أكد الدكتور محمود عبد الرحيم غلاب أستاذ علم النفس الأسبق بجامعة القاهرة، أن هناك ما يعرف بعمليه تلقيح الأفكار بعضها ببعض، وهى عملية اقرب إلى عمليات العصف الذهنى الجماعية للأفكار، ويتقو عملية تلقيح الأفكار على طرح أكثر من شخص لفكرته وتركها للتداول بينه وبين غيره، ويقوم بعدها الفكرة بالتداول والتطور والتبلور حتى يمكن تلقيحها بأفكار أخرى يمكن من خلالها أن تصبح فكرة محورية كبيرة.
وهذه الطريقة فى تلقيح الأفكار تحدث فى المجتمعات الفكرية المثقفة الواعية ولا يحدث فيها أى حجر لأى فكرة مهما كانت، ولا يحدث أيضا أى نوع من الاستهزاء بهذه الأفكار، فالفكرة جوهرة ثمينة فى وقت التلقيح ويمكن تنميتها وتربيتها وجعلها جوهرة ثمينة لامعة تفيد مجموعة من الأشخاص بل من الممكن أن تفيد وطنا بالكامل.
وهذه الطريقة فى التعامل مع الفكرة الخام، هى طريقة تساعد الفرد والمجموعة بالكامل، وخاصة من الناحية الفكرية والناحية النفسية أيضا، لأنها تؤثر بكل إيجابى جمعى يعمل على تفتيح الفكر والعقل، وتهدئة النفس والوصول إلى مرحلة مقبولة من السعادة، بسبب نجاح هذه الأفكار وبلورتها وإحساس الفرد أن لأفكاره قيمة كبيرة وأن لديه نفس القيمة، وأن أفكاره لم يكن النسيان مصيرها بل تم تطويرها فى شكل جماعى كى يستفيد منها الجميع، وهو ما يضفى على الإنسان شعورا بالامتنان لنفسه وشعورا بالتقدير المطلوب للرضا عن النفس.