا فيه إلى تفتيش الناس، والجميع يعلم أنهم على اتصال بتنظيمات القاعدة، الذين بدأوا يدعمونهم بسيناء، وهذا ما يعد بالفعل تهديدا للأمن القومي المصري، خاصة مع تنامي ظاهرة تهريب الأسلحة من ليبيا وغزة، وسقوطها في يد الجماعات المتطرفة من الإخوان المسلمين.
واختتم بتأكيد أن ما يجب أن يعلمه الجميع هو أن "السيسي رجل مخلص ووطني ومعروف بنزاهته، والدليل أنه سلم السلطة بعد عزل مرسي، وليس لديه أي مطامع، ولو كان يرجو أي منصب لكان اعتمد وسائل أخرى، وعليه فإن تدخل السيسي جاء لتفادي مجازر كانت ستحدث نتيجة الصدام بين مناصري مرسي ودعاة تنحيه، إضافة إلى أن الجيش وقف دائما لدعم الإرادة الشعبية، في الوقت الذي لم يكن من الممكن فيه أن تضطلع بمثل هذه المهمة قوة مثل الشرطة، التي ضعفت كثيرا في عهد مرسي، الذي سعى لأخونتها والسيطرة عليها".