كتب : نجلاء أبوالنجا وصفوت دسوقى وهشام أمين منذ 5 دقائق
فاجأتنا دراما رمضان هذا العام بجرعة زائدة من الجرأة فى الموضوعات والألفاظ والمشاهد بشكل يخدش حياء معظم الأسر المصرية التى لم تتعود على هذا الشكل فى التناول الدرامى أو اللفظى، لدرجة جعلت البعض يطلق على هذا الموسم الرمضانى لقب «موسم كشف المستور»، خاصة أن المسلسلات الرمضانية لم تكسر أبدا حاجز احترام مشاهديها ومحبيها. ومع الاعتراف بالمستوى الفنى العالى والتنوع والتطور الكبير فى مستوى مسلسلات هذا العام إلا أن الألفاظ التى جرحت أذن المشاهد ظلت نقطة الضعف الأولى.
«الوطن» حاولت معرفة أسباب هذه الظاهرة وتأثيرها على الأسر المصرية والدراما.
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
محمد خان: الواقع مؤلم ومطلوب كسر «التابوهات»
أكد المخرج محمد خان أن الواقع مؤلم جدا، ومن يتأمل حال الناس فى الشارع سيكتشف أن لغة الحوار قد تغيرت، وأن هناك حوارا جديدا فرضه الجيل الجديد على المجتمع المصرى، هذا الجيل الذى يتعامل مع «الإنترنت» ويرى العالم قرية صغيرة بالفعل، وأضاف أن الفن الحقيقى هو الذى يقدم صورة صادقة ومعبرة عن الواقع، «ولا أقصد بكلامى المبالغة فى الحوار والألفاظ الصادمة، ولكنى أقصد كسر «التابوهات» التى تعد قيدا على حرية الإبداع، ويجب الإشارة إلى أن المجتمع المصرى مر فى السنوات الأخيرة بعدد كبير من التحولات جعلت حوار الناس مختلفا، وجعلت الجيل الجديد مختلفا عن الأجيال السابقة، ومهمة صناع الفن الجيد نقل الواقع الجديد بشكل محترف وغير صادم».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .
حسين فهمى: الإسفاف مرفوض
ويعلق حسين فهمى على المتغيرات التى زحفت على الحوار فى دراما التليفزيون قائلا: «بصراحة شديدة لم أتابع كل الأعمال الفنية التى تعرض لسببين؛ الأول هو أننى ما زلت مشغولا بالتصوير، فأنا أشارك هذا العام فى عملين، الأول هو «العراف» مع عادل إمام، والثانى هو مسلسل «الشك»، والسبب الثانى هو أن كم الأعمال الفنية التى تعرض على الفضائيات كثير، ولكن من خلال المتابعة البسيطة أعترف أن هناك حواراً جريئاً وغريباً على الدراما المصرية، ربما يرى البعض أن هذا أمر طبيعى لأن الفن محاكاة للواقع، ولكنى أختلف مع هذا الرأى وأرى أن الفن رسالة والإسفاف مرفوض، فالدراما التليفزيونية تدخل كل بيت ومن الحكمة مراعاة العادات والتقاليد المصرية، كما أن هناك ألف طريقة وطريقة حتى يصل المعنى أو الرسالة للجمهور، لذا أنا ضد الحوار الهابط ومع الحوار الذى يرتقى بثقافة المشاهد، ومن السهل على المبدع التعبير عن أفكاره بأسلوب وحوار يخلو من الابتذال ما دام يمتلك الموهبة التى تؤهله للكتابة، والحقيقة أننى معجب بسيناريو وحوار مسلسل «الشك»، وكذلك سيناريو وحوار «العراف»، لأن الجرأة التى تخدش حياء الجمهور ليست موجودة والحوار راقٍ جدا ومؤثر».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
