سين وجيم نحو جيل بلا تسوس أسنان

سين وجيم نحو جيل بلا تسوس أسنان سين وجيم نحو جيل بلا تسوس أسنان

كتب : أ. د وهيب موسى منذ 44 دقيقة

بقلم أ. د وهيب موسى، أستاذ التركيبات وغرس الأسنان بكلية طب الأسنان جامعة الإسكندرية

فى هذه الأيام التى أوشكت الابتسامة أن تجد طريقها إلينا..

نقطة التحول هى ما نحتاج إليه الآن، فليبدأ كل منا بنفسه.. بأسرته.. بعمله.. ثم مدينته..

وهذا التحول لو صَاحَبه صدق وعزم وإصرار.. سيجعل من مصرنا الجميلة نموذجا للنجاح سوف يبهر العالم.. ونقطة التحول فى حوارنا اليوم تدور حول الصحة..وبالأخص صحة الفم والأسنان.

وأطرح بعض الأسئلة التى قد وردت إلينا.. ومنها:

السؤال الأول:

يقولون إن الدول المتقدمة قد استطاعت أن تُكون جيلاً قد يصل إلى سن الشباب دون أن يكون لديه أى مظاهر للتسوس فى فمه، هل من الممكن أن تكون هذه حقيقة..وكيف نَصل بأبنائنا إلى هذه المرحلة..؟

الرد:

للوصول إلى جيل خالٍ من التسوس هذا يخضع لسياسة طويلة المدى تعود إلى عشرات السنين، وخطة مُطبقة تحت رعاية الدولة، مثال الولايات المتحدة الأمريكية، وتخضع أيضاً إلى أبحاث، ومراقبة مستمرة، وتقييم كامل.

وعلى الجانب الواقعى كيف نستطيع أن نمنع التسوس وأمراض اللثة عن أبنائنا.. وهنا تبدأ العناية من الوالدين، وبالذات دور الأم فى مرحلة الحمل، حيث إنه من المعروف أن بعضا من المضادات الحيوية وبعض الأدوية والأمراض قد تسبب تغيراً أو تعوق عملية تكوين الأسنان والتكلس بصفة عامة، ولذا كان من المهم أن يرعى طبيب الأسرة هذا الواقع ويمنع السيدة الحامل من تناول هذه العقاقير، هذا بالإضافة إلى العامل الوراثى الذى ربما لا نستطيع أن نتدخل فيه كثيرا.

تبدأ المرحلة الثانية عند ميلاد الطفل، خاصة بعد بزوغ الأسنان اللبنية.

هناك عادات تؤثر فى تكوين ووضع الأسنان اللبنية، ومنها الإرضاع طوال الليل سواء طبيعى أو صناعى، وأيضاً عدم غسل فم الطفل بعد الإرضاع حتى نُزيل الرواسب الكيميائية المتبقية من الغذاء، وأقول إن من الأفضل أن يتم متابعة الأسنان اللبنية، وظهورها، واستبدالها، وما يحدث بها من تغيرات تحت إشراف طبيب الأسنان المباشر، حيث إن الأسنان اللبنية تُشكل القواعد التى سوف تستقبل الأسنان الدائمة، والتى تحافظ على الأماكن الخاصة بها وأيضاً تؤثر فى نموها.

وهذا يمنع المشاكل الجمالية.. والازدحام غير المرغوب فيه داخل الفم، ومن العادات غير المقبولة أيضاً استعمال بعض لوازم تهدئة الأطفال باستمرار مثل التركيبات المطاطية، أو اعتياده على وضع إصبعه خلف أسنانه الأمامية، الذى قد يؤثر سلبيا على موضع الأسنان الأمامية، وبالإضافة إلى الإشراف الطبى أنصح الأسرة بالاطلاع والقراءة فى هذا الموضوع ومعرفة تاريخ بزوغ الأسنان اللبنية واستبدالها، للمحافظة على هذا المخلوق الجميل الذى أصبح جزءا من الأسرة والمجتمع.

وهذا بالإضافة إلى إجراءات على مستوى الدولة ومنها على سبيل المثال: إضافة مادة الفلورايد إلى مياه الشرب والمعروفة بتقليلها لاحتمال حدوث التسوس وأيضاً رعاية تلاميذ المدارس دورياً فى مجال صحة الفم والأسنان، وأيضاً من خلال التوعية الإعلامية.

وكم يكون مفيداً أن نفحص أسناننا فى المرآة أو تصويرها بالتليفون المحمول، وفحص الأسنان عند وجود بقع سوداء أو ترسيبات جيرية بين الأسنان أو تغيرات فى لون وشكل اللثة، فنُسارع لطلب الفحص الطبى والذى أتمنى أن يكون دورياً كل عام..

