كتب : نجلاء أبوالنجا منذ 3 دقائق
مفاجآت كثيرة فجرتها دراما رمضان هذا العام وقلبت الموازين المعتادة أو المتوقعة وخاصة على مستوى النجوم، فتصدر نجوم شباب أو من غير المنتمين إلى الصف الأول المشهد الدرامى، بينما هبط عدد آخر بشكل غير منطقى.
تقول الناقدة ماجدة خير الله: «فاجأنا رمضان بعدد كبير من المسلسلات المثيرة للجدل التى أفرزت عددا من النجوم المهمين، الذين سيكون لهم شأن كبير فى الفترة المقبلة، أهمهم أمير كرارة فى «تحت الأرض» حيث أثبت أنه ممثل جيد جدا ولا يستهان به وليس مجرد نجم وسيم، بل يمتلك قدرات تمثيلية رائعة، وكذلك روبى التى قدمت شخصية رائعة فى «بدون ذكر أسماء»، وأثبتت نفسها كممثلة دون أى لجوء للجمال أو الرقص اللذين اشتهرت بهما، بالعكس قدمت شخصية فتاة فقيرة ومعدمة وتخلت عن أى مكياج أو ملابس، وتأتى أيضاً نيللى كريم بـ«ذات» لتتصدر قائمة الأفضل، حيث تميزت وكان أداؤها هادئا ورائعا ومعبرا فى نفس الوقت، ومن أهم مفاجآت رمضان سيد رجب الذى جسد عدة أدوار مهمة، على رأسها دور القواد حمادة غزلان فى «موجة حارة» كذلك دور مدير الكباريه فى «آسيا» وهو اكتشاف متأخر لكنه ممثل من الدرجة الأولى ويجيد التنوع والتعبير بمنتهى الحرفية والبساطة، ولا يجب أن نغفل أن هؤلاء النجوم ساعدتهم بشدة الأدوار والموضوعات المتميزة التى كتبها مؤلفون مخضرمون.
أما أسوأ المفاجآت هذا العام بكل أسف فيأتى فى مقدمتها محمود حميدة الذى هبط بسرعة الصاروخ فى «ميراث الريح» ولا أعلم كيف قبل على نفسه هذا المسلسل الغريب الذى لا يتناسب مع قيمته وموهبته رغم أنه معروف بالدقة الشديدة فى الاختيار، وأن له تركيبة وثقافة فنية مميزة، وكان يرفض الوجود التليفزيونى بعمل ضعيف، وهذا المسلسل لو كانوا قدموه فى الثمانينات كنا سننتقده أيضاً فهو قديم شكلا وموضوعا وتقديما، وكل أبطاله يمكن تصنيفهم بأنهم «درجة رابعة» ولهذا لم يجد حوله أى ممثل يستطيع أن يعلو بالعمل، حتى سمية الخشاب «وقعت فنيا» منذ فترة ولم تقدم أى جديد. كما حزنت بسبب تراجع مستوى ليلى علوى ويسرا لأن كلتيهما قدمتا عملا شديد الضعف وغير متواكب مع روح هذا العام ولم يضف لهما أى جديد بل بالعكس أدى لتراجعهما».
أما الناقد والسيناريست وليد سيف فقال: هناك أكثر من ممثل كان مفاجأة ويعتبر مكسبا للدراما، ومنهم صبرى فواز الذى جسد أربعة أدوار، وأجاد الاختلاف فى كل مسلسل باحتراف كبير، وكذلك انتصار فى «ذات» التى كانت رائعة بكل المقاييس فى دور أم نيللى كريم، وهناك ممثلة شابة اسمها ميريت تلعب بطولة «الرجل العناب» مع الأبطال الثلاثة وقدمت دور «ناتاشا» وهى ممثلة جيدة. أما أسوأ المفاجآت فعددها كبير ومنها «خلف الله» لنور الشريف الذى كرر نفسه وصدمنا بشخصية ضعيفة دراميا، وكأن كل جيل الكبار يقدم الدراما بنوع من الاستسهال الشديد على أنها فن من الدرجة الثانية والجمهور سينسى، وينطبق نفس الكلام على ليلى علوى التى يفترض أنها تمثل حالة خاصة من النضج، لكنها أخفقت هذا العام بشكل تام، وهناك خطأ كبير فى الكيمياء التى جمعتها بالمخرج خالد الحجر هذا العام؛ لأن الدراما تخص أختها فى المسلسل وليست هى ولذا فهى بعيدة تماما عن الإجادة فى العمل. وكذلك يسرا التى لا أشعر بوجودها على الإطلاق فى «نكدب لو قلنا مبنحبش» فهى شخصية نمطية مكررة لا تحمل جديدا وشباب المسلسل هم الروح الحقيقية فى العمل.
أما إلهام شاهين فقدمت فى «نظرية الجوافة» كوميديا تعتمد على المبالغة، رغم أن هذه السلعة لا تناسبها على الإطلاق كشخصية وكمضمون وأداء فهى أقرب إلى «الاستاند أب» الكوميدى وهذا النوع تمكن فيه باسم يوسف لدرجة لا تسمح لأى شخص أن يقدمه مرة أخرى، لذلك فإلهام أخطأت بكل المعايير وكانت مفاجأة غير سارة هذا العام، ولا يمكن أن ننسى أن مصطفى شعبان شديد السوء هذا العام بـ«مزاج الخير».
