أخبار عاجلة

عمرو يوسف: سعيد بنجاح «نيران صديقة».. والجمهور يريد دراما مختلفة

عمرو يوسف: سعيد بنجاح «نيران صديقة».. والجمهور يريد دراما مختلفة عمرو يوسف: سعيد بنجاح «نيران صديقة».. والجمهور يريد دراما مختلفة
الفن والدين أقوى سلاحين فى .. و«ذات» عمل رائع

كتب : مروة إبراهيم منذ 48 دقيقة

انتهى عمرو يوسف من تصوير مسلسل «نيران صديقة»، ورغم انشغاله بتصوير هذا العمل المميز فإن كل عقله كان مع ما يحدث فى مصر، حيث أكد أن العيد جاء قبل ميعاده، وذلك بسبب انتهاء حكم «الإخوان» قبل رمضان، مشيراً إلى أنه اليوم يحتفل مرتين، مرة بعودة مصر إلى شعبها، والاحتفال الآخر بنجاح مسلسله.

فى 2010 عرض على «عمرو» العمل فى «نيران صديقة» ولكن فى دور آخر غير دور «طارق»، وعندما أعلن أنه يرغب فى تقديم شخصية «طارق، كان الدور قد تم تسكينه، ولم يظهر المشروع إلى النور، ليعود اليوم ونشاهد عمرو يوسف فى دور طارق يحيى.

عن «نيران صديقة» وعمرو يوسف فنانا وإنسانا يدور هذا الحوار.

* طارق الشاب الهادئ الوديع وجدناه يتنازل عن مبادئه خطوة خطوة.. هل هذا التنازل سببه الزمن أم الطموح؟

- المبادئ لا تتجزأ، وأعتقد أن الجمهور سيتفهم ما حدث معه، فمجرد أنك بدأت تنصاع إلى الدنيا أو لأوامرها أو إلى الجهات التى تجذبك إليها، تبدأ حبات العقد فى الانفراط، مثلما حدث مع طارق الذى نفذ أوامر والده، وحبه لأميرة ومحاولة وصوله لها بأى طريقة، وعادة الحب يكون فيه نقطة ضعف، ونقطة ضعفه كانت من ناحية رضا والده عليه، لأنه شاب درس الشريعة ويعرف أن رضا الأب من رضا الرب، ونراه يرضى والده عندما طلب منه أن يدرس شريعة وجاء على نفسه عندما رفض أن يدرس ما يحبه وهو الإخراج، وأرى أنها كانت بداية الانهيار لديه لأنه تنازل عن حلمه، بعدها نرى زواجه بأميرة من وراء والده، هو يرى أن عروسه ليس ذنبها أن تكون أمها قوادة، وهو يحبها، أيضاً عندما كذب وقال إنه لم يرَ من قتل والد رأفت، وهو يعلم جيدا أنه إذا قال الحقيقة ستعود الأموال لرأفت ويخسر هو حبيبته، وهنا استطاع «مدحت» أن يلوى ذراعه ويهدده بالعمل لصالح أمن الدولة، لذا أصبح طارق «مفعولا به» طوال الوقت وليس فاعلا، والأشخاص الذين يعيشون طوال الوقت «مفعولا بهم» إما يظلون هكذا حتى الموت أو ينفجرون.

* تحول الداعية الوسطى الهادئ فى المسلسل إلى سلفى دموى وهذا يرينا التطور الذى حدث لكثير من دعاة الدين وأسبابه وهو أيضاً ما نراه اليوم؟

- طارق «قدمه دخلت فى الخية»، ولو قارنا بين الشخصية فى المسلسل وبين الواقع الذى نعيشه، سنجد ما قاله ابن رشد «إذا أردت أن تقنع الناس بشىء غلفه بغلاف دينى»، فالغلاف الدينى هو الأقرب للوصول إلى عقول الغلابة أو الجهلاء، وللأسف فى مصر نسبة الجهل عالية، وسهل الضحك على عقولهم باسم الدين، وهذا ما تفعله تيارات الإسلام السياسى.

