كتب : سماح حسن الإثنين 29-07-2013 11:26
رغم مرور أكثر من عامين على ثورة 25 يناير التى قامت ضد قمع الدولة البوليسية فى مصر، يبدو أن تأثيراتها لم تصل لكتاب الدراما التليفزيونية، الذين لم يغيروا نظرتهم لضابط الشرطة، فظهرت صورة الضابط فى معظم دراما رمضان هذا العام بنفس الشكل التقليدى النمطى وهى الشخصية القاسية صاحبة الطباع الحادة.. حتى على مستوى الملامح ظهر ضابط الشرطة بشكل واحد، وهو شخص ذو شارب وصوت أجش.
فى مسلسل «موجة حارة» يؤدى الممثل الأردنى إياد نصار، شخصية ضابط مباحث فى شرطة الآداب، ورغم أنه يجسد شخصية ليست شريرة فإن مظهره جاد وصارم، وهو نفس الشكل الذى ظهر به أيضاً الممثل محمد شاهين الذى يؤدى دور ضابط أمن دولة فى مسلسل «نيران صديقة»، كذلك الممثل عمرو عابد فى مسلسل «اسم مؤقت» حيث يقوم بدور ضابط شرطة يكثف مجهوداته للقبض على أحد المجرمين بعد تورطه فى العديد الجرائم، ويلاحظ من تجسيده لهذه الشخصية أنه لا يبتسم أبداً.
«الصورة التليفزيونية النمطية لرجال الشرطة بعيدة تماماً عن الواقع».. هو رأى خالد العمدة، رائد بقسم شرطة النزهة، الذى أكد أن الدراما تصور ضابط الشرطة على أنه عنيف وحاد، ولا يبتسم وكأنه ليس «بنى آدم» ولكن فى الحقيقة ضابط الشرطة مثله مثل أى شخص عادى، معتبراً أن الإصرار على ظهور الضابط بـ«شنب» هو مبالغة ليست موجودة فى الواقع.
من جانبه وصف الناقد طارق الشناوى ما يحدث بأنه نوع من الاستسهال فى الدراما، فالمخرج يريد توصيل فكرته للجمهور بسرعة دون بذل أى مجهود، حتى أصبحت صورة الشرطى محفوظة لدى الجمهور، بل وأصبح يملها، واعتبر «الشناوى» أن ذلك الأمر كان مقبولاً فى الخمسينات من القرن الماضى أما الآن فذلك يعد استخفافاً بعقل ووعى المشاهد لأنه يدل على قلة الخيال الفنى.