صابرين: أناشد زملائى الحذر لحماية الأجيال الجديدة
وترى صابرين أن الأعمال الدرامية هذا العام تحتوى على مشاهد وملابس مثيرة لا تتناسب مع الشهر الكريم، وتقول إن لغة الحوار فى عدد من الأعمال الفنية هابط جداً ويحمل إشارات ودلالات خطيرة، وتؤكد أنها تشعر بالحزن كلما سمعت جملة أو كلمة تخدش حياء الأسرة المصرية وتخاف على أولادها من لغة الحوار الجديدة التى فرضت نفسها على المجتمع، وأضافت أنها تجد فى مسلسلات «أولاد الناس» يتكلمون بأسلوب مبتذل ولا تعرف ما هو مبرر ذلك، والمعروف أن لغة الحوار الهابط قاصرة على أولاد الشوارع والبلطجية، فلماذا يتعمد صناع الدراما تعميم الحوار الهابط على كل الناس؟ وقالت إنها تتمنى من زملائها الممثلين والكتاب والمنتجين مراعاة الآداب العامة والابتعاد عن الأعمال التى ربما تشوه قيم وتقاليد المجتمع المصرى، وذلك لحماية الأجيال الجديدة من السقوط فى فخ الابتذال والإسفاف. وتتسـاءل: «أين دور الرقابة على المصنفات الفنية؟ فلا يجب أن يقتصر دور الرقابة على الإشادة بالسيناريو وإعطاء موافقة بالتصوير، والمطلوب أن يمتد دور الرقابة إلى متابعة ومراقبة التصوير حتى ينتهى تصوير العمل الفنى ويصبح جاهزا للعرض، وذلك لحماية الجمهور والعائلة المصرية من أى أعمال قد تشوه العادات والتقاليد أو تسمح بمرور ألفاظ وإيحاءات فجة».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
بشير الديك: سعيد بالمستوى والتكنيك ومصدوم فى لغة الحوار
وعبر السيناريست بشير الديك عن إعجابه الشديد بمستوى التكنيك الذى ظهرت به الأعمال الدرامية هذا العام قائلا: «شاهدت عددا من الأعمال الدرامية مثل «أهل الهوى» و«اسم مؤقت»، وأعجبنى مستوى التكنيك فى التنفيذ، لكن هناك خطرا على صناعة السينما لأن الإيقاع السريع الذى تتسم به الأعمال السينمائية انتقل هذا العام بشكل كبير إلى الدراما التليفزيونية، وهناك مفردات كثيرة خاصة بالسينما انتقلت إلى التليفزيون، ورغم سعادتى بارتفاع مستوى التكنيك فأنا مصدوم فى لغة الحوار التى زحفت وتمكنت من الدراما التليفزيونية، ويجب الإشارة إلى أن محاكاة الواقع لا تعنى الابتذال والإسفاف، صحيح أننا أمام جيل جديد له لغة مختلفة نشأت وتطورت بسبب موقعى التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر»، ولكن من الممكن التعبير عن لغة هذا العالم الافتراضى بأسلوب رشيق وبعيد عن الفجاجة، ولا يجب أن تكون حرية الإبداع «شماعة» لنقل الألفاظ الفجة ولغة الحوار الهابطة إلى الأسرة المصرية، فالمصريون بطبيعتهم ملتزمون ولا يحبون الإسفاف والتجاوز فى الحوار».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .
