عن الشيخ الصباح.. كتّاب سعوديون: العالم فقد رجلاً استثنائيّاً وزعيماً حكيماً

عن الشيخ الصباح.. كتّاب سعوديون: العالم فقد رجلاً استثنائيّاً وزعيماً حكيماً عن الشيخ الصباح.. كتّاب سعوديون: العالم فقد رجلاً استثنائيّاً وزعيماً حكيماً
"الذايدي": مؤسس حقيقي للكويت الحديثة.. "الذيابي": حافظ على خليجية واستقلال بلاده

عن الشيخ الصباح.. كتّاب سعوديون: العالم فقد رجلاً استثنائيّاً وزعيماً حكيماً

ترثي الصحافة سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، رحمه الله، مؤكدة أن الكويت والعالمين العربي والإسلامي فقدوا رجلاً استثنائياً برحيله، بل إن العالم برمته خسر زعيماً حكيماً، وقائداً بصيراً، يتذكر الجميع نهجه المعتدل، ودوره في صنع السلام، كما أن سياسته الحكيمة وبصيرته عبرت بالكويت أزمات كبرى، راصدين أبرز مناهل تكوين شخصيته وتراكم خبراته السياسية والقيادية، وكيف ساهم في إرساء قواعد الدولة وحافظ عليها على مدى تاريخها، حتى في محنة الغزو العراقي.

فقد العالم رجلاً استثنائياً وزعيماً حكيماً

وتحت عنوان "غياب قائد حكيم" قالت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها: "فقدت الكويت والعالمان العربي والإسلامي رجلاً استثنائياً برحيل الشيخ صباح الأحمد، بل إن العالم برمته خسر زعيماً حكيماً، وقائداً بصيراً، سيتذكر الجميع طويلاً نهجه المعتدل، ودوره البارز في تفكيك ألغام المنطقة، كما سيذكر التاريخ أن سياسته الحكيمة وبصيرته عبرت بالكويت محطات جسيمة، وأزمات كبرى، خرج منها الكويتيون بسلام، ليواصلوا مسيرة التنمية، والرخاء والاستقرار".

وتضيف "الرياض": "نهل الشيخ صباح -رحمه الله- من تجربته الدبلوماسية الطويلة، فأرسى دبلوماسية هادئة تعكس طبيعته الشخصية والإنسانية، ووظّف هذه المقاربة الحصيفة في مواجهة عواصف عاتية واجهت الكويت، فبرز حاكماً منصفاً، يلتقي عنده الفرقاء، ويثق به المختلفون ليجنب الكويت مآلات الفوضى والانقسام، ويحمي في الآن ذاته المكتسبات الدستورية التي حققتها بلاده عبر تاريخ ممتد من التحديث والتنمية، لكن التاريخ سيقف طويلاً عند دوره الذي لا ينسى خلال أخطر أزمة واجهتها الكويت إبان الغزو العراقي في 1990؛ إذ كان للفقيد دور بارز خلال هذا المنعطف الخطير من خلال جهوده الدبلوماسية في حشد الدعم الدولي لقضية بلاده موظفاً خبرة أربعة عقود في العمل الدبلوماسي، وشبكة من العلاقات والصداقات المؤثرة التي نسجها مع المجتمع الدولي".

الكويت بلا صباح

وفي مقاله "الكويت بلا صباح" يرصد الكاتب والمحلل السياسي خالد بن حمد المالك، خسارة الكويت والخليج بوفاة الشيخ صباح الأحمد الصباح، ويقول: "وفاة الشيخ صباح الأحد الصباح -رحمه الله- وغيابه عن الساحة الخليجية والعربية تُعدُّ خسارة للكويت ولدولنا في مجلس التعاون لدول الخليج تحديداً، فقد كان في حياديته ومواقفه مع جميع الدول الخليجية الشقيقة على مسافة واحدة، كانت تمنحه وتعطيه القدرة ليلعب دوراً تصالحياً ووسيطاً في إطفاء أي خلاف، والسعي لإخماد أي نزاعات سياسية، حتى وإن لم يحالف مساعيه النجاح أحياناً، فقد كان لا يملّ ولا يتراخى ولا يتردد في القيام بدور كان مقدراً ومثمناً له من إخوانه قادة دول مجلس التعاون كلما كانت هناك حاجة إلى تدخل منه".

كان مؤسساً حقيقياً للكويت الحديثة

وفي مقاله "صباح الكويت.. التاريخي" بصحيفة "الشرق الأوسط"، يقول الكاتب والمحلل السياسي مشاري الذايدي: "كان الشيخ صباح مؤسساً حقيقياً للكويت الحديثة بعيد الاستقلال في مطلع الستينات، فقد كان عضواً في اللجنة التأسيسية التي وضعت الدستور الكويتي، وهو أول من رفع علم الكويت فوق مبنى هيئة الأمم المتحدة لدى الموافقة على الانضمام إليها 1963، وهو الأمر الذي كان لا يرضي بعض كارهي الاستقلال الكويتي، في مقدمتهم رموز في الجار العراقي.

