كتب : أ ش أ الإثنين 19-08-2013 00:41
ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن استمرار تدفق أكراد سوريا إلى منطقة كردستان العراق، التي تتمتع بالحكم الذاتي، بأعداد كبيرة لم تشهدها البلاد من قبل منذ اندلاع الأزمة في سوريا، وسط مواصلة الجهاديين شن الهجمات ضدهم تنذر بتدخل المجتمعات الكردية في كل من تركيا والعراق وحتى إيران لحماية أكراد سوريا.
وأشارت الصحيفة البريطانية، أمس، إلى أن نزوح الآلاف من الأكراد في سوريا إلى شمال العراق وتحديدًا كردستان العراق يقحم المجتمعات الكردية في الأزمة السورية أكثر من أي وقت مضي، معتبرة هذا التدفق غير المسبوق من قبل اللاجئين بمثل هذه الأعداد قد يهدد بوقوع كارثة إنسانية في صفوف هؤلاء اللاجئين وسط صعوبة وصول المساعدات الإنسانية لهم مما يمثل مصدر قلق رئيسي نظرًا لصعوبة احتواء مثل هذه الأعداد وسط تفاقم الأزمة السورية.
ولفتت الصحيفة إلى أن المجتمعات الكردية في تركيا وشمال العراق لم تتأثر كثيرًا بالأزمة السورية، ولكن سعي الأكراد للبقاء كجماعة محايدة في سوريا قد تبدد ولذلك فإن فراراهم يأتي أملًا في العثور على ملاذ من القتال الدائر بين المقاتلين الإسلاميين وخصومهم الأكراد، مشيرة إلى أن الأكراد في سوريا تمكنوا من عقد هدنة مع الجماعات المسلحة التي تقاتل ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد في شمال شرق البلاد ولكن انتهت هذه الهدنة عقب تواصل هجمات الجماعات المسلحة على المجتمعات الكردية بالقرب من الحدود السورية.
من جانبها، أفادت الأمم المتحدة بأن ما بين 5 و7 آلاف لاجئ عبروا الحدود السورية إلى العراق مؤخرًا، إلا أن مسؤولين أكراد قدروا عددهم بنحو 15 ألف لاجئ وتوقعوا ارتفاع ذلك العدد لاحقًا، على الرغم من أنه يتم إيواء هؤلاء اللاجئين في مخيم على مشارف أربيل عاصمة الإقليم الذي لا يزال قيد الإنشاء ويفتقر إلى الكثير من الخدمات الأساسية ولكنه يوفر للكثير منهم ملاذًا من القتال الذي اجتاح مجتمعاتهم في سوريا.
ورأت الصحيفة، في ختام تقريرها، أن نزوح هولاء الأكراد بالآلاف يؤكد فشل مساعيهم التي كانت ترمي إلى السيطرة على عدة مناطق في شمال سوريا وإدارتها بنظام الحكم الذاتي.