كتب : أحمد الطاهرى الأحد 18-08-2013 07:50
العروبة عنده مبدأ وأخلاق.. لا يخضع لحسابات سياسية ملوثة ولا تنزعها منه قوة أياً كان بأسها على الساحة الدولية، لذا لم يكن مستغرباً أن تختاره مجلة «فوربس» الأمريكية كسادس أكثر شخصية تأثيراً على مستوى العالم عام 2011.. وأينما حضرت العروبة كان حاضراً بمواقفه.. فكان بحق شيخاً للعرب.. إنه عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية الذى احتفظ بالتسمية التى وضعها سلفه الملك فهد بن عبدالعزيز وهى «خادم الحرمين الشريفين».
يعد الملك عبدالله ركناً رئيسياً فى تاريخ المملكة منذ أن أصدر الملك سعود مرسوماً بتعيينه رئيساً للحرس الوطنى عام 1963 ثم تعيينه عام 1975 نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطنى مع تولى الملك خالد مقاليد السلطة فى المملكة ومع تولى الملك فهد بن عبدالعزيز مقاليد الحكم عام 1982 أصدر مرسوماً فى نفس اليوم بتعيينه نائباً أول لمجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطنى فضلاً عن اختياره ولياً للعهد.
وبدأ نجم الملك عبدالله يسطع على الساحة العربية والدولية منذ عام 1995 وكان ينظر له باعتباره الملك الفعلى للسعودية، وذلك بسبب متاعب صحية متعددة ألّمت بالملك فهد، وكان للملك عبدالله من القدرة ما مكنه من الاحتفاظ باستقرار المملكة فى وسط محيط إقليمى متأجج وأطماع دولية مفضوحة.
ومنذ هذا التاريخ وإلى الآن رسم الملك عبدالله واقعاً منضبطاً للمملكة العربية السعودية باتخاذ إجراءات إصلاحية تراعى خصوصية المملكة الثقافية ووضعها فى العالم الإسلامى، مما دفع صحيفة «الواشنطن بوست» إلى أن تعتبره ملكاً إصلاحياً من طراز رفيع بسبب المجالات التى فتحها أمام المرأة السعودية فى العمل.
ولعلاقة الملك عبدالله مع مصر خصوصية بالغة ترجمها بمواقف متعددة سواء أثناء عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك أو فى ظل تولى المجلس العسكرى إدارة شئون البلاد عقب ثورة يناير، وأيضاً فى ظل حكم الإخوان، إذ كان الملك عبدالله أول مسئول عربى يستقبل الرئيس السابق محمد مرسى الذى اشترى عداء الخليج مقابل التواصل مع إيران.
وعندما اندلعت ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو كان الملك عبدالله والمملكة العربية السعودية أول الداعمين لمصر وشعبها قولاً وفعلاً.. ويوم ظن المتآمرون أن بإمكانهم تطويع إرادة المصريين فى حربها ضد الإرهاب خرج الملك عبدالله ليعلن أن لمصر أشقاء يدعمونها ويقفون بجوارها ولن يتركوها، ليعيد للأذهان ويذكّر الأجيال الراهنة بموقف الملك فيصل أثناء حرب أكتوبر المجيدة واستخدامه لسلاح البترول تجاه الدول التى تعادى مصر.. ليثبت أن للعروبة شيخاً يحميها.