أكد الدكتور عبدالله الذيابي، طبيب الباطنة في مشفى الحرس الوطني بالرياض، أن وظيفة الكبد تتجلى في تخليص الجسم من السموم، وهو أمر مهم للغاية لصحة الإنسان، فهو يعد العضو الرئيس والمسؤول عن إزالة السموم من الجسم وتنقية الدم، وله الكثير من الوظائف الأخرى، وترسُّب الدهون داخل خلايا الكبد قد يؤدي إلى خلل في وظائف الكبد، وإصابتها بالالتهابات، وبالتالي تليُّفُها، وتراكم السموم في الدم.
وقال طبيب الباطنة في مشفى الحرس الوطني بالرياض لـ"سبق": "يعَد مرض الكبد الدهني غير الكحولي مصطلحاً شاملاً لمجموعة من حالات الكبد التي تصيب الأشخاص الذين لا يتناولون الكحوليات أو يتناولون كميات قليلة. وكما يوحي الاسم، فإن الصفة الرئيسة لمرض الكبد الدهني غير الكحولي هي كمية الدهون الكبيرة المخزَّنة في خلايا الكبد".
وتابع: "للكبد قدرة كبيرة على التعافي من الإصابات التي تلحق به خلافاً لأعضاء الجسم الأخرى، لكن الالتهابات المزمنة تترك أثراً لها عندما تُصيب الكبد، ويمكن أن يتطور الالتهاب في أسوأ الأحوال إلى تشمع خلايا الكبد Cirrhosis، إذ تتعرض خلايا الكبد للتلف، ويتوقف عن أداء وظائفه الأساسية كالتخلص من السموم في الجسم".
وأضاف: "عندما يصل الكبد إلى هذه الحالة تنتقل السموم إلى عموم الجسم عبر الدم، وحتى المواد الغذائية التي يتناولها المرء لا ينتفع منها الجسم بشكل صحيح، وفي الأخير يتوقف الكبد كلية عن العمل ليضطر المصاب إلى اللجوء إلى عملية زرع الكبد".
وأوضح الذيابي أن الكبد الدهني غير الكحولي هو مرض صامت، يُكتشف عادةً لدى الأشخاص بين عمر 40-50 سنة، وهو من أكثر أمراض الكبد شيوعاً، وأحد الأسباب الرئيسة لزراعة الكبد، وتُقدّر أحدث الإحصائيات إصابة قرابة 25% من سكان العالم بهذا الداء؛ نتيجة تفشي السمنة ومضاعفاتها الصحية.
وأضاف: "ترتبط الإصابة بدهون الكبد مع توفّر عوامل متعددة، أبرزها: السمنة، خصوصاً السمنة البطنية (الكرش)، وتجاوز محيط الخصر 102 سم لدى الرجال، و88 سم لدى السيدات، كذلك داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الدهون، وخمول الغدة الدرقية، وتكيس المبايض، وأيضاً بعض العوامل الوراثية، وتناول الأطعمة عالية سكر الفركتوز والدهون. كما أن استئصال المرارة قد يزيد خطر الإصابة بحسب بعض الدراسات، وأخيراً فإنَّ الشخص النحيف معرض لتراكم الدهون إذا كانوا يعاني من سمنة بطنية (الكرش)".
وأردف: "عادة الكبد الدهني لا يسبب أعراضاً إلَّا في المراحل المتقدمة، ويتم اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة مصادفةً بعد إجراء أشعة للبطن أو تحاليل الكبد، ومن الأعراض التي قد يشعر بها المصاب: التعب والإرهاق، وألَمٌ أعلى يمين البطن، وأيضاً تضخُّم الأوعية الدموية أسفل سطح الجلد، تضخُّم الطحال، احمرار راحة اليد، اصفرار الجلد والعينَين (اليَرقان)".
وأفاد طبيب الباطنة بأن تشخيص الكبد الدهني يكون بطرق متعددة، أهمها: أشعة البطن باستخدام الأشعة الصوتية، وأحياناً قد يلجاً الطبيب إلى أخذ عينة من الكبد لتأكيد التشخيص، ولابدّ من استبعادِ أمراضِ الكبد الأخرى؛ كفيروسات الكبد، أو داء الكبد الكحولي، وتحاليل وظائف الكبد قد تكون طبيعيةً أو غير طبيعية، فإذا كانت طبيعية فإنها لا تنفي الإصابة بالمرض.
وكشف عن أن الطرق العلاجية لتنظيف الكبد من الدهون المتراكمة متعددة، أبرزها: التخلص من السمنة بتناول طعامٍ صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والتحكم بداء السكري والضغط وارتفاع دهون الدم، وتجنب تناول الخمر، كما أن فيتامين (E) قد يفيد مع حالات معينه، ويُنصح بأخذ تطعيمات فيروس الكبد (أ، ب) في حال عدم أخذها سابقاً، والحرص على التطعيمات الروتينية كتطعيم الأنفلونزا.
وأكد "الذيابي" أن شُرب الماء مع الخلّ، أو تناول الشاي الأخضر، لا تفيد في التخلص من الدهون، بينما تناول القهوة قد يقي من دهون الكبد، وهذه الفائدة تختلف بحسب نوع وطريقة تحضير القهوة، وعوامل أخرى غير واضحة علمياً إلى الآن، وإضافة السكر إلى القهوة يقلل من هذه الفائدة.
وختم حديثه بالقول: "لإنقاص الوزن ينبغي الحرص على النزول بشكل تدريجي (قرابة 0.5-1 كيلو أسبوعياً)، وتقليل إجمالي السعرات الحرارية بمقدار 500 سعرة يومياً، ويعد رجيم البحر المتوسط (وهو نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبقول والمكسرات وزيت الزيتون وغيرها) خياراً صحياً، بينما رجيم الكيتو دايت خيار غير مناسب؛ لاحتوائه على نسبة دهون عالية". فيروس التهاب الكبد