نادر عدلى: حرية الإبداع لا تعنى «قلة الأدب»
يقول الناقد نادر عدلى: «ما يحدث لا يمكن تسميته إلا بـ«قلة أدب»، ولا أسمح أن يمارس البعض هذه الطريقة فى الألفاظ والعرض والتناول بحجة الحرية، فلا حرية فى قلة الأدب، ومهما كانت سفالة الشخصيات الدرامية أو الشخصيات التى يتم نقلها من الواقع، فلا يجب أبدا أن يصل الأمر إلى هذه الدرجة من الإسفاف والبذاءة، ويكفى ما يدور فى الحوار بين شخصيات مسلسل «حكاية حياة» على لسان الأبطال، فأقل ما يوصف به كلامهم أنه سافل وغير لائق بالأسر المصرية. وبصراحة شىء جديد تماما على ثقافتنا المصرية كل هذا القدر من الابتذال، وأعتقد أن سبب هذه الظاهرة وجود فقر فى المادة الدرامية، لذلك يحاول صناع الدراما وضع بعض العناصر الجاذبة أو المثيرة. وفى الدول المتقدمة يتم التنويه بأن المسلسل أو المصنف الفنى للكبار فقط أو غير لائق، وهذه شجاعة واحترام، خاصة أن هناك توقيتا لعرض هذه المصنفات غير اللائقة للصغار، وغالبا ما تعرض بعد منتصف الليل. لكن فى رمضان هذا العام حتى المسلسلات التى تنوه بأنها «للكبار فقط» تعرض طوال الوقت وفى توقيتات مختلفة على مدار اليوم، فيجد الشخص نفسه يجلس بجوار أولاده وهذا المحتوى الخادش يعرض بشكل متواصل، وبالتأكيد أنا ضد كشف المستور وتعرية المسلسلات والدراما بهذا الشكل».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
ماجدة موريس: الجرأة فى الحوار أمر طبيعى لأن الواقع تغير
وترى الناقدة ماجدة موريس أن رفع سقف الممنوعات والجرأة الواضحة فى الدراما الرمضانية تطور طبيعى جدا يتواكب مع ما يحدث فى مصر فى الفترة الأخيرة، و«رغم المفاجأة فى الجرأة فإن علينا النظر إلى الواقع، فقد أصبحنا نرى ما لم نكن نتوقعه، فالنساء الآن يتظاهرن ويبتن فى «التحرير» و«الاتحادية»، وهذا التصرف كان سينظر له نظرة مختلفة من قبل، لكن الآن كل الأمور اختلفت، وأعتقد أن لكل مرحلة مستلزماتها، وكل ما كان مسكوتاً عنه لم يعد مسكوتاً عنه، وأنا مع فكرة التطور الفنى والجرأة فى التناول، لكن بالتأكيد أنا ضد الألفاظ البذيئة والحركات والمشاهد الخادشة، لأن الفن ليس نقلا حرفيا للواقع مهما كانت بذاءته، وعلى فرض أن الواقع يحمل قدرا كبيرا من التجاوز لكن هذا لا يعنى أن يتم نقله كما هو إلى شاشة الدراما التى تدخل البيوت وتشاهدها كل الأسر، فواجب الفن أن يرتقى باللغة ويقدم ما هو فى الواقع بشكل فنى راقٍ وإلا ما وظيفة الفن؟ وإذا تساوت اللغة الفنية مع لغة الشارع فلسنا فى حاجة لأعمال فنية ومبدعين ويكفينا النزول إلى الشارع وتصوير الواقع بكاميرا تسجيلية. وفى الدول المتقدمة هناك «كود» يوضع على الأعمال التى لا تتناسب مع الأسرة أو الصغار. وفى الحقيقة نحن لسنا فى حاجة إلى رقابة عامة بل رقابة شعبية ورقابة ضمير، بالإضافة إلى ميثاق شرف إعلامى حتى لا يتخطى أى شخص حدوده، وفى بريطانيا هناك لجنة مكونة من أعضاء الشعب بكل طوائفه تفحص أى عمل حتى يتناسب مع كل الأسر، ونحن نحتاج إلى هذا النوع من الرقابة الشعبية، وعموما فارتفاع سقف الحريات ضرورى دون حدوث ابتذال. وأهم الأعمال التى أراها تتجاوز فى الألفاظ والمشاهد «حكاية حياة» و«موجة حارة» و«مزاج الخير»، بينما هناك أعمال تحتمل التجاوز فى الألفاظ، لكنها راعت الحدود الأدبية والفنية مثل «بدون ذكر أسماء»».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
