كتب : أحمد عبداللطيف وهيثم البرعى تصوير : محمود الدبيس منذ 11 دقيقة
المجند إبراهيم النص، وهو الشاب الذى لم يبلغ سن الـ18، ولم يحصل على أى شهادة تعليمية بسبب الحالة الاجتماعية، التى تمر بها الأسرة، وصفه الأهالى بأنه وُلد وعاش فى بيئة المحارة «مبيض محارة»؛ حيث إنه تحمّل مسئولية الأسرة منذ نعومة أظافره وهو لم يتجاوز 9 سنوات، لديه شقيق أكبر منه يعانى مرضا جسديا لا يستطيع به العمل، وتوفى والده منذ سنوات.
كانت آخر رسالة منه لأسرته قبل وفاته بساعات بأن يرسلوا إليه 200 جنيه، حتى يتمكن من العيش داخل المعسكر، وهو معسكر الأحراش برفح والملقب بمعسكر الموتى حاليا بسبب الهجمات التى تتوالى عليه من قبل الإرهابيين.
«الوطن» انتقلت إلى قرية الشهيد إبراهيم عبداللطيف عبدالغفار الشال، الملقب بـ«إبراهيم النص» لقصر قامته، وهو الضحية الوحيدة الذى تصادف وجوده وسط الشهداء وذلك لاستكمال مدة خدمته العسكرية لمدة 3 سنوات، روى عم الشهيد ويُدعى «محمد عبدالغفار الشال» تفاصيل المأساة: «ابن أخويا شهيد، بس لو السيسى ووزير الداخلية ما جابوش حقه مش هدخّل عيالى الجيش واخليهم يهربوا ويتحبسوا بدل ما اكبرهم واخلى الإرهابيين اللى مستخبيين فى الدين يقتلوه وهو عريس».
وأضاف: «إبراهيم لم يحصل على شهادة تعليمية بسبب الظروف المادية، وبدأ يعمل منذ أن كان فى الـ9 من عمره مبيض محارة ولم نشاهده طول عمره إلا بملابس العمل، وبعد أن بلغ سن الـ18 تقدم بأوراق تجنيده، ولحظه العاثر قُبلت أوراقه بفارق 1 سم بالطول؛ حيث يبلغ طوله 161 سم، ولم يمض 4 أشهر من مدة خدمته العسكرية، هذه الإجازة الخامسة له، وحضر لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك بصحبة أسرته لمدة 3 أيام، وفى اليوم الرابع حمل حقيبته وعاد إلى المعسكر؛ فبعد مرور 14 ساعة من نفس اليوم فوجئنا بعودته مرة أخرى، بسبب الظروف الأمنية التى تشهدها سيناء، وتكرر الموقف أكثر من 6 مرات، وأبلغه أحد زملائه بأنه كُتب غيابا فى تلك الفترة، وقبل الحادث بيومين، التقى خاله وأكد له أنه سيسافر لمعسكر الأحراش خوفاً من أن يقال عنه هارب من الجيش، فطلب منى -والحديث ما زال لعم الشهيد- مائتى جنيه، بسبب جشع السائقين فى زيادة الأجرة، وفى الساعة 11 مساء يوم السبت تلقيت اتصالا منه أخبرنى فيه أنه وصل إلى منطقة العريش، وفى الصباح سيتوجه إلى المعسكر، وأكد لى أنه سيقضى الليلة بصحبة زملائه داخل موقف سيارات أو مسجد، وتلقيت اتصالا من أحد زملائه الذين تخلفوا عن السفر معه من القرية، يطلب إرسال 100 جنيه حتى يتمكن من العيش داخل المعسكر، وبعدها بساعات تلقينا خبر استشهاده». ويكمل أحد الجيران الحديث قائلاً: «العساكر دول غلابة وهيكون معاشك زى معاش شهداء مرسى ولا تمنه 150 جنيه، وإحنا بنتهم الإخوان وأتباعهم بأنهم وراء مقتل شهيدنا». ولم تتمكن الأم من الحديث أثناء جلوسها داخل المنزل المكون من غرفتين وصالة واكتفت بالبكاء والنظر فى الأرض.
الأخبار المتعلقة:
والد الشهيد «عبدالرحمن»: ذهبت لقبر شقيقه وأخبرته بقدوم أخيه له
أهالى الشهيد «عبداللطيف»: لم نخبر والدته حتى لا تموت من الحزن
أسرة «عبدالفتاح»: «كان مستنى الموت»
والدة الشهيد «ممدوح»: «حسبنا الله ونعم الوكيل»
أسرة «حجازى»: ذهب لتسلم «الشهادة».. فنال «الشهادة»
القليوبية ودعت شهيديها بهتاف «لا إله إلا الله.. الإخوان أعداء الله»
والدة «المجند الضاحك»: «عمرو» كان ابن موت.. وأنا فخورة بيه
والدة «عفيفى»: «قال لى هجيب الشهادة.. وهبقى معاكى على طول»
أهالى الشهيد معوض: «كان حلم حياته يطلّع أبوه وأمه الحج»
أسرة الشهيد «الطنطى»: «ابننا راح سينا وهو بيرقص عشان هيجيب شهادة نهاية الخدمة.. رجع بشهادة الوفاة»