أكد الدكتور محمود عبد الرحيم غلاب أستاذ علم النفس الأسبق بجامعة القاهرة، أن هناك بعض الأشخاص الذين يظهر عليهم الشذوذ فى المظهر والملبس، وفى التصرفات والطباع والتفاعلات مع الغير، مما يجعل من يتعامل معهم فى وصفهم بشكل مباشر بأنهم غريبى الأطوار أو شاذين، أو يعانون من أسلوب فريد وغريب ويتمتعون بتميز غريب فى مجتمعاتهم.
وأشار إلى أنه من الطبيعى أن يتعرض مثل هذا الشخص إلى نوع من عدم التفهم التام لطبيعة شخصيته، لأنه قد يكون مضطربا، مع عدم الثبات فى ردود الأفعال، موضحا أن هذا الشخص قد يكون ممن يعانون من نوع من الانفصام الجزئى، أو ما يقترب من حالة الإصابة بنوع من الانفصام، مما يجعلهم يعتادون ويتخذون هذا الأسلوب وهذا المنهج فى الحياة.
كما نصح بعدم إطلاق الأحكام على المريض لأنه يعانى ولذا يتخذ أسلوبا معينا فى الملبس واتجاها معينا فى طريقة الأكل والأمور الحياتية العادية التى لا يحبها الكثيرون، وهو يعرف جيدا أنها أفعال غير محببة للغير، ولكنه لا يهتم، ولذا يقوم بها ليزعج الآخرين بسبب انفصامه الجزئى.
وأوضح دكتور محمود أن المعاناة التى يعانيها هذا المريض فى ظل مجتمع رافض للأخر يجعله يتعمق فى أسلوبه الشاذ والغريب وغير المفهوم، بل يزيد من التطرف حتى يصل إلى قمته، وبالتالى يتعمق معه خلله العقلى والنفسى ولذا فإن الشخصيات التى تكره هذا الشخص الغريب، هم أكثر الأشخاص التى تجبره على تعميق حالته.