رامى عبدالرازق: «مزاج الخير» استفزازى و«حكاية حياة» بورنو
أما الناقد رامى عبدالرازق، فأكد أن ما تشهده المسلسلات من جرأة وألفاظ هو تطور طبيعى لما تم تأسيسه فى السنوات الماضية، و«تجاوز سقف المسموحات تعبير غير دقيق، لأننا فى مرحلة عدم وجود سقف أصلا للفن، فالمسلسلات لا تعرض على الرقابة حاليا لا وهى مجرد سيناريو ولا بعد التصوير، ورغم أن هناك قنوات تلتزم بوضع علامة «للكبار فقط» فإن الأغلبية ترفض وضع هذه اللافتة، خوفاً من تأثر التوزيع بشكل سلبى، وربما يكون السبب الأساسى أيضاً فى ارتفاع سقف المسموحات هو زحف السينمائيين سواء كتاباً أو مخرجين أو ممثلين إلى عالم الدراما بسبب ضيق الفرص السينمائية، ولهذا تم تنفيذ المسلسلات بمنطق ومفردات السينما للدرجة التى جعلوا الدراما أكثر جرأة وتجاوزا من السينما، ويرجع هذا أيضاً لأن الدراما تتطور بسرعة صاروخية فيتم تنفيذ 50 مسلسلا، وهذا يحدث تراكما كبيرا، فى حين تنتج السينما بصعوبة 5 أفلام، وعلى صناع الدراما حاليا مراعاة الفرق بين الجرأة والتجاوز، لأن المبدع لا يحتاج إلى الألفاظ الخادشة والمشاهد الخارجة حتى ينقل الواقع، الذى يقوم بهذا الفعل ضعيف الحجة يهدف إلى الإثارة الرخيصة، وأكثر المسلسلات التى امتلأت بهذه النوعية «حكاية حياة» لغادة عبدالرازق، حيث احتوى العمل على ألفاظ تكاد تكون «بورنو جراف» حيث يدل كل لفظ على معنى فى عالم البورنو وهذا ما فاجأنا، كذلك مسلسل «مزاج الخير» الذى أعتبره عملا استفزازيا بكل المقاييس واعتمد على القبح فى تقديم الألفاظ، اعتماداً على أنه يطرح قضايا وخفايا تجارة المخدرات، وكان «موجة حارة» أيضاً شديد الجرأة لكنه كان ملتزما بالتنويه بأن المسلسل «للكبار فقط»، بينما غيره من المسلسلات خاف أصحابها من هذه اللافتة ولم يتحلوا بالشجاعة، وأضيف إلى هذا أن الجرأة الشديدة التى صدمتنا ربما تعود إلى تصوير المسلسلات فى عهد «الإخوان» مع إحساس صناع الدراما بالكبت، فكانت النتيجة هذه الجرأة الزائدة وغير المعتادة نوعاً من التحدى الساخر للإخوان».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
وليد سيف: صناع السينما يتحملون مسئولية اتساع مساحة الابتذال فى الدراما
ويرى الناقد والكاتب وليد سيف أن سقف التجاوزات يعلو بشكل تدريجى منذ فترة وهذا شىء منطقى، و«هناك علاقة قوية بين سيطرة السينمائيين حاليا على الدراما وبين تصاعد هذه الظاهرة، خاصة أن الدراما لا تسمح بتجاوزات من أى نوع، بينما السينما أكثر تسامحا فى الحرية والتجاوز، وطبعا نحن لا نخضع لرقابة حاليا لهذا تم فتح الباب على مصراعيه دون الالتزام فى الدراما بقواعد المنازل والمشاهدة فى البيوت، ونحن بصدد إلغاء الرقابة تماما على كل المصنفات الفنية، لكن لا بد أن نلتزم بفكرة التصنيف العمرى بحيث يراعى عدم عرض محتوى لا يتناسب مع الأعمار الصغيرة بدءا من 12 سنة وحتى 18 سنة، وعلى صناع الدراما والسينما الالتزام بالحدود المجتمعية دون وجود رقابة فهذا التزام ذاتى ويخضع لشرف المهنة، ومن أكثر المسلسلات التى عرضت بذاءات غير مبررة «مزاج الخير» الذى لا أرى أى مبرر فنى أو درامى لكل هذا الابتذال ومشاهد غرف النوم وجلسات الحشيش التى سيطرت على المسلسل بأكمله، لهذا أشدد على ضرورة الحفاظ على المسئولية المجتمعية ومراعاة السينمائيين للآداب، لأن الدراما التليفزيونية تختلف عن السينما ولا بد من مراعاة فرق الوسيط والمشاهد أيضاً، فمشاهد السينما على وعى ويذهب بنفسه ويختار الفيلم، بينما مشاهد التليفزيون لا بد أن يكون هناك ضمير مهنى فى تقديم المحتوى له لأنه لا يختاره بل يفاجأ به».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
