"اشتروا كل شيء وأطلقوا اسم أردوغان على حصان".. كاتب تركي يتساءل: ماذا خلف قطر؟

"اشتروا كل شيء وأطلقوا اسم أردوغان على حصان".. كاتب تركي يتساءل: ماذا خلف قطر؟ "اشتروا كل شيء وأطلقوا اسم أردوغان على حصان".. كاتب تركي يتساءل: ماذا خلف قطر؟
قال: "أينما توجد قطعة أرض قيّمة في تركيا ستجد هناك قطريين"!

يتساءل كاتب تركي عن السبب الحقيقي وراء السخاء القطري نحو تركيا؛ فهي أول دولة يفكر فيها "أردوغان" كلما وقع في ضائقة مالية، ولكن في الوقت نفسه لا يوجد حد لعدد الشركات والممتلكات التركية التي يتم بيعها لقطر، تقريبًا مقابل لا شيء نسبيًّا، بحسب تعبيره.

ويبحث براق تويغان في مقال نشره موقع أحوال تركية المستقل عن العلاقة العجيبة التي تجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالإمارة الخليجية الصغيرة، وماذا يقف خلفها؟ يقول "تويغان" إن الدولة الصغيرة، التي يبلغ عدد مواطنيها 300 ألف نسمة، سارعت إلى تقديم مساعدة لتركيا، البالغ عدد شعبها 82 مليون نسمة، في أعقاب أزمة ، عندما تراجعت احتياطات البنك المركزي إلى مستوى سلبي. مشيرًا إلى أن الإمارة عرضت دعم البنك المركزي التركي من خلال زيادة ثلاثة أضعاف اتفاقية مبادلة العملات إلى 15 مليار دولار.

ويتساءل الكاتب التركي عن السبب وراء المساعدات القطرية، هل هي بدافع الامتنان لمسارعة أنقرة إلى الوقوف في صف الدوحة عقب المقاطعة العربية؟ أم ماذا؟ إلا أنه يستدرك لافتًا إلى أنه لا يوجد حد لعدد الشركات والممتلكات التركية التي يتم بيعها لقطر، تقريبًا مقابل لا شيء نسبيًّا، بحسب تعبيره.

استحواذات لا نهائية

وتطرق "تويغان" إلى الاستحواذات القطرية اللانهائية على الممتلكات التركية؛ فقد استحوذ القطريون على مصنع دبابات، قيمته مليار دولار، مقابل 50 مليون دولار، بعد أن اشترت قطر النصف من شركة "بي إم سي"، وهي واحدة من كبرى الشركات المصنِّعة للمركبات التجارية والعسكرية في تركيا. وينتمي النصف الآخر من الشركة إلى رجل أعمال، له علاقات وثيقة مع أردوغان، هو إيثيم سانجاك.

كما استحوذ القطريون على أكبر شركة تليفزيونية في تركيا، هي "ديجيتترك"، وأصبحوا شركاء في مجموعة "صباح" الإعلامية، واستحوذوا على حصة أغلبية من أسهم منتج الدواجن "بانفيت"، ومتجر "بي مين"، إضافة إلى القصور المنتشرة في مضيق البوسفور الشهير في إسطنبول، والفنادق في منتجع مارماريس الساحلي، وهضبة سورمين في منطقة شمال البحر الأسود. كذلك اشترت والدة أمير قطر الشيخة موزة قطعة أرض مساحتها 44 فدانًا، من خلال مشروع قناة إسطنبول المائية، حتى قبل إعلان مسار المشروع، وهو ما أثار الدهشة بين الجمهور التركي.

ويعبِّر الكاتب عن استنكاره لكمّ الممتلكات القطرية للأراضي التركية، ويقول ساخرًا: "أينما توجد قطعة أرض قيّمة في تركيا ستجد هناك قطريين"! مشيرًا إلى أن العائد من وراء ذلك كان طائرة قيمتها 400 مليون دولار، أهداها تميم لأردوغان، إضافة إلى إطلاق اسم أردوغان على حصان سباق، قيمته ملايين الدولارات.

ويشير "تويغان" إلى مقالات رأي تركية، تساءلت عن المقابل الذي ستقدمه أنقرة إلى الدوحة من جراء صفقة التبادل الموقَّعة حديثًا.. هل هي قناة إسطنبول كلها؟ هل هو صندوق الثروة التركية؟ هل هو بنك "فاكيف بنك" الحكومي؟ شركة بوتاش؟ أم الخطوط الجوية التركية؟

علاقات تجارية مريبة ووعود زائفة

ويضيف بقوله: إن هناك تناقضًا أخلاقيًّا واضحًا في العلاقات التجارية بين الدولتين. فعلى سبيل المثال: كانت هناك زيادات غير طبيعية في محافظ الشركات القطرية في سوق الأسهم التركية، وقفزت المحفظة التي تبلغ قيمتها ست شركات قطرية من 16 مليار ليرة (2.3 مليار دولار) في نهاية يونيو 2019 إلى ما يقرب من 59 مليار ليرة بحلول نهاية العام.

كما يتساءل عن حقيقة الوعود القطرية باستثمار قيمته 20 مليار دولار في تركيا في أعقاب أزمة أنقرة الشهيرة مع واشنطن في عام 2018، وهي الأموال التي لم تصل أبدًا، ويستدرك بقوله: "ربما وصلت هذه الأموال، ولكن ربما دخلت الجيوب، أو دخلت خزائن بعض الشخصيات. وهذا لا يمكننا أن نعرفه أبدًا".

كما يتطرق إلى الوعود القطرية بالاستثمار في محطة للطاقة الحرارية، هي "أفشين البستان"، التي كان من المقدر أن تنتح 4500 ميجاوات، ولكن ليس هناك أي تطورات في هذا المشروع.

وفي الوقت نفسه، سافر أردوغان وعائلته إلى قطر 56 مرة خلال السنوات الـ12 الماضية، بينما زار أمير قطر وحاشيته تركيا 45 مرة. ويتساءل الكاتب التركي على لسان أحد الإعلاميين: "ما سبب هذه المودة؟".

صحيفة سبق اﻹلكترونية