من الشائع أن يتقيأ الطفل عدة مرات فى الأسابيع الأولى من ولادته، حيث يبدأ التكيف مع الرضاعة كى ينمو ويكبر، من الطبيعى أن يتقيأ طفلك كميات قليلة بعد الرضاعة أو عندما يتجشأ، لكن إذا تقيأ كميات كبيرة، فلا بد من استشارة الطبيب، لكن لا تنسى أن التقيؤ يشعر الطفل عادة بالخوف فتلاحظين أنه يبكى كلما حدث ذلك.
تقول دكتورة نهى أبو الوفا استشارى طب الأطفال - قصر العينى زميل الجمعية المصرية لطب الأطفال والمبسترين عضو الجمعية العربية للحساسية والمناعة، قد يقيأ طفلك لأى سبب، بدءاً من الإحساس بالدوار وهو فى السيارة وحتى الاضطرابات الهضمية، كما قد يحدث أثناء السعال أو البكاء لمدة طويلة، هكذا، سترين أن التقيؤ يتكرر كثيراً فى السنوات الأولى من عمره.
فى العموم، إذا كان طفلك ينمو بشكل طبيعى ويبدو بصحة جيدة، ويزداد وزنه بانتظام، فلا داعى للقلق.
أضافت نهى أنه قد يعود تقيؤ الطفل فى الأشهر القليلة الأولى من عمره، إلى مشكلات فى الرضاعة كالتخمة مثلا، لكن فيما بعد، تظهر أسباب أخرى مثل الإصابة بفيروس المعدة، أو الالتهابات فى الجهاز التنفسى أو المسالك البولية، أو التهاب الأذن عندما يصبح طفلك كبيراً، ربما يدلّ التقيؤ على إصابته بمرض ما بشكل عام، ولابد من ملاحظ العلامات التالى:
- ألماً شديداً فى منطقة البطن
> - انتفاخاً فى البطن.
> - شعوراً بالنعاس أو تهيّجاً شديداً.
> - تشنجاً.
> - تكرار التقيؤ أو استمراره لأكثر من 24 ساعة.
> - علامات الجفاف بما فيها جفاف اللسان، والبكاء الشديد، وانخفاض فى المنطقة اللينة من أعلى الرأس، وتراجع فى كمية البول (يبلّل أقل من ستة حفاضات فى اليوم).
> - وجود دم أوبعض العصارة المرارية (مادة خضراء) فى القىء.
أشارت نهى إلى أنه فى حالة وجود آثار من الدم مع القىء أمر لا يدعو إلى القلق، فقد يرجع السبب إلى الجهد الذى يبذله الطفل أثناء التقيؤ مما يؤدى إلى تمزق بسيط فى الأوعية الدموية الرقيقة الموجودة فى جدار المرىء.
قد تلاحظين أيضاً آثار دم فى قىء طفلك إذا سبق له أن ابتلع دماً كان فى فمه بسبب جرح ما أوفى انفه من جراء الرعاف " النزف من الأنف " خلال الساعات الست التى تسبق التقيؤ، لكن إن استمر وجود الدم فى القىء أو إذا زادت كميته، عليك استشارة الطبيب.
من المحتمل أن يطلب الطبيب رؤية عيّنة من القىء إذا كان فيه دم أو مادة الصفراء المرارية، المهمة ليست سهلة، لكن عليك جمع القليل منه كى تطمئنى، قد تدلّ عصارة المرارة على وجود انسداد فى الأمعاء مما يتطلب الانتباه الشديد.