ويضيف "الذايدي" الشيخ صباح يتمتّع بمعرفة تلقائية عفوية عميقة بالنسيج الكويتي، فهو الطفل الذي تربَّى في بلدة الجهراء شمال غربي الكويت؛ حيث ولد عند أخواله، يونيو (حزيران) 1929. وظل فيها حتى الرابعة من عمره ليستقر بعدها في قصر السيف بالكويت، ويتربَّى مع أخيه الشيخ جابر الأحمد، الأمير الراحل".

حافظ على الكويت في الأزمات

ويرصد "الذايدي" كيف حافظ الشيخ الصباح على الكويت في أوقات الأزمات، ويقول: "مرّت الكويت بامتحانات صعبة، كان الشيخ صباح شاهداً عليها أو مكلّفاً بتجاوزها أو وجد نفسه فيها بمكان صاحب القرار الأول مذ كان أميراً للبلاد، بل قبل ذلك ربما.. مثلاً، تهديدات عبد الكريم قاسم، مواجهة الحركات الشيوعية والقومية واليسارية الثورية في الكويت، ثم تهديدات الحركات الشيعية الثورية بقيادة الحرس الثوري (تفجير موكب الأمير جابر الأحمد، وتفجيرات المقاهي الشعبية واختطاف طائرة الجابرية، ولاحقاً خلية العبدلي) ثم الامتحان الأصعب في تاريخ الكويت الحديث، وهو الغزو العراقي الصدّامي للعراق 1990.. قدره كان أن يواجه المخطط الكبير للانقلاب أو شبه الانقلاب الإخواني في الكويت، مع من حالفهم من بعض الشعبويين، في معمعة الربيع العربي من 2011 إلى 2013 وعبر بالبلاد تسونامي الفوضى و( عجاج ) الفتن".

القدرات الدبلوماسية للشيخ الصباح

وفي مقاله "ورحل (المحنك) الصباح" بصحيفة "عكاظ"، يرصد دور الكاتب والمحلل السياسي جميل الذيابي القدرات الدبلوماسية للشيخ الصباح، ويقول: "وتعاظمت قدراته الدبلوماسية خلال فترة الغزو العراقي للكويت عام 1990، حين قام بدور بارز في حشد التأييد لبلاده، مشكلاً جبهة قوية لا تقل صلابة عن الجبهة الميدانية التي أقامتها السعودية وحلفاء الكويت لتحريرها من غزو صدام حسين. وكان الغزو والتحرير أقوى دليل على متانة العلاقات بين السعودية والكويت، خصوصًا حين تمسك الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز بكلمته الشهيرة (إما أن تعود الكويت لأهلها أو تذهب السعودية معها).. وبقي ذلك ديدن علاقة الرياض والكويت على مر العقود الماضية، وظل الراحل محافظاً على مكانته ودوره (قطباً دبلوماسياً دولياً) بما تهيأ له من حكمة، وعقلانية، ورؤية سياسية، جعلت منه (مكوك) مصالحات ومبادرات لن ينساها التاريخ .. وحتى بعدما تقدم به العمر، ما كان الشيخ صباح الأحمد ليتأخر عن مغادرة الكويت وسيطاً بين البلدان التي تمزقها الخلافات، واحتفظ وهو في مرضه بالوساطة لحل أزمة قطر، على رغم أن قطر كانت تستهدف بلاده بالفتن والمؤامرات وتحريض الشارع الكويتي ضده. وسيحفظ له التاريخ أيضاً تساميه على جروح الغزو العراقي الغائرة، ليستضيف في الكويت مؤتمرَي المانحين للعراق، ولسورية".

حافظ على خليجية الكويت واستقلاليتها

ويضيف " الذيابي " قائلًا: "على رغم كثرة التقلبات السياسية؛ ظل صباح الأحمد متمسكاً بحكمته ووقاره، وحبه الصادق للإنسانية، ومتمسكاً أكثر بخليجية الكويت واستقلاليتها، فلم يفتح أرض الكويت العزيزة للمشروعين الفارسي والعثماني لبناء قواعد عسكرية تركية، أو إيرانية، مثلما فعلت قطر. وكان حريصاً طوال حياته في الوزارة والحكم على التصدي للمسؤوليات والمهمات الصعبة. كيف لا، وهو القائل: (إن المسؤولية جسيمة، والعبء ثقيل لكن نحن قادرون على تحملهما)".

صحيفة سبق اﻹلكترونية