حذَّر المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، من تهاون وتساهل بعض المصلين في المساجد بالالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لمواجهة تفشي الوباء، مؤكدًا أن ذلك لا يجوز شرعًا.
وفي التفاصيل، جاء ذلك في رده ببرنامج سؤال على الهاتف على إذاعة القرآن الكريم أمس حول ما لاحظه أحد المتسائلين في البرنامج من تساهل بعض المصلين في بعض المساجد بالإجراءات الاحترازية التي وضعتها الجهات المختصة لمنع تفشي وباء كورونا، وذلك بعدم لبسهم الكمامات وإحضار سجادات خاصة، وعدم الالتزام بالتباعد بين المصلين، وإذا سألتهم قالوا هذا مرض إنفلونزا بسيط، ونحن متوكلون على الله؟ فأجاب المطلق بالقول: "هذا الكلام لا يجوز شرعًا، بل يجب التقيد بالتعليمات والاحترازات التي تتبناها الدولة. فإن المرض وإن كان غالب أعراضه خفيفة فإن له وقائع مميتة كما شاهدناها، وفقدنا بعض الإخوة الذين نعرفهم الآن. فمن يعانون منه يعيشون أيامًا شديدة وصعبة جدًّا؛ فالمرض مخيف وقاتل؛ فيجب أن نعطي الأمر جدية".
وأضاف: "نحن الآن مبتلون بفئتين في التعامل مع هذا الوباء، كل فئة لديها تفريط: فئة متساهلة ومتهاونة بالفيروس، ومستهترة، ليس لديها مبالاة، وليس لديها التزام بالتعليمات والسلوكيات الصحية، وهي آثمة شرعًا. والفئة الثانية تخاف من المرض خوفًا يقتلهم، ويجلب لهم المرض النفسي، ويصبح الخوف والقلق لديهم أشد من المرض ذاته".
ودعا المطلق في هذا الصدد إلى الاعتدال في التعامل مع هذا الوباء من خلال العمل بالأسباب، والاحتياط، والتقيد بالاحترازات والسلوكيات الصحية، وأن يعالَج الإنسان إذا أُصيب بالمرض، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
وكانت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد قد أغلقت 89 مسجدًا بمختلف مناطق السعودية بعد ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا بين المصلين لعدم التزام البعض بالإجراءات الاحترازية والبروتوكولات التي اعتمدتها الجهات المختصة لعودة الصلاة في المساجد، وجارٍ تعقيمها والتأكد من جاهزيتها لاستقبال المصلين.