أكد الدكتور محمود عبد الرحيم غلاب أستاذ علم النفس الأسبق بجامعة القاهرة، أن الدعاء والتضرع والطلب من الله عز وجل، هو فى حد ذاته علاج نفسى حقيقيا لكل إنسان مهما كانت قناعاته الدينية، مشيرا إلى أنه يمر بعدة خطوات يقوم بها حتى يصل إلى مرحلة الدعاء، فالإنسان فى هذا الأمر يقوم بالإحساس بمشكلته واكتشافها بنفسه، وبعدها يفكر فى حل لها فيجد الدعاء حلا مناسبا، لأنه وبعد تفكير نفسى وعقلى عميق تظهر لديه الثقة والأمل كحل لهذه الأزمة، أو هذا المتطلب النفسى أو الحياتى لديه فيقوم بالدعاء آملا فى هذه النتيجة النفسية التى تعود عليه بالانفراج والهدوء والاتزان النفسى.
وأشار إلى أن الإنسان الداعى هو رجل يعالج نفسه بنفسه، وبدلا من أن يترك اليأس يتملكه ويصيبه باختلال ومشكلات واضطرابات نفسية وسلوكية، وقد تصل إلى حد العقلية، يقوم بوقفه من البداية حتى لا يتطور الاختلال ليصبح مرضيا ويحتاج إلى علاج، وهو سبب معظم الأمراض والمشكلات النفسية على الإطلاق والإحساس الباطنى الذى يحفزه الإنسان من ذاته، لينبع منه بالثقة والإحساس بأمل هو أساس علاج النفس والروح من المشكلة.
وأوضح دكتور محمود أن التفسير النفسى لهذا الأمر يرجع إلى أهمية ثقة الإنسان النابعة من نفسيته المحطمة أو نفسيته القوية، فالاثنان سواء ويفرزا الدعاء الذى يعد وسيلة من الإنسان لبث الأمل فى ذاته، وجعلها تقوى على ما تعانيه، وهو ما يجعل الإنسان معالجا لذاته نفسيا.
>