كشف الدكتور أحمد سمير خير الله، المدرس بقسم الميكروبيولوجيا والمناعة بكلية الصيدلة - جامعة بنى سويف، عن نتائج إحدى الدراسات الحديثة التى أكدت أنه يمكن التغلُّب على الظاهرة المتزايدة، والمتعلقة بانتشار سلالات من البكتيريا شديدة المقاومةِ للمضادات الحيوية، وذلك عن طريق استخدام البكتيريوفاج.
وأوضح خير الله أن الجهاز الهضمى يحتوى على ملايين مِن البكتيريا المفيدة لصحة الإنسان بشكل عام، حيث تسَاعَدَ الجسم على إتمام عملية هضم الغذاء ومحاربة الجراثيمَ الضارّةَ، ولذلك فإنه عند تناول المضادات الحيوية لعلاج عدوى ناتجة عن ميكروب معين، فإن هذه البكتيريا المفيدة يمكن أَن تقتل أيضاً، مما يجعل الجسم عرضة للعدوى بالبكتيريا الضارّةِ.
وتعتبر بكتيريا كلوستريديوم ديفيسيل Clostridium difficile أحد هذه البكتيريا الضارّةِ ، وعلى الرغم من أن عددِ حالات الإصابة بها فى تناقص واضح، فإن علاج هذه الحالات يزداد صعوبة، نظراً لأن مقاومَة هذه البكتيريا للمضادات الحيوية فى ازدياد مستمر، وهو ما يعمق المخاوف من ظهور جيل جديد من مثل هذه الجراثيم، وهو ما يطلق عليه اسم "الجراثيم الخارقة" أو super bug.
وأضاف خير الله، أنه نظراً لما سبق فإننا فى أمس الحاجة لاستبدال المضادات الحيوية غير الفعالة حالياً فى علاج الكلوستريديوم بطرق علاج أخرى مبتكرة، وبناء على نتائج الدراسة الحالية، تعتبر البكتيريوفاج واحدة من الطرق التى يمكن أن تحقق نجاحاً فى هذا المجال، موضحاً أن كلمة بكتيريوفاج bacteriophage هى مصطلح علمى يطلق على الفيروسات التى تستهدف وتصيب البكتيريا خصيصاً.
ولفت خير الله أنه فى الدراسة التى نحن بصددها، استخدم الباحثون نموذج لقولونِ الإنسان، وتم استخدام مضادات حيوية مشابهة لتلك المستخدمة فى المستشفيات، والتى أدت إلى القضاء على الميكروبات النافعة، وتلا ذلك حدوث عدوى بالكلوستريديوم، وإنتاجها للسموم الممرضة، وقد لاحظ الباحثون أن استخدام بكتيريوفاج معيّن قد أدى إلى خفّض عددَ ميكروبات الكلوستريديوم وكمية السموم التى تنتجها بشكل ملحوظ دون تأثير على باقى أنواع البكتيريا الموجودة فى الجهاز الهضمى، وهو ما يدل على إمكانيةُ استخدام البكتيريوفاج كعلاج لحالات الإصابة بالكلوستريديوم، كما يفتح المجال لتعميم الفكرة كسلاح جديد فى المعركةِ ضدّ البكتيريا شديدة المقاومة للمضادات الحيوية.
جاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية "Anaerobe" فى وقت سابق من هذا العام.