روى الباحث في التاريخ والآثار محمد السمير النجم، أحد أهالي محافظة تيماء بمنطقة تبوك، كيف تعرَّف الأهالي على السينما لأول مرة قبل 40 عامًا، والبدايات البسيطة التي استمتع خلالها الجميع من كبار وصغار بمشاهدة الأفلام.
وأوضح النجم لـ"سبق" أن هناك عددًا من شباب تيماء اشتركوا في تأسيس سينما تيماء؛ إذ كانوا يقومون على إحضار الأفلام من المدينة المنورة، ويتم استئجارها لمدة يومين أو ثلاثة، وتُعرض في فناء منزل يقع قرب الطرف الجنوبي الغربي من المخطط الحديث من محافظة تيماء. وكان شباب المحافظة ينتظرون، بل يتناقلون ماذا سيُعرض في إجازة نهاية الأسبوع، ويكونون على موعد مع مشاهدة السينما كمتنفس حضاري قلَّما يتوافر.
وقال: استُخدمت في هذه الفترة أجهزة العرض السينمائية "البروجيكتور" على الجدار الذي جُهز ليكون شاشة عرض مبسطة. مشيرًا إلى أن هذا يعد أول استثمار في مجال السينما بتبوك.
وحول طريقة الحضور للاستمتاع بالعرض كشف أنه لم يكن هناك قاعة، ولكن كانت الجلسة بسيطة على "زولية" في أرضية الحوش، ويدفع كل فرد 10 ريالات، وعند الدفع على البوابة يستلم إيصالاً مطبوعًا باسم السينما والقيمة برقم تسلسلي، وبموجب هذا السند يتمكن من الدخول ومشاهدة الفيلم المعروض.
وروى النجم قصة طريفة، حدثت في هذه الفترة، عندما قام أحد المواطنين باستئجار السينما؛ ليبث خلالها حفل زواج، ويقدم ما يسر الأهالي ومَن حضروا الحفل. مشيرًا إلى أن السينما كانت موجودة في هذه الفترة بالرغم من عدم وجود تلفزيون في منازل الأهالي.
جدير بالذكر أن أول مشاهدة للسينما في تيماء كانت في عام 1391 هجريًّا تقريبًا، عندما أقامت الشركة السعودية للبترول (أرامكو) معرضًا لها في تيماء لأيام عدة، تخلله عرض فيلم عن اكتشاف البترول وتكريره وتصديره. وكانت تلك الخطوة الحضارية تحولاً كاملاً في معرفة البث المرئي، وبقيت البلدة حتى عام 1397 هجريًّا تفتتح السينما التي ذكرت، لكنها أُغلقت بعد عمل سنوات قليلة.