اندلعت احتجاجات أمس الخميس فى عدد من المدن التونسية تنديداً باغتيال القيادى المعارض محمد البراهمى بالرصاص.
واغتيل محمد البراهمى 58 عاماً النائب بالمجلس التأسيسى ومنسق التيار الشعبى اليسارى أمام مقر سكنه بحى الغزالة بمحافظة اريانة قرب العاصمة، بعد تلقيه 11 طلقة رصاص من قبل مجهولين اثنين سرعان ما لاذا بالفرار على متن دراجة نارية، بحسب ما أفاد شهود قرب مسكن الفقيد لوسائل إعلام محلية.
وأحدث الاغتيال صدمة فى صفوف التونسيين بينما كانت البلاد تحتفل بالذكرى 56 لإعلان الجمهورية، ويتوقع أن يزيد الاغتيال من حالة الاحتقان فى تونس التى تشهد انتقالاً ديمقراطياً متعثراً بعد أكثر من سنتين على الثورة التى أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن على فى 14 يناير 2011.
وتعد هذه ثانى حادثة اغتيال بعد اغتيال أمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين فى السادس من فبراير الماضى شكرى بلعيد ولم تكشف إلى الآن حقيقتها.
ومن أمام مقر سكن البراهمى فى حى الغزالة ردد أقاربه "القصاص القصاص يا عصابة الرصاص" متهمين الحزب الحاكم حركة النهضة الإسلامية بالتغاضى عن العنف والإرهاب وبالتورط فى الاغتيالات، وتنفى الحركة تلك الاتهامات بشدة.
وقال عدنان البراهمى نجل القيادى الراحل لإذاعة موزاييك: "كنت داخل المنزل وسمعت طلقات نارية، أدركت أن والدى قد أصيب، سعيت لانقاذه، كان يتألم بشدة.. رأيت ثقباً برأسه.. طلبت منه أن يذكر الشهادة وبعدها لفظ أنفاسه".
وأضاف عدنان "أبى مازال حياً ولم يمت، بل اليوم أصبح أكثر رسوخاً فى أذهان الناس".
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة الذين استجابوا لنداء الجبهة الشعبية بالدخول فى اعتصام مدنى سلمى، وامتدت الاحتجاجات أيضاً إلى مسقط رأس البراهمى بمدينة سيدى بوزيد، حيث أحرق متظاهرون نهار الخميس جزءاً من مقر الولاية.