* نرى من خلال المسلسل توثيقا لفترة من تاريخ مصر الحديث وفى الوقت ذاته هناك حنين إلى الماضى؟

- ممكن الجيل الأصغر لا يأخذ باله من هذا الموضوع بينما جيلنا والجيل الذى بعدنا مباشرة يشعر بالحنين من خلال أغنيات ، والتى يمكن أن تذكرهم بصيف معين أو بحفلة من حفلات الساحل ومارينا لعمرو دياب، فعندما نسمع أغنية معينة فإن الذهن بشكل تلقائى يذهب إلى هذه المرحلة، وعندما تشاهدين مشهد الزلزال نعرف أن هذا عام 92 دون أن يذكر المسلسل ذلك، وحرب العراق، ومسلسل الراية البيضاء، وغيرها، وهذا الحنين أيضاً موجود فى مسلسل «ذات»، وأهالينا يرتبطون به بحكم أنهم عايشوا هذه الفترة، و«ذات» رواية رائعة وأحب أن أهنئ كل صناع العمل لأنهم قدموا لنا عملا ناعما وجميلا وبسيطا، باسم سمرة ممثل عظيم ونيللى كريم مثلت تمثيلا جبارا.

* ظهر بوضوح استغلال أمن الدولة للفن والدين خلال أحداث المسلسل.. هل ترى أنهما القوتان المؤثرتان فى المجتمع المصرى؟

- بالطبع الدين والفن أهم سلاحين يمكن استخدامهما لفعل ما نريده، من خلال الفن المصرى نذهب إلى أى دولة عربية وأول شىء تجدينه هو إفيهات أفلامنا السينمائية لعادل إمام وإسماعيل ياسين وعبدالفتاح القصرى، فى بلاد المغرب العربى تجدينهم يشغلون أم كلثوم فى القهاوى وعبدالحليم وعشق الوطن العربى كله لعبدالناصر وكيف كان رمزا قويا، نحن مؤثرون وخط الدفاع الأول هو الفن، وهو ما جعل بلدا مثل أمريكا جزء كبير من اقتصادها قائم على الفن، وتأثير أمريكا على العالم من أفلامها السينمائية ومن هنا تجتاح العالم، لكن المشكلة أن استخدام الدين يتم أحيانا بشكل خاطئ ومن خلاله يوجه الآلاف ومعروف أن الدين أفيونة الشعوب.

* كل الشخصيات فى المسلسل شخصيات سلبية ورغم هذا نجد المشاهد متعاطفا معهم.. لماذا؟

- هذا صحيح، الشخصيات فى المسلسل سلبية وبالتأكيد هناك مثلها فى الواقع، «بنى آدمين من لحم ودم»، وهم يحبون بعضهم ولكن المصلحة تغلب أحيانا، والحب يتحكم فى أحيان أخرى، وعندما نقدم شخصيات سلبية بهذه الصورة، يمكن أن نتساءل هل سيتقبلنا الجمهور أم لا؟ ورأيى أنه يجب ظهور هذه الشخصيات لأنها جزء من الواقع الذى نعيشه، ونحن لا ندافع بل نعرض أمثلة موجودة فى الواقع.

* محمد أمين راضى من الكتاب الجدد.. هل نستطيع أن نقول إنه استطاع تغيير شكل الدراما هذا العام؟

- أعرف محمد أمين راضى منذ عدة سنوات، وبحكم صداقتنا قرأت أعمالا كثيرة له، وجميعها كانت مميزة، وهذا المسلسل يعد أول عمل يرى النور من أعماله، وكنت مقتنعا أنه يستطيع تقديم شىء جديد ومختلف يضخ دما جديدا فى الدراما أو فى السينما، وهذا ما حدث فى «نيران صديقة»، وبعد عرض أول سبع حلقات من المسلسل بدأ المنتجون يطلبون منه أعمالا جديدة للعام المقبل، وأنا سعيد بهذا النجاح الذى حققه، وأتوقع أن يستمر فى النجاح.

* كيف ترى ثورة 30 يونيو؟

- مصر عادت مرة أخرى لأبنائها، والشعب المصرى أنهى الاحتلال الإخوانى. وشعرت بشعور غريب وهو ما وجدته لدى ناس كثيرين من حولى، وهو أن الجميع كان مكتئبا ولم نكن نعرف ما هو السبب، واتضح أن المشاكل التى عشناها الفترة الماضية، والنظام الذى كان يعود بمصر إلى الوراء بسرعة شديدة كان سبب الحالة النفسية السيئة والاكتئاب الذى كان يعيشه المصريون، كان هناك فشل على جميع الأصعدة، سياسى، واقتصادى، علاقات خارجية سيئة ومشكلة سد إثيوبيا، كل هذه المشاكل كان يعانى منها المواطن المصرى، بخلاف التفرقة والفتنة، والشعب المصرى لديه ذكاء فطرى عال، ولهذا تحرك بفطرته وثار على هذا النظام فى ملحمة رائعة.

ON Sport