كتب : هشام أمين منذ 8 دقائق
تشهد دراما رمضان هذا العام ظاهرة لافتة وهى تعدد الزوجات وتعدد العلاقات النسائية لأبطال المسلسلات، ورغم أن السنوات الماضية كانت تشهد دائما أعمالا درامية كثيرة تناقش فكرة «العنوسة» مثل مسلسلى «عايزة أتجوز» و«حارة العوانس» وغيرهما، فإنه منذ العام الماضى بدأت الدراما تركز على قضية تعدد الزوجات، وكأن هذا هو الحل الطبيعى لمشكلة العنوسة، حيث تسيطر ظاهرة تعدد الزوجات على معظم مسلسلات هذا العام، ومنها «مزاج الخير» لمصطفى شعبان، وهو العام الثالث على التوالى الذى يتزوج فيه شعبان أكثر من امرأة فى نفس العمل، إضافة إلى علاقاته النسائية المتعددة، ومنها أيضاً «العراف»، و«خلف الله»، و«الزوجة الثانية» و«القاصرات».. وغيرها من المسلسلات التى تبدو ظاهرة تعدد الزوجات والعلاقات النسائية واضحة فيها.
تقول مى سليم، التى تلعب دور الزوجة الثانية فى مسلسليها «خلف الله» و«مزاج الخير»: «اختيارى لهذه الأدوار جاء بالصدفة، أى أن أكون زوجة ثانية فى مسلسلين يعرضان فى نفس التوقيت، خاصة أن تعدد الزوجات يعتبر مادة خصبة للمؤلفين تساعدهم فى كسب مزيد من المط والتطويل فى خطوط الأعمال الدرامية من خلال قصص زواج رسمى وعرفى وعلاقات نسائية، وما ينتج عنها من أولاد وبنات ومشاكل يمكن اللجوء إليها فى أى وقت فى محاولة لتحريك إيقاع الأحداث فى الأعمال الدرامية».
وأضافت: «تعدد الزوجات ظاهرة أصبحت تلقى قبولا لدى البعض من المشاهدين، والدراما التليفزيونية قد ترسخ تلك الفكرة وتزينها إلى نفوس الرجال، حتى بات كثيرون يتعاملون مع هذه الظاهرة على أنها قد تكون أمرا واقعا يفرض نفسه على المجتمع المصرى والعربى».
ويرى الناقد طارق الشناوى أن ظاهرة تعدد الزوجات ليست بالجديدة على الدراما المصرية فقد بدأها «الحاج متولى» منذ أكثر من عشر سنوات وحققت نجاحا كبيرا، ومن الطبيعى أن أى شىء ينجح توجد له توابع فى الدراما، وهذه الدراما تحقق جاذبية لدى المشاهد ولكنها قد تكون بعيدة عن الواقع فى المجتمع المصرى بسبب الأحوال الاقتصادية الصعبة ولذلك تكون مجرد رغبة كامنة فى نفوس الرجال.
وأضاف: «تعدد الزوجات يساعد مؤلف العمل فى رسم أحداث درامية تجذب الناس أكثر، كما أن كل مسلسلات البطولة المطلقة للرجال تجد فيها أكثر من أربعة أدوار ثانية لممثلات إلى جانب البطل، وتتنوع أدوارهن ما بين الزوجة والزوجة الثانية والحبيبة والعشيقة، وهذه هى التركيبة الدرامية التى تغلب على كل المسلسلات الآن».
أما المؤلفة سماح الحريرى، التى كتبت مسلسل «القاصرات» الذى يتناول نفس الظاهرة، فتقول: «ناقشت قضية تعدد الزوجات من عدة زوايا مختلفة معظمها حقائق من الواقع، وهى موجودة بالفعل فى المجتمع المصرى، ولكن كان تركيزى أكثر فى الدراما على الضغوط النفسية التى تتعرض لها القاصر حين تتزوج وهى فى سن مبكرة، إضافة إلى تعدد الزوجات لبطل العمل من نفس هذه النوعية من البنات الصغيرات».
وأضافت: «هذا المسلسل يعتبر جرس إنذار لما يحدث فى المجتمع المصرى الآن، خاصة أن قطاعا كبيرا من الشعب المصرى يعيش فى الريف وبعض محافظات الصعيد، وهى أماكن قد لا يصلها الإعلام ولا التوعية بشكل جيد، لأن نسبة الأمية كبيرة فيها، ولهذا قدمت فى المسلسل نماذج من المشاكل التى تقابل تعدد الزوجات، وقد اخترت الدراما كطريق لتوصيل التوعية وكل ما أريد؛ لأنها تدخل كل بيت، ويمكننا إلقاء الضوء بشكل جيد من خلالها على هذه الظاهرة».