أكد الدكتور محمود عبد الرحيم غلاب، أستاذ علم النفس الأسبق بجامعة القاهرة، أن التفكير أو التخيل ورسم مستقبل سياسى أو مواقف سياسية معينة سيئة من الفرد، لا يعنى أن ذهنه سوف يقوم بتغيير هذه النتائج التى توصل إليها ورآها، وقد تتحكم فى تفاعلاته القادمة والحقيقية فى الواقع وقد تؤثر بالفعل تأثيرًا حادًا على سلوكياته الحياتية والانفعالية بالفعل وترسم له طريقة.
العقل يتعامل مع بعض الأحداث فى حياة الإنسان اليومية لاسيما الأحداث السياسية، والتى تمس أمن وهدوء الشخص وإحساسه بالاطمئنان وتمس رزقه وعيشه وأولاده وعائلته ووطنه، هى من الأحداث التى تجعل الإنسان يعيش فى نوع من التفكير الذهنى اللا واعى ولكنه يرتبط ويعتمد اعتمادا كليا على أحداث الواقع الحالية التى يراها ويتعامل معها.
وتجعله يُكون صور أو رسومات ذهنية معينة تكمل بدايات الصورة التى كونها وتعتمد هذه الصور والخرائط الذهنية على البدايات والتى فى الغالب تكون سيئة وغير إيجابية، وبدلا من أن يوم الذهن بنوع من التعديل التخيلى الجيد أو البديل، يوم بإكمال الصورة السيئة ويراكم عليها الصور الذهنية التى تجعل التخيلات الذهنية للفرد فى النهاية سيئة ومحبطة وغير داعمة ومثبطة لهمته وبث شعور غير مطمئن أو غير مبشر بالنسبة له.
وهنا يعمل العقل الباطن على إجبار البعض على تنفيذ هذا البناء الفكرى غير المبشر فى الحقيقة بطريقة غير مباشرة عن طريق بعض ردود الأفعال غير الفاعلة والمتسقة مع الرؤية التى كونها بالفعل مما قد تدفعه بشكل ضمنى للقيام بتفاعلات غير مبشره وغير إيجابية وهو سبب أغلب ما نراه من مواقف غير طبيعية لأشخاص كثيرة فى التعامل مع الأحداث المختلفة.