فى حين ترى الناقدة ماجدة موريس أن إياد نصار هو المفاجأة الأبرز هذا العام بدوره فى «موجة حارة»، وكذلك كل أبطال «بدون ذكر أسماء» وعلى رأسهم محمد فراج وروبى وأحمد الفيشاوى، أما نيللى كريم فى «ذات» فكانت شديدة التميز والنجاح، وأمير كرارة أيضاً تميز بشكل مفاجئ، وقدم دوره فى «تحت الأرض» باحتراف غير متوقع. أما أسوأ المفاجآت على الإطلاق فكان مصطفى شعبان فى «مزاج الخير» الذى أراه شديد الابتذال من حيث المشاهد والأداء ويكرر نفس شخصيته فى مسلسل «العار» و«الزوجة الرابعة». ولا يمكن إنكار أن ليلى علوى ويسرا ونور الشريف وقعوا فى خطأ كبير هذا العام ولم يقدموا أى جديد، وأخفقوا فى اختيار الموضوعات، وكان يجب عليهم أن يجددوا من أنفسهم أو يختاروا أفكارا لها علاقة بالواقع، لأن الموضوعات التى طرحوها فى مسلسلاتهم ليس لها أى علاقة بالواقع وسخونته الحالية، فيسرا تجسد نفس دور المرأة المقهورة التى تبحث عن السعادة، وليلى تجسد دور العانس المعقدة، وهذه موضوعات عفا عليها الزمن والناس غير مهتمة بها على الإطلاق، فالمشاهد يريد أن يجد حلا لما يحدث حوله وتفسيرا لكل الغموض.
أما الناقد نادر عدلى فقال إن «اسم مؤقت» هو أفضل الأعمال الفنية والمفاجأة الحقيقية فيه هو المخرج أحمد نادر جلال الذى جعل المسلسل ينافس الأعمال الأجنبية من شدة الإتقان ودقة الحبكة، وكل الممثلين كانوا فى حالة جيدة بفضل هذا المخرج، لكن يعاب فقط على العمل الإفراط فى مشاهد القتل وكأننا فى المكسيك. ومن مفاجآت رمضان أيضاً «بدون ذكر أسماء» بكل أبطاله الشباب الذين أعادوا الأمل للشاشة فى وجود عناصر جديدة يمكن أن تقوم عليها الدراما فى الفترة المقبلة، ولكن الأهم من النجوم وجود نص رائع لوحيد حامد، وربما كل هذه العناصر ليست مفاجأة رمضان من وجهة نظرى، لكن تامر محسن مخرج المسلسل هو أفضل العناصر على الإطلاق فى العمل لسبب بسيط، وهو أن أحداث المسلسل لو تم تصويرها أو تنفيذها بطريقة خاطئة كانت ستبدو باهتة وغير مناسبة، لذا فعامل الصورة والإخراج هو الأساس الأول فى نجاح هذا المسلسل. و«الداعية» لهانى سلامة من مفاجآت هذا العام أيضاً ومدحت العدل من المفاجآت السارة بالنص الشيق الذى كتبه، لكن المخرج محمد العدل نفذه بالحرف دون إبداء روح منه تضفى بعض الاختلاف. أما أسوأ مفاجآت رمضان فتصدرها مصطفى شعبان بـ«مزاج الخير» الذى يكرر فيه نفس الأداء بالإضافة لاستفزاز كل مشهد للناس بسطحيته وابتذاله. ولم تكن منى زكى أيضاً مفاجأة جيدة فى رمضان بـ«آسيا» وكانت باهتة الأداء، ويبدو أن المخرج لم يسيطر على أدائها لأنها تكون أفضل عندما يقودها مخرج متمكن. وأسوأ مخرج هو خيرى بشارة بـ«الزوجة الثانية»، كما فوجئت بسقوط نور الشريف بـ«خلف الله» وهو أسوأ الممثلين فى رمضان، حيث قدم مسلسلا وفكرة مكررة لمجرد أن يحيى الفخرانى قدم العام الماضى بنجاح شخصية «الخواجة عبدالقادر» الرجل المتصوف والعاشق، فجاء نور بشخصية رجل يخرج العفاريت فما كانت من العفاريت إلا الانقلاب عليه وإفساد المسلسل، وهذا المسلسل ضد تاريخ نور الشريف بأكمله، وكذلك ليلى علوى ويسرا وإلهام شاهين سقطن هذا العام وكن من أسوأ المفاجآت لأنهن ببساطة يقمن ببطولة مسلسلات بهدف «لم الفلوس» ولهن علاقات قوية بقنوات ودول تشترى أعمالهن وهن يضمنّ البيع، لذلك لا يفوتن موسما دون تقديم «السبوبة»، ونستطيع استثناء عادل إمام فقط من هذه الحسبة لأنه ما زال نجما جماهيريا إلى حد كبير.
وأخيراً قال الناقد رامى عبدالرازق «الوجوه الجديدة هى أجمل مفاجآت رمضان سواء فى الكتابة أو الإخراج أو التمثيل فى مسلسلات مثل «موجة حارة» و«نيران صديقة» و«ذات» و«اسم مؤقت» لأنهم قدموا قوالب ومعالجات جديدة، وكان البطل هو السيناريو والفكرة والمعالجة وليس النجم، أما أسوأ المفاجآت فهم النجوم الكبار الذين لعبوا نفس لعبة النجم الأوحد فغرقوا وفشلوا لأن الجمهور ذائقته اختلفت ولم يعد يقبل أن يتم الضحك عليه، وسنة الحياة أن يحل الجديد محل القديم طالما أن القديم لم يطور نفسه، ويظن نور الشريف وليلى علوى وإلهام شاهين وعادل إمام أنهم ديناصورات وأنهم سيظلون دائما على الساحة، لكن عصر الديناصورات انتهى، وهذا هو موسم موت الكبار».