كتب : حسن صالح منذ 9 دقائق
ودعت محافظة القليوبية 2 من شهدائها؛ محمد منصور اللبان، من قرية قرنفيل مركز القناطر، وعصام نبيل من منطقة منطى، مركز قليوب، فى مجزرة رفح الثانية التى راح ضحيتها 26 من مجندى الأمن المركزى، كانوا فى طريقهم لاستلام شهادات إنهاء الخدمة العسكرية، وتعرضوا لمذبحة قام بها مجهولون بدم بارد.
سيطرت على كافة أنحاء المحافظة ومسقط رأسى الشهيدين حالة من الحزن والغضب الشديد حزنا على فراقهما، ووجه أهل وأصدقاء وأسر الشهيدين الاتهام فى الحادث البشع لجماعة الإخوان والجماعات الإرهابية الموالية لها التى تدعو للقتل والعنف.
فى قرنفيل مركز القناطر، شيع الآلاف من الأهالى جنازة الشهيد مجند محمد منصور عبدالرحمن، فى ساعة مبكرة من صباح أمس، وسط حالة من الحزن، عمت جميع المشاركين فى الجنازة، الذين تظاهروا منددين بالجماعات الإرهابية، مرددين «يادى الذل ويادى العار الإخوان ضربونا بالنار، لا إله إلا الله.. الإخوان أعداء الله». كما نظم الأهالى مسيرة جابت جميع الشوارع بالقرية لمطالبة الجيش والشرطة بحق دماء جميع الشهداء والقصاص لهم من الإرهاب والقضاء على جميع البؤر الإرهابية.
والد الشهيد عصام: كان سندى فى الدنيا.. وأحتسبه شهيداً عند الله.. وعمه: الإخوان هم من قتلوا ابن شقيقى
واتهم أصدقاء الشهيد الإخوان بقتله، مجددين التفويض للفريق أول عبدالفتاح السيسى لمحاربة الإرهاب، مطالبين بفتح باب التطوع بالجيش والشرطة فى حرب مصر ضد الإرهاب.
وأكد الأهالى أن الفقيد كان يتمتع بالسمعة الطيبة وحسن الخلق بين أهالى القرية، مانعين بعض المنتمين للجماعة من حضور عزاء الفقيد والمشاركة فى جنازته.
عقب الجنازة وأمام منزل أسرة الشهيد البسيط تجمع المئات من أهالى القرية والقرى المجاورة وأقارب الشهيد وأصدقائه لتقديم واجب العزاء لوالده الحاج منصور اللبان، العامل الزراعى البسيط، الذى كان كل ثروته هى أبناؤه الأربعة من البنين و3 من البنات، كافح من أجل تعليمهم وتوفير حياة كريمة، وكان الشهيد أصغر الذكور والذى كان ينوى الزواج بعد إنهاء خدمته العسكرية.
اكتفت والدة الشهيد بالبكاء على فراقه، مرددة «الشهيد حبيب الله»، خلال استقبال جثمانه بالمقابر.
وقال والده منصور اللبان، مزارع بالأجر اليومى، إنه ما زال غير مصدق ما حدث، مشيراً إلى أنه تلقى النبأ فى أول الأمر أن نجله وزملاءه تعرضوا لحادث انقلاب سيارة ليفاجأ بعد ذلك بتعرض نجله للاغتيال على يد مجموعة إرهابية.
وأوضح أن نجله خرج قبل الحادث بساعات ومعه عدد من المهمات الخاصة «المخالى» بزملائه من محافظة المنوفية تركوها له، حيث مروا عليه فى القرية، واصطحبوه لإنهاء إجراءات إنهاء الخدمة، قائلاً إن ما حدث هو قضاء الله. وقال أحتسبه عند الله من الشهداء، مطالبا بالقصاص من الجناة الذين أجرموا فى حق ابنه وكل الشهداء الذين سقطوا غدراً.
