كتب : أحمد منعم الجمعة 02-08-2013 11:16
بالمراسلة تعلم صاحبنا الموسيقى بمدرسة هادلى سكول الأمريكية لتعليم المكفوفين، أنامله البصيرة ملكت ناصية العزف بمفاتيح آلة الأورج وأوتار الكمان والعود. تجاوز العزف إلى التأليف بعدما التحق بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى. ومذ ذلك الحين وطبلات الآذان ترقص مع ألحانه التى بلغت حدود المائة وخمسين لحناً كان أولها لحن أغنية «امسكوا الخشب» للمطربة مها صبرى فى 1975.
ولد عمار الشريعى فى مركز سمالوط محافظة المنيا فى أبريل من العام 1948 فى أسرة تمتد أصولها إلى قبيلة «هوارة»، فى طفولته اشترى له أبوه «بيانو» للعزف عليه لكن الرغبة المتقدة لدى عمّار لم تنطفئ، فى فترة دراسته تواصل مع عدد من عباقرة التلحين الموسيقى أمثال كمال الطويل وبليغ حمدى، اللذين ساعداه لاحقاً فى العمل كعازف فى العديد من الفرق الموسيقية.
فور حصوله على ليسانس الآداب فى اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة، بدأ الشاب الكفيف عمار الشريعى عمله كعازف على آلة الأوكرديون، ومن ثم آلة الأورج، كانت مفاتيح الأورج مفاتيح انطلاقه فى مجال التلحين الموسيقى حيث كان أبرع عازفيه فى تلك الآونة ولمع نجمه رغم إعاقته.
نهايات السبعينات وأوائل الثمانينات، فترة شهدت مصر فيها عدداً من التحولات حتى فى الموسيقى. وقتها بدأ الشريعى رحلته فى درب التلحين، وفى مطلع الثمانينات ألف الشريعى فرقة الأصدقاء التى ضمت وقتها منى عبدالغنى وحنان وعلاء عبدالخالق، مزج فيها أصالة التراث الذى رسمه عشرات المبدعين فى مجال الموسيقى بمصر والعالم العربى، بالموسيقى المعاصرة التى باتت وقتها طابعا جديدا فى كل أصقاع الدنيا.
تعامل عمار الشريعى فى مجال التلحين الموسيقى مع عدد من المطربين والمغنين المصريين من بينهم نيللى وصفاء أبوالسعود وعفاف راضى ولبلبة وعبدالمنعم مدبولى وكذلك مع جيل تالٍ من المغنين منهم منى عبدالغنى وحنان وعلاء عبدالخالق وهدى عمار وحسن فؤاد وريهام عبدالحكيم ومى فاروق وأجفان الأمير وآمال ماهر وأحمد وعلى الحجار وسماح سيد الملاح.
الاحتفالات السنوية بانتصارات أكتوبر كانت إحدى مسئوليات عمار الشريعى، منذ عام 1991 وحتى 2003، فكان الشريعى يقوم بتلحين الأوبريتات التى تُعرض فى تلك الاحتفالات بالتنسيق بين القوات المسلحة المصرية ووزارة الإعلام، ومن أشهر ما لحنه عمار الشريعى فى تلك الاحتفاليات أوبرت «اخترناك» الذى قدمه للرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.
فى يناير 2011 أجرى الشريعى مداخلة هاتفية على عدد من قنوات الإعلام الفضائى.. بكى، توسّل «يا سيادة الرئيس أنا عمار الشريعى اللى لحنت اخترناك.. لكن النهارده أنا باقول لك صون تاريخك واتنحى عن الرئاسة». بعدها بشهور توفى الشريعى فى أواخر 2012، تاركاً تركة موسيقية تضم عشرات الأغنيات والأعمال الموسيقية فى الأفلام ومنها «البرىء» و«حب فى الزنزانة» و«يوم الكرامة» و«حليم».. والمسلسلات التى منها «حديث الصباح والمساء» و«رأفت الهجان» و«أبنائى الأعزاء شكراً».