أخبار عاجلة

لبنان ينتظر موسما واعدا وسط ارتفاع ملحوظ في أعداد السياح

فقد عانى لبنان طوال السنوات الماضية انقساما سياسيا حادا نتيجة خلاف أطراف الحكم حول النظرة للأزمة التي عصفت بسوريا، وهي الخلافات التي دفعت العديد من الدول العربية لا سيما الخليجية منها إلى مقاطعة لبنان لفترة ليست بالقصيرة، ما زاد من تفاقم أزمة القطاع السياحي الذي يعتمد بالدرجة الأساس على السياح العرب والخليجيين.

ويعد القطاع السياحي عاملاً أساسياً في الاقتصاد الوطني الذي يعاني من أزمات متلاحقة، وأكثر ما يتمناه المعنيون بالقطاع السياحي اليوم، هو إبعاد كأس الخلافات السياسية عن مصالح لبنان الاقتصادية والسياحية، وإيجاد اللبنانية الحلول الجذرية للمشاكل البيئية التي تؤثر على السياحة المحلية اليوم، كملف النفايات وتلوث بعض الشواطىء اللبنانية، لا سيما وأن ما يمتلكه لبنان من عوامل سياحية هامة غير متوفرة في أغلب الدول العربية، سواء لناحية طبيعته الجغرافية ومناخه المميز، والمأكولات وأجواء السهر فيه.

ومع هدوء التوترات السياسية والأمنية ورفع حظر المملكة العربية سفر رعاياها إلى لبنان سجل القطاع السياحي تحسناً ملحوظاً مع ازدياد عدد السياح الأجانب والعرب.

قلعة بعلبك الأثرية

© Sputnik . Zahraa El Amir

قلعة بعلبك الأثرية

ويقول نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر لـ"سبوتنيك" إن "الموسم السياحي لعام 2019 أفضل من الموسم السياحي لعام 2018، والتحسن ناتج عن 35% زائد على السائح الغربي الأوروبي خاصة، ورفع الحظر السعودي عن لبنان حسن الوضع بأعداد السياح السعوديين القادمين الى لبنان ولكن العدد ليس على قدر طموحنا وإمكانياتنا ولم نصل إلى أرقام عدد السياح العرب في العام 2009 و 2010".

وأشار إلى أن نسبة إشغال الفنادق في بيروت وصلت إلى ما يقارب الـ 70 و75% وتصل في بعض الأحيان إلى 100% حسب الظروف السياسية.

ولفت الأشقر إلى أن "الوضع السياسي في لبنان يؤثر على قسم كبير من قدوم الأخوان العرب إلى لبنان، لهذا السبب عندما يكون الوضع السياسي مستتب نصل إلى 100%،  وفي الوقت الذي يحدث أي خلل سياسي أو أمني يقل أعداد السياح القادمين إلى لبنان".

وأكد أن لبنان يستطيع أن يقدم أي نوع سياحة، سياحة دينية، سياحة ترفيهية، سياحة الأسواق التجارية أو بحر، جبل... أي نوع سياحة موجود في لبنان.

وقال الأشقر إنه "في بلد بهذا الصغر كل أنواع المأكولات الموجودة في العالم موجودة في لبنان وتفتقدها الكثير من الدول، تنوع المطبخ اللبناني الموجود، الأكل الصيني، الياباني، الأوروربي، المصري، أي نوع طعام موجود في مطاعم لبنان على مستوى دولي، بالإضافة إلى موقع لبنان بالنسبة للطقس وقرب البحر من الجبل وبالنسبة إلى المناطق الأثرية الموجودة في البلد، وبالنسبة لنوعية الحياة الليلية الموجودة والغير موجودة بكثير من الدول التي تقع في محيط البحر المتوسط".

مدينة جبيل اللبنانية

© Sputnik . Zahraa el Amir

مدينة جبيل اللبنانية

ولفت الأشقر إلى أن "أكثر المشاكل التي تؤثر على السياحة في لبنان هو  الانقسام السياسي الموجود في البلد، مشيراً إلى أنه يؤثر على السياح العرب، والأخوان العرب عامود فقري للسياحة في لبنان لأن أعدادهم كانت كبيرة ومدة إقامتهم كانت الأطول بالنسبة لمختلف السياح القادمين الى لبنان والإنفاق هو الأكبر لهم".

يقصد "بلاد الأرز" الكثير من السياح من جميع أنحاء العالم،  ومن أشهر مدن لبنان العاصمة بيروت المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط   تجمع بين الحداثة والعراقة، ومدينة جونية ومدينة جبيل التاريخية ومدينة الشمس بعلبك وطرابلس والبترون وصور وصيدا وغيرها من المدن السياحية.

يتوزع 50 متحفاً على مختلف المناطق اللبنانية،  كالمتحف الوطني في بيروت الذي يحتوي على مجموعة غنية من القطع الأثرية كالنواويس، والفسيفساء، متحف نقولا سرسق، متحف روبير معوض الخاص، متحف جبران خليل جبران، متحف دير مار أنطونيوس الكبير - قزحيا، المتحف العلمي للطيور والفراشات والحيوانات، متحف صيدا التاريخي، متحف نابو، متحف الصابون وغيرها، كما يضم لبنان العديد من القلاع الأثرية التي تعود إلى العصور الرومانية والفينيقية والشهابية والصليبية.

ويضم لبنان أفخم الفنادق والمنتجعات والشاليهات الفاخرة المطلة على الجبل والبحر إضافة إلى المقاهي والمطاعم والملاهي الليليلة، ومع بداية موسم الصيف تتنافس المناطق اللبنانية لإحياء المهرجانات الثقافية والفنية في لبنان، كمهرجانات بعلبك الدولية وجبيل وبيت الدين الذين يستقطبون أهم الفنانين اللبنانيين العرب والأجانب.

وتقول لطيفة اللقيس رئيسة مهرجانات بيبلوس الدولية لـ"سبوتنيك" إن الموسم السياحي لهذه السنة جيد جيداً، مشيرة إلى أن برنامج المهرجانات لهذا العام على مستوى حضاري ومتنوع ومتطور، لهذا السبب الإقبال كبير.

وأشارت اللقيس إلى أن الحركة السياحية في مدينة جبيل كبيرة جداً، لافتة إلى أنه يوجد سياح أجانب من مختلف الجنسيات.

وقالت: "لا يوجد أحد يأتي إلى لبنان ولا يزور مدينة جبيل، دائماً نقوم بمجهود لتكون المهرجانات فيها حضارة لأنها وجه حضاري اقتصادي اجتماعي، ونعمل ما بوسعنا ليكون السائح مرتاح".

ما يأمله المعنيون في قطاع السياحة اليوم، أن تترجم أقوال السياسيين إلى أفعال من خلال وقف التجاذبات السياسية التي تؤثر على الوضع الأمني في البلاد، لا سيما وأن الموسم السياحي لفصل الصيف قد انطلق وسط ترقبات بازدياد أعداد السياح العرب بشكل ملحوظ في العام الحالي.

SputnikNews