كتب : صالح رمضان الخميس 01-08-2013 10:22
«شفت إخوان بسيوف وخرطوش، ومع إطلاق الغاز المسيل للدموع وقعت على الأرض فاقد الوعى فشدونى وسطهم وضربونى وكانوا هيموتونى»، كلمات بسيطة تمكن إسلام رشاد رمضان (17 سنة) من النطق بها، عندما حاولنا أن نتعرف على حقيقة الاعتداء عليه، فحالة الإعياء الشديد وإصابته جعلته غير قادر على الحركة والكلام بعد الاعتداء عليه خلال مسيرة بالنعوش الرمزية نظمها مؤيدو الرئيس المعزول فى المنصورة مساء الاثنين الماضى.
«الوطن» التقت والد «إسلام» الذى يعمل «ميكانيكى»، ووالدته جيهان عبدالكريم (37 سنة) ربة منزل، داخل شقتهم بمنطقة الدراسات بالمنصورة، وكان الحوار التالى..
* سألنا والد «إسلام»: ما حقيقة الاعتداء عليه؟
- «إسلام» كان نازل من عند عمته فى شارع الجلاء، ووجد أصواتاً عالية فذهب يتفرج عليهم وكان فيه صيدلى إخوانى وسط المظاهرة، فأشار عليه للإخوان فسحلوه لداخل المظاهرة ونزعوا اللحم من تحت الإبط، وطعنوه فى رجله اليمنى، فأصابوه بـ15 غرزة وكسر فى الجمجمة وكدمات فى ظهره وصدره، وكان فيه واحد بيشده من دراعه، وواحد منهم كانت أظافره طويلة سلخ لحم صدره وظهره، كما أنه مصاب بكدمات فى عينه وفى رأسه من ضرب الشوم.
* وماذا حدث فى المستشفى؟ ولماذا لم يتم حجز «إسلام» به، خاصة أنه تردد أنك هربت به؟
- كان الطبيب المعالج فى مستشفى طلخا المركزى بذقن، ورفض يعمل تقريرا لأنه إخوانى وكان يكلمنى بقرف شديد، وألقى بالتقرير على الأرض، وتشاجرت معه واتهمته أنه متحيز للإخوان، والتحويل لا يزال معى حتى الآن، وذهبنا بإسلام فى الأول لمستشفى طلخا، فحولوه لمستشفى المنصورة الدولى، وهناك عملوا له 6 إشاعات على جسمه، وطلبوا عودته مرة أخرى إلى مستشفى طلخا المركزى وأن يظل تحت الملاحظة لمدة 24 ساعة، لوجود كسر فى الجمجمة، ولما عدنا لطلخا قلت للطبيب ذلك فكان رده: لا يتم احتجاز إسلام بالمستشفى ولا ساعة، فرفضت أن يكشف على ابنى، وتدخل بعض الموجودين فقام بعلاجه، وعاد معى وهو بين الحياة والموت.
* وماذا فعلت بعد ذلك؟
- توجهت إلى قسم شرطة أول المنصورة، وحررنا محضراً اتهمت فيه الإخوان بمحاولة قتل ابنى، لكنى لا أعرف أى أسماء منهم.
* وكيف ذهبت للنيابة و«إسلام» بهذه الحالة السيئة؟
- فوجئت باتصال النيابة العامة تطلبنى لسماع أقوالى أنا و«إسلام»؛ فحملناه أنا ووالدته وأخذوا أقواله وهو لا يستطيع النطق كونه مريضاً، وطلبت النيابة التقرير الطبى وشهادة الميلاد وأن أقدم لها الشهود على الواقعة، وأنا سألجأ لزملاء «إسلام» الذين شاهدوه وهو يسحل حتى يتم سماع أقوالهم.
* وتوجهنا بالسؤال لأم إسلام: كيف عرفتم بالواقعة؟
- الساعة 10 تليفونه قفل، وظللت فى قلق حتى اتصل بى أصدقاؤه الساعة الواحدة صباحاً، وقالوا إن إسلام فى المستشفى، ووجدناه مضروبا بسكين فى فخذه، وسألت أصحابه قالوا إنهم كانوا بيتفرجوا على مسيرة الإخوان وكان فيه ضرب، والدخان خنق صدره وأغمى عليه وشدوه ناحيتهم وأكتر من 30 واحد نزلوا فيه ضرب بالشوم والسكاكين.
* وهل فعلا «إسلام» هتف ضد «الإخوان» فضربوه؟
- «إسلام» غير متعلم؛ لأن عنده إعاقة فى السمع؛ لذلك فهو لا يعرف كيف يهتف، لكنه عنده حب استطلاع كبير، والطبيب قال لى اتركوه يتحرك، حتى يتأقلم على الدنيا، ومن بعد الحادثة وهو نائم ومريض.
* وماذا تقولين للإخوان الآن؟
- أقول: حسبى الله ونعم الوكيل، وأنا قلبى واجعنى على ابنى، وحرام اللى عملوه فيه، ولم يرحموا ضعفه، وهما بيضربوه صرخ وقال: «أنا مش منهم» وينطق بصعوبة ولم يرحموه؛ فبعد أن ضربوه ألقوه على سيارة وهى ماشية فأحدثت له كسراً فى الجمجمة ومن وقتها لا يتكلم ولم يأكل.