كتب : أ ف ب الجمعة 09-08-2013 13:25
صعَّدت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل ملحوظ ضرباتها الجوية التي تنفذها طائرات من دون طيار ضد تنظيم القاعدة المتحصن في اليمن، الذي يقف وراء التهديدات التي أسفرت عن إطلاق إنذار أمني واسع، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أمريكي.
وأكدت مصادر قبلية ومصدر عسكري أن 12 عنصرا مفترضين من تنظيم القاعدة في اليمن قُتلوا أمس، في ثلاث غارات نفذتها طائرات من دون طيار أمريكية على الأرجح.
وبذلك، تكون هذه الطائرات التي تحوم منذ أيام على مدار الساعة فوق اليمن لا سيما فوق العاصمة صنعاء، نفذت منذ 28 يوليو ثماني غارات، أسفرت عن سقوط 36 قتيلا في صفوف عناصر التنظيم المفترضين.
واستهدفت الغارة الأولى سيارتين في محافظة مأرب شرق صنعاء، وأسفرتا عن مقتل ستة عناصر من التنظيم المتطرف، في حين استهدفت الغارة الثانية سيارة ثالثة في محافظة حضرموت الجنوبية، وأسفرت عن مقتل عنصرين كانا على متنها، بحسب ما أوضحت المصادر.
وقال مصدر قبلي في مأرب إن "الطائرة استهدفت سيارتين في منطقة آل شبوان بالقرب من وادي عبيدة" في محافظة مأرب الصحراوية شرق العاصمة اليمنية، ما أسفر عن "مقتل ستة عناصر من القاعدة"، مشيرا إلى أن الغارة وقعت فجر أمس.
ولاحقا، أعلن مصدر قبلي آخر في حضرموت أن "طائرة من دون طيار استهدفت سيارة كان على متنها اثنان من تنظيم القاعدة بالقرب من مدينة غيل باوزير" في المحافظة الجنوبية، مضيفا: "قُتل العنصران"، من دون إعطاء تفاصيل إضافية.
ومساء أمس، قُتل أربعة عناصر من القاعدة في غارة ثالثة شنتها طائرة أمريكية بدون طيار في نفس المنطقة، حسب ما أعلن مصدر عسكري.
وكانت غارة مشابهة أسفرت أمس الأول عن مقتل سبعة عناصر من القاعدة في محافظة شبوة الجنوبية، بحسب ما أفادت مصادر قبلية، وذلك في ظل ارتفاع وتيرة الضربات التي تنفذها طائرات من دون طيار على أهداف للقاعدة في اليمن بشكل ملحوظ.
ومع غارات أمس الثلاث، يرتفع إلى ثماني عدد الغارات التي شنتها منذ 28 يوليو طائرات أمريكية من دون طيار، أسفرت عن سقوط 36 عنصرا مفترضين في القاعدة.
ويأتي تصعيد الغارات فيما تشهد اليمن استنفارا أمنيا كبيرا، بعد أن قررت عدة دول أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، إغلاق سفاراتها هناك بسبب مخاوف جدية من هجمات وشيكة محتملة.
وكان متحدث رسمي يمني أكد الأربعاء أن السلطات أحبطت مخططا كبيرا أعده تنظيم القاعدة للسيطرة على مدينتين في الجنوب، وعلى منشآت نفطية، ولاستهداف غربيين.
وفيما شهدت صنعاء ازدحاما وأجواء احتفالية بمناسبة عيد الفطر، استمرت التدابير الأمنية لاسيما نقاط التفتيش.
وفي دلالة على المخاوف الأمنية، أدى الرئيس عبد ربه منصور هادي، وكبار المسؤولين، صلاة العيد في مسجد دار الرئاسة وليس في أحد المساجد الكبرى في صنعاء.
ومن جهتها، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن فرع القاعدة في اليمن وليس زعيم التنظيم أيمن الظواهري، يقف وراء خطة الهجمات على مصالح غربية، التي أدت إلى إطلاق الإنذار الأمني واسع النطاق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي لم تكشف هويته، أن مخطط هذه الهجمات هو ناصر الوحيشي زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، الذي يتمركز في اليمن.
وكشف الاتصال الذي التقطته الاستخبارات الأمريكية بين الظواهري ومسؤولين في القاعدة في اليمن، أن الظواهري لم يقم سوى بالموافقة على هذه الخطة.
وقال مسؤول للصحيفة إن "مباركة الظواهري للعملية أمر يختلف جدا عن إصدار أمر بنفسه بالخطة، أو عن قدرته على شن هجوم من نوع اعتداءات 11 سبتمبر".
وإذا تأكد ذلك، فإن هذا الدور الهامشي للظواهري في خطة الهجمات يعزز تأكيدات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي قال الأربعاء إن "النواة المركزية للقاعدة في طريقها إلى الهزيمة"، إلا أنه دعا إلى أخذ التهديدات الأخيرة للمتطرفين "على محمل الجد".
وكان متحدث رسمي يمني أكد الأربعاء أن السلطات أحبطت مخططا كبيرا أعده تنظيم القاعدة للسيطرة على مدينتين في الجنوب، وعلى منشآت نفطية، ولاستهداف غربيين يعملون فيها، إلا أن صنعاء عبرت عن غضبها إزاء إغلاق السفارات وإجلاء البعثات الدبلوماسية عن أراضيها، معتبرة أن ذلك يصب في مصلحة "الإرهابيين".
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية السعودية في وقت متأخر أمس اعتقال شخصين كانا على اتصال بتنظيم القاعدة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث الأمني باسم الوزارة اللواء منصور التركي، قوله إن الرجلين وهما يمني وتشادي، أجريا اتصالات مع قيادات في تنظيم القاعدة خارج المملكة، وكانا يروجان لفكر التنظيم المتطرف عبر الإنترنت.
وقال التركي إن التشادي الذي طُرد سابقا من السعودية، تمكن من العودة إلى البلاد بجواز سفر دولة أخرى، حسب المسؤول السعودي.
وأضاف أن الاتصالات مع قيادات في القاعدة سعت إلى "تبادل المعلومات حول عمليات انتحارية وشيكة في المنطقة".
وأوضح موقع قناة العربية نقلا عن التركي، أن الرجلين قد يكونا مرتبطين "بتهديدات القاعدة الأخيرة الموجهة ضد السفارات الأجنبية في المنطقة".