أجرى الاتحاد العام التونسى للشغل (المركزية النقابية) مفاوضات الاثنين، مع حركة النهضة الإسلامية الحاكمة لإيجاد حل للأزمة السياسية فى تونس، من دون أن يتوصلا إلى نتائج، وقاد المفاوضات التى استمرت نحو أربع ساعات حسين العباسى الأمين العام لاتحاد الشغل، وراشد الغنوشى رئيس حركة النهضة، وإثر اللقاء، قال الغنوشى أن الجانبين بحثا "مبادرة" أطلقها الاتحاد لإخراج تونس من الأزمة السياسية و"اتفقا على مواصلة التشاور فى أقرب وقت ممكن، ربما بعد غد الأربعاء.
من ناحيته قال العباسى، إن "مبادرة" الاتحاد "تواجه صعوبات" بسبب "تمسك" كل من الحكومة والمعارضة بمواقفه، وأوضح أن المعارضة تطالب بحل المجلس التأسيسى (البرلمان) والحكومة التى تقودها النهضة، وبتشكيل حكومة كفاءات غير متحزبة، فى حين ترفض حركة النهضة هذه المطالب وتقترح توسيع الحكومة الحالية، وقال إن مبادرة الاتحاد "أمسكت العصا من الوسط" والاتحاد "سيعمل على الضغط على الطرفين" (المعارضة والحكومة).
وتعيش تونس أزمة سياسية حادة منذ اغتيال النائب المعارض محمد البراهمى الذى قتل بالرصاص أمام منزله فى العاصمة تونس يوم 25 يوليو، وتأججت الأزمة بعدما قتل مسلحون فى 29 يوليو ثمانية جنود ونكلوا بجثثهم فى جبل الشعانبى (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر.
والثلاثاء الماضى، أعلن مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسى (البرلمان) والأمين العام لحزب "التكتل" أحد الشريكين العلمانيين فى الحكم لحركة النهضة، تعليق أعمال المجلس إلى أجل غير مسمى لإطلاق "حوار" بين الفرقاء السياسيين، ودعا بن جعفر اتحاد الشغل إلى أن "يقوم بدور لجمع الأطراف حول طاولة الحوار" على أساس مبادرة أطلقها الاتحاد فى 29 يوليو.