فيما أكد نجم اللبان، ناشط سياسى وعم الشهيد، أن مقتل الشهيد لن يزيدنا إلا إصرارا على محاربة الإرهاب ومواجهة ميليشيات الإخوان التى أشعلت البلاد من أجل كرسى، مشيراً إلى أن أسرة الشهيد وعائلته وأهل قريته يجددون العهد والتفويض للفريق أول عبدالفتاح السيسى مطالبينه باتخاذ كافة الإجراءات العادية والاستثنائية لمحاربة الإرهاب. وأكد حسام حسن، صديق الشهيد، وشقيق خطيبته، أن الشهيد كان أقرب الناس إليه وتربطه به الصداقة والنسب، مؤكدا أنه كان يتمتع بخلق عال، محملا جماعة الإخوان ما حدث لصديقه الشهيد، قائلا: «منهم لله هو كان عملهم إيه».
أصدقاء وأهالى شهيد «قرنفيل» يطالبون باعتبار مصر فى حالة حرب وفتح باب التطوع بالجيش
من جانبه، استنكر وائل سعيد، صديق الشهيد المقرب، الحادث، وقال: «حسبى الله ونعم الوكيل»، مطالبا بسرعة القصاص من الجناة ووقف مهزلة ميليشيات الإخوان حتى لا تتحول مصر لبحر دماء.
وفى منطى، سادت حالة من الحزن الشديد قرية منطى بقليوب عقب سماع نبأ استشهاد عصام نبيل. والده الحاج نبيل إبراهيم السيد، ومهنته حلاق، قال: إننى أحتسب ابنى عصام عند الله شهيداً، فقد كان سندى لوالدته بعد أن ذهب شقيقه الأكبر للخدمة العسكرية أيضاً، وقبل أن يسافر إلى الجيش حضر إلىّ وسلم علىّ قائلاً إننى سأذهب 21 يوما أو أكثر وسوف أعود إجازة.
وقال الحاج هشام إبراهيم، عم الشهيد، إن الجميع تلقى خبر استشهاد ابن شقيقه بالصدمة، حيث إن والدته جاءت من السعودية صباح أمس لتشييع الجثمان، مؤكداً أن الإخوان الإرهابيين هم من قتلوا ابن شقيقه برصاص الغدر، متسائلا ما ذنب هؤلاء الجنود الذين كانوا فى خدمتهم طوال 3 سنوات قضوها لحماية الوطن؟ واكتفت شقيقة الشهيد بقول: «ربنا ينتقم من اللى غدر بأخويا».
من ناحيته، قدم المهندس محمد عبدالظاهر، محافظ القليوبية، خالص التعازى إلى أسر الشهداء الأبرار، متمنيا الشفاء العاجل لكل المصابين، كما أدان بشدة ما وصفه بـ«الاعتداء الإرهابى الغاشم» الذى تعرّض له جنود الأمن المركزى فى مدينة رفح بسيناء.
وأكد محافظ القليوبية أن الدولة قادرة على اتخاذ جميع الإجراءات الحازمة لحماية سيناء والجنود هناك، ومواجهة هذه التحديات الخطيرة، والضرب بيدٍ من حديد لحماية سيناء والسيادة المصرية.
الأخبار المتعلقة:
والد الشهيد «عبدالرحمن»: ذهبت لقبر شقيقه وأخبرته بقدوم أخيه له
أهالى الشهيد «عبداللطيف»: لم نخبر والدته حتى لا تموت من الحزن
أسرة «عبدالفتاح»: «كان مستنى الموت»
والدة الشهيد «ممدوح»: «حسبنا الله ونعم الوكيل»
أسرة «حجازى»: ذهب لتسلم «الشهادة».. فنال «الشهادة»
والدة «المجند الضاحك»: «عمرو» كان ابن موت.. وأنا فخورة بيه
والدة «عفيفى»: «قال لى هجيب الشهادة.. وهبقى معاكى على طول»
أهالى الشهيد معوض: «كان حلم حياته يطلّع أبوه وأمه الحج»
أسرة الشهيد «الطنطى»: «ابننا راح سينا وهو بيرقص عشان هيجيب شهادة نهاية الخدمة.. رجع بشهادة الوفاة»