سلط الدكتور أحمد سمير خير الله (المدرس بقسم الميكروبيولوجيا والمناعة بكلية الصيدلة - جامعة بنى سويف) الضوء على نتائج إحدى التجارب الإكلينيكية التى أجريت مؤخراً بالولايات المتحدة الامريكية، وتوصلت إلى علاجين جديدين فى المعركة ضد مرض السيلان.
وتولى كل من مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (Center for Disease Control and Prevention، والذى يرمز له بالاختصار CDC) بالتعاون مع المعهد القومى لأمراض الحساسية والأمراض المعدية (National Institute of Allergy and Infectious Diseases، والذى يرمز له بالاختصار (NIAID مسئولية تمويل هذه التجارب والأبحاث مادياً.
وأشار خير الله أن مرض السيلان هومرض جلدى تسببه بكتيريا "Neisseria gonorrhea "، والتى تنتقل عن طريق الإتصال الجنسى مع شخص يحمل العدوى، لافتاً أن صعوبة علاجه تكمن فى أن المضادات الحيوية الفعالة ضد المرض محدودة للغاية، وكما أن البروتوكول المعمول به فى الولايات المتحدة الامريكية لعلاج السيلان كان يعتمد سابقاً على العلاج باستخدام المضاد الحيوى "cefixime" والذى يتم تناوله عن طريق الفم، والمضاد الحيوى "ceftriaxone" عن طريق الحقن.
ويتابع خير الله أنه نظراً للتحورات المستمرة للبكتيريا المسببة للمرض، مع وجود اختيارات محدودة للعلاج، فإنه قد لوحظ أن هذين المضادين قد أصبحا أقل فاعّلية فى علاج حالات السيلان بالآونة الأخيرة، وهو ما دفع كل من مركز "CDC" ومركز "NIAID" تبنى هذه الدراسة، وإعطاءها أولوية قصوى.
وأضاف خير الله أن نتائج الدراسة، والتى تم إجراؤها على 401 مُصَاب بالسيلان ممن تراوحت أعمارهم بين 15-60 عاماً، قد أوضحت أن علاجاً مكوناً من المضاد الحيوى "azithromycin" عن طريق الفم بالإضافة إلى المضاد الحيوى " gentamicin" عن طريق الحقن، قد حقق نسبة نجاح فى علاج المرض بلغت 100%. ومن جهة أخرى، عندما تم العلاج بمضادى الـ azithromycin والـ gemifloxacin، والذين تم تناولهما عن طريق الفم، فلقد بلغت نسبة الشفاء 99.5 %.
واختتم الدكتور أحمد خير الله قائلاُ، إن أهمية هذه النتائج تكمن فى أنها تفتح الباب مفتوحاً أمام علاجات بديلةِ وحلول طويلة المدى لعلاج حالات السيلان المقاومة لمضادات الميكروبات المستخدمة حالياً، وهو ما يعد أمراً مثيراً للغاية.