كتب : ندى سامي منذ 28 دقيقة
أمر بإعدام ثلاثة أشخاص سولت لهم أنفسهم، كسر حذر التجوال، الوالي العراقي الذي حكم في عهد الخليفة الأموي يزيد بن معاوية، أول من فرض حظر التجوال في التاريخ الإسلامي، لتتابع بعدها القرارات في الأقطار الإسلامية وآخرها قرار الدكتور حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء في الحكومة المؤقتة، ليكون إعلان حظر التجوال الحادي عشر في تاريخ مصر، في 14 محافظة مع دقات السابعة مساءً وحتى السادسة من صباح اليوم التالي. من أجل استعادة هيبة الدولة والسيطرة على الوضع الأمني وضبط العناصر المتورطة في أحداث العنف.
في ساعات قلائل التهمت النيران أكثر من 700 منشأة في شوارع وميادين وسط القاهرة، وسقط عدد من الضحايا، إثر حريق القاهرة الذي بات سبب رماده مؤيد ضد مجهول، ليعلن في عهد الملك فاروق أول حظر تجوال، كإجراء مؤقت على مسامع المصريين في 26 يناير 1952.
وبعد ستة أشهر من تاريخ أول حظر، أخذت قوات الجيش تطوف البلاد، وتقبض على كل من تشتبه في أنه من أنصار الملك فاروق، بأمر من الضباط الأحرار الذين اعتلوا الحكم، بعد صوت الرئيس الراحل أنور السادات، وهو يعلن البيان الأول لثورة 23 يوليو، ليأتي قرار الحظر بصورة مستترة هذه المرة.
"يا حكّمنا في عابدين فين الحق وفين الدين" هكذا انطلقت "ثورة الخبز"، بعد قرار حكومي يقضي برفع أسعار سلع أساسية مثل الخبز والشاي والأرز والسكر واللحوم والمنسوجات، وغيرها من السلع الضرورية بنسبة تصل إلى الضعف، ليفرض السادات حظر التجوال الأهم في تاريخ مصر، في أحداث 18 و19 يناير 1977 على المدن للسيطرة على المظاهرات وأعمال التخريب التي استهدفت المباني الحكومية والمحال التجارية، واُعتقل الآلاف من المتظاهرين.
بعد طلقات الرصاص التي أنهت حقبة السادات، أثناء احتفاله بنصر أكتوبر، فُرض حظر التجوال الرابع في البلاد سنة 1981؛ للقبض على مرتكبي "حادث المنصة "، وللسيطرة على البلد.
تسربت شائعات عن وجود قرار سري بمد سنوات الخدمة العسكرية من ثلاث إلى خمس سنوات، جعلت أكثر من 20 ألف جندي أمن مركزي بمعسكر الجيزة، يتظاهرون في 25 فبراير 1986، خرج الجنود للشوارع وقاموا بإحراق بعض المحال التجارية والفنادق في شارع الهرم وهو ما تسبب في خسائر قدرت بعشرات الملايين من الجنيهات، وقتها تم فرض حظر التجوال للقضاء على حالة الانفلات الأمني التي استمرت لأسبوع، بعد انتفاضة الأمن المركزي.
سقوط قناع تزوير انتخابات مجلس الشعب في نوفمبر 2010، أشعل لهيب الثأر لدى أنصار أحد المرشحين الخاسرين في الجولة الثانية، فأخذوا يحرقون مقرات للحزب الوطني، انتقامًا لقائدهم، ففرض حظر التجوال؛ خوفًا من تصاعد حدة الاشتباكات.
تأتي ثورة يناير، وتحدث سلسلة من فرض الحظر، فبعد أحداث جمعة الغضب 28 يناير 2011، طلب الرئيس الأسبق مبارك من الجيش ليتدخل لتأمين المنشآت بعد حالة الفوضى التي انتابت البلاد، ليفرض حظر التجوال.
وفي 7 مايو2011 أجراس كنائس إمبابة تستغيث، بسب "عبير" المسيحية، التي أثارت فتنة، كنغمة غير مألوفة على الشعب المصري، بسبب ارتدادها عن دينها، وزعم البعض أن أنصارها خطفوها وعذبوها داخل أحد الكنائس وهو ما أغضب عدد من المسلمين، ودفعهم لحرق الكنيسة، ونشبت مناوشات بين الطرفين، انتهت بفرض حظر التجوال على تلك المنطقة.
"الأحد الأسود"، إطلالة أسبوع ملطخ بالدماء في شهر أكتوبر2011، بسبب أحداث ماسبيرو، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 25 قبطيا، بعد يوم الغضب القبطي الذي دشنه، أقباط مصر واتجهوا صوب مبنى الإذاعة والتليفزيون للتظاهر والاحتجاج، وهو ما أحدثت مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين، فأعلن حظر التجوال في منطقة وسط البلد.
"يسقط يسقط حكم العسكر" هكذا تعالت الهتافات للمطالبة بإنهاء حكم العسكر، وتصاعد القرارات بالهجوم على مبنى وزارة الدفاع، فوقعت الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، في الثاني من مايو 2012، ما أدى إلى فرض حظر التجول في محيط منطقة العباسية، بداية من الساعة الحادية عشر مساءً وحتي دقات السابعة صباحًا.
أما عن الحظر الحادي عشر، والذي تشهده البلاد حاليًا، فجاء على خلفية تداعيات فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، ليخفي في داخله ما تخفيه الأيام القادمة من أحداث.