ماجدة خيرالله: ألفاظ الكافيهات و«الفيس بوك» موجودة والدراما تنقل الواقع
وتختلف الناقدة ماجدة خير الله مع الآراء السابقة، حيث ترى الانفتاح فى الألفاظ والمشاهد التليفزيونية شيئاً طبيعياً جداً، «لأن هذه هى ألفاظ الكافيهات و«الفيس بوك»، والعمل الفنى لا يجب أبدا أن ينفصل عن الواقع بكل مفرداته، و«حكاية حياة» مثلا الذى يتم مهاجمته بسبب الحديث بين امرأتين ساقطتين لا أرى أنه يستحق كل هذا الهجوم، لأنه من الطبيعى أن يكون الحوار بهذا المستوى المتدنى بين ساقطتين، ومن غير الطبيعى أن تتحدث امرأتان من هذا النوع بطريقة مهذبة، فهذا سيكون إخلالا بمنطقية ولغة الشخصية، وعموما العمل الفنى ليس تهذيباً وإصلاحاً من وجهة نظرى، ونحن لا يجب أن نتعلم الأخلاق من المسلسلات والأفلام، لأنها تقدم صراعا دراميا وبشريا فكيف يكون مهذبا؟ ولا أعتقد أن السينمائيين هم السبب فى دخول الألفاظ الجريئة للدراما، لأن السينمائيين فى الدراما ظاهرة ليست وليدة اللحظة، وهناك مخرجون سينمائيون من سنوات يعملون بالدراما مثل نادر جلال وعادل الأعصر وخيرى بشارة، وعموماً سقف الطموح والحرية فى الدراما سببه الأساسى ارتفاع سقف صناع الدراما ودخول الشباب بقوة وتطور الأمور، ومن حق المبدع أن يعبر عن الواقع بمزيد من الحرية ولا يمكن لومه على ذلك».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
رئيس الرقابة: أنا برىء.. وشركات الإنتاج خدعتنا وغيرت فى السيناريوهات
وحول دور الرقابة على الألفاظ الخارجة التى أصبحت علامة بارزة فى دراما رمضان هذا العام يقول د. عبدالستار فتحى، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية: «ما حدث هذا العام فيه خداع للرقابة بعد أن أرسلت شركات الإنتاج سيناريوهات وافقت عليها الرقابة لعدم وجود أى ألفاظ خارجة، ولكننا وجدنا تغيرات على السيناريو الذى وافقت عليه الرقابة عند عرض المسلسل على الشاشة، ومن المفترض أن ترسل لنا شركات الإنتاج المسلسلات قبل عرضها، وهذا لم يحدث. إضافة إلى أن هناك سبعة أعمال لم ترسل سيناريو للرقابة، وبالطبع لم ترسل الحلقات بعد تصويرها، وهى «مزاج الخير» و«حكاية حياة» و«اسم مؤقت» و«حاميها حراميها» و«خلف الله» و«العقرب» و«ألف سلامة»، وصناع هذه الأعمال قرروا تجاهل الرقابة لوجود مشاهد وألفاظ خارجة، وأرسلنا إنذارات وتحذيرات لشركات الإنتاج ولكن دون جدوى، ولذلك تم وضعها فى «البلاك ليست»، كما أن الرقابة لا تملك منع عرض أى مسلسل على أى قناة فضائية خاصة، وهناك فرق كبير بين دور رقابة التليفزيون التابعة لوزارة الإعلام، التى لها قواعد تفرضها على الأعمال التى تعرضها على شاشات قنوات التليفزيون المصرى، وبين دور الرقابة على المصنفات الفنية التى تجيز أى مصنف فنى للتداول». وأشار «فتحى» إلى أن «هناك بعض الأعمال التى تحتوى على رقصات لم تعرض على الرقابة باستثناء مسلسل «آسيا» لمنى زكى، وهناك أعمال تم إجبار صناعها على وضع تنويه بأن العمل يحتوى على مشاهد قد يراها البعض غير لائقة، والحل الوحيد لكل هذه المشاكل هو تفعيل قانون يعطى السلطة الكاملة للرقابة فى أن يكون لها الحق فى مشاهدة الأعمال قبل عرضها على الفضائيات».