السؤال الثانى

من مواطن: يقول أطباء الأسنان يتحدثون عن الغرس وكأنه طريقة العلاج الوحيدة، هل أصبح الطقم الكامل وسيلة مرفوضة.. وماذا نفعل لو فقدنا أسناننا؟

الرد:

أقول له إن الإحصاءات العالمية تُفيد أن متوسط عمر الإنسان قد ارتفع فى هذه الألفية من الستينات إلى التسعينات، وهذه الزيادة تعنى أن الاحتياج للتركيبات فى تزايد.. فَفقد الأسنان فى تزايد.. وهذا باختصار يعنى أن الاحتياج للطقم الكامل فى ارتفاع..

والطقم الكامل يمتاز بالسرعة فى التنفيذ، باسترجاع الشكل الجمالى والوظيفى، ولكن لا بد أن يتم تعديله حتى لا يتسبب فى تآكل العظام، وإن كان من المتوقع أن يحدث تآكل فى عظام الفك باستعمال الطقم الكامل، خاصة لمن يستعملونه لمدة 24 ساعة، هذا بالإضافة إلى أن تكلفته مناسبة لكافة المستويات.

ونصيحتى لمن يرتدى الطقم الكامل:

1- المحافظة على النظافة باستمرار.

2- التقليل من استعماله، وإعطاء أنسجة الفم فرصة للراحة، خاصة أثناء الليل، كما أنصح بإجراء الأشعة اللازمة لمعرفة كثافة العظم، وعمل التعديلات اللازمة أو تغيير الطقم، والطقم الكامل يعتبر اقتصاديا، وعلاجه متوافر فى المستشفيات الجامعية وكافة الأماكن الأخرى، وهناك بدائل اقتصادية تجمع بين الغرس والطقم الكامل.

السؤال الثالث

غرس الأسنان معروف بأنه علاج مكلف فهل من الممكن عمل غرس الأسنان بصورة اقتصادية..؟

الرد:

من الممكن وضع عدد من 2 إلى 4 غرسات فى كل فك، وتركيب طقم متحرك عليها، وهذا يتميز بتوزيع قوة المضغ على الغرسات الموجودة، والأنسجة، والمحافظة على العظام، وأيضاً تُعطى ثباتا أكثر للطقم، وهو علاج يعتبر اقتصاديا بالنسبة للغرسات.

السؤال الرابع

نسمع أن هناك الكثير من أنواع الغرسات، أسماء مختلفة، وصناعات مختلفة.. بعضها أمريكى وكورى وألمانى.. إلى آخره، كيف نعرف أن هذه الغرسة مناسبة..؟

الرد:

هناك مقاييس عالمية موضوعة للغرسات وهيئات دولية تمنح شهادات للمنتج الذى يتم تجربته وإجراء البحوث عليه، للتأكد من صلاحيته ونجاحه الكامل، وهذه الشهادات تُمنح للشركات بعد دراسات قياسية ومنها: ISO - CE عندما تكون الغرسة حاصلة على هذه الشهادات فإنها تكون غرسة صالحة وهذا التقييم عالمى ومطبق على كافة الصناعات الطبية.

والأهم من هذا ضرورة الثقة فى الطبيب المعالج، حيث إن الثقة هى الطريق إلى النجاح، مع الاحترام الكامل لرغبات المريض فى الاختيار وتغطية كافة تساؤلاته.

ومن المعروف أن جمهورية لا تسمح بدخول أية غرسات لا تحمل شهادات الجودة المذكورة من قبل..

ومن حق المريض الاطلاع عليها ومشاهدة حالات غرس مماثلة لحالته لمزيد من الاطمئنان والثقة المتبادلة.

السؤال الخامس

هل يوجد من ضمان لعمر الغرسات..؟

الرد:

إن الضمان يوجد فى شراء السلع المختلفة وليس فى جسم الإنسان وصحته..

أما نجاح الغرسات وعمرها فيتوقف على عدة عوامل منها:

• حالة المريض الصحية ومدى صلاحيتها للغرس.

• مدى عناية المريض بالفم والأسنان والالتزام بكافة التعليمات والممنوعات التى يشير إليها الطبيب، خاصة فى الفترة الأولى من الغرس وهى فترة الالتئام التى تتراوح ما بين 3 و6 أشهر.

• المستوى الثقافى للمريض واستعداده للمتابعة المستمرة مع الطبيب المعالج والكشف الدورى.

• لو أضفنا إلى كل هذا خبرة الطبيب ومهارته واستعماله للتقنيات الحديثة مع توافر فريق عمل على درجة عالية من الكفاءة، فإن الناتج هو حالة ناجحة تمتد إلى سنوات طويلة قد تصل إلى عشرة أعوام، مع العلم أنه يوجد بعض الحالات التى امتد نجاحها إلى أكثر من 25 عاماً.

والطبيب مسئول عن نجاح الغرسات فى ضوء التزام المريض بالتعليمات السابقة.

DMC