أخبار عاجلة

والدة الشهيد طارق عبداللاه: قعد 14 سنة من غير خلفة واستشهد بعد ما ربنا كرمه بتوأم

والدة الشهيد طارق عبداللاه: قعد 14 سنة من غير خلفة واستشهد بعد ما ربنا كرمه بتوأم والدة الشهيد طارق عبداللاه: قعد 14 سنة من غير خلفة واستشهد بعد ما ربنا كرمه بتوأم
«اللى قتلهم دا ديانته إيه.. دول مسلمين دول.. ولا عارفين ربنا؟».. حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى عمل فى ابنى كده.. يا رب اقبل دعوتى وأنا صايمة

كتب : عبدالفتاح فرج منذ 12 دقيقة

فى غرفة ضيقة مطلة على حارة أحمد عبدالجواد المتفرعة من شارع «وابور الطحين»، تعيش السيدة نجاة إبراهيم حسن (57 سنة)، والدة الشهيد المساعد طارق محمد عبداللاه أحد ضحايا مجزرة رفح التى راح ضحيتها 16 جنديا وصف ضابط، على الحدود المصرية الإسرائيلية.

رغم مرور عام على وقوع المجزرة فإن دموع السيدة لم تجف بعد، ومظاهر الحزن لا تفارق ملامح وجهها القمحى اللون، ثيابها بسيطة ومتشحة بالسواد، تقول السيدة فى صوت مملوء بالحزن والحسرة: «طارق جالى قبل ما يسافر سيناء بـ10 أيام وفضل يضحك معانا ويهزر، كان حنيّن وبيحب الناس كلها وكان بيراضى أخته عصمت وبيقول لها انتى البركة بتاعتنا عشان هى غلبانة شوية».

تجلس والدة الشهيد على كنبة خشبية مهترئة، وإلى جوارها تجلس ابنتها الكبرى المطلقة مع أبنائها الثلاثة، حوائط الغرفة معلق بها آيات قرآنية وصورة الشهيد طارق عبداللاه وبجانبها صورة الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى.

تذرف عين السيدة الخمسينية بالدموع وتصمت قليلا، ثم تنظر إلى صورته وتقول فى حماس: «الشهيد خدم فى الجيش 23 سنة، وتنقل بين أماكن خدمة مختلفة بالجمهورية وذهب إلى رفح منذ سنتين وكان ينتظر انتهاء مدة خدمته بعد سنتين، للخروج إلى المعاش وقبض مكافأته لكن ربنا ما أرداشى»، وتضيف: «طارق ابنى لما كان بينزل من هناك كان بيعدى علىّ قبل ما يعدى على عياله وامراته».

يرتفع صوت السيدة تدريجيا حتى يصل إلى مرحلة الانفعال المصحوبة بالدموع وهى تقول: «أنا ماعرفتش بخبر وفاته إلا من أخوه أيمن اللى بيشتغل فى يوم 17 رمضان، لما بلغه أخوه عصام اللى برضو متطوع فى الجيش من 20 سنة. أيمن اتصل عليهم وقال لهم أخوكو مات فى رفح فى حادثة امبارح، بس اوعى حد يقول لأمكم، لكن لما كنت باصلى العشا والتراويح فى الجامع عرفت الخبر وانهرت بعد كده، ولما رحنا الجنازة العسكرية عند المنصة تانى يوم، ما كنتش عارفة النعش بتاعه عشان ما باعرفش أقرا، الدنيا كانت مقلوبة، ومناظر العساكر المقتولة كانت تصعب على اليهود، وفجأة لقيت فيه ناس بتهتف ضد الإخوان ومحمد مرسى ساعة الجنازة، حسيت إن ربنا بعتهم لينا عشان يظهر الحق».

تسيطر السيدة على حالة الحزن التى انتابتها وتكمل حديثها بشكل عفوى قائلة: طارق قعد 14 سنة من غير خلفة، وصرف فلوس كتيرة خالص على مراته لحد ما خلفت وربنا كرمه بـ2 توأم سماهم أحمد ومحمد، لكن يا حبيب عينى ما قدرش يتهنى بيهم وسابهم ومات وعمرهم سنة واحدة، مش بس كدا، دا امراته ولدت بنت تانية اسمها «ساجدة» بعد ما مات بكام شهر، كان سايبها حامل فى الشهر الرابع.

تتابع الأم المكلومة حديثها قائلة: «الشهيد اترقى قبل وفاته إلى مساعد أول، وكان حنيّن على العساكر وبيتعامل معاهم بشكل كويس، أهاليهم قالوا لى لما كنا مع بعض فى الحج».

أرجعت ظهرها للخلف وشعرت بحالة من الارتياح وقالت: وزارة الدفاع طلعتنا كلنا الحج السنة اللى فاتت تكريما للشهداء وفيه واحد صاحب شركة كبيرة مش فاكرة اسمه طلعنا عمرة قبلها، جوزى مات وساب لىّ 7 عيال صغار، انكسرت عليهم لحد ما كبرتهم واتجوزوا، وفلوس الدنيا ماتساويش ضفر واحد منهم.

تنفعل من جديد وتحرك ذراعيها يمينا ويسارا وتقول بصوت مرتفع: «اللى قتلهم دا ديانته إيه، دول مسلمين دول، ولا عارفين ربنا؟ حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى عمل فى ابنى كدا، يا رب اقبل دعوتى وأنا صايمة».

تكسر حفيدتها صاحبة الـ12 عاماً حالة الانفعال المسيطرة عليها عندما تدخل الغرفة، تأخذ منها صورة خالها الشهيد وتحملها بدلا منها وتنظر إليها بحزن شديد، تشير إليها السيدة قائلة: «دى بنت بنتى عصمت، قاعدين معايا هنا بعد لما اتطلقت»، ثم أمسكت البرواز الذى يحمل صورة ابنها الشهيد وقالت: فيه ناس ادونا الصورة دى فى حفلة كنا فيها وعشان الصورة مكتوب عليها إهداء من حزب المصريين الأحرار، لكن فيه بعض الناس اعترضوا عليها وقالوا دى ملهاش دعوة بالسياسة. والناس اللى ادونا الصورة دى قالوا لنا إن مرسى والإخوان هما اللى ورا قتل جنودنا هناك.

وتكمل: كنت فى رمسيس من 10 أيام بابص لقيت واحد بيبيع صور عبدالفتاح السيسى وبينادى وبيقول «صور السيسى اللى بيدى الإخوان على قفاهم»، حودت عليه وقمت معيطة، الراجل صاحب الفرشة سألنى بتعيطى ليه يا حاجة؟ قلت له أصل ابنى استشهد فى رفح السنة اللى فاتت، الراجل قال لى: «ما هو دا اللى هيجيب حقهم»، قمت جايبة صورة للسيسى، وعلقتها هنا زى ما انت شايف ربنا يبارك له يارب، محمد مرسى قعد سنة واحدة خرب البلد ومرضيش يقول على أسماء اللى قتلوا أولادنا فى رفح، حسب قولها.

DMC