كتب : نورهان طلعت منذ 37 دقيقة
«موجة حارة» و«الزوجة الثانية» و«مزاج الخير» أعمال أثارت الجدل، خاصة من حيث أداء الممثلين، وبعض الآراء اتجهت إلى مقارنة ممثلى هذه الأعمال بنجوم كبار، فقد قارن البعض بين أداء إياد نصار وأحمد زكى فى فيلم «زوجة رجل مهم» واتهم آخرون مصطفى شعبان بمحاولة تقليد محمود عبدالعزيز، ووقع عدد كبير من النجوم فى دراما هذا العام فى فخ التقليد المباشر لممثلين كبار.
فيقول الناقد طارق الشناوى: نجد فى أحيان كثيرة شخصية تطبع الأداء الدرامى فيتحول إلى ماركة مسجلة بمعنى أن هناك على سبيل المثال شخصية مثل «شفاعات» وهى بنت البلد فى «شباب امرأة» ماركة مسجلة باسم تحية كايروكا، ودائماً ما نلمس ذلك بمرور التاريخ أن هناك شخصيات تفرض أسلوب أداء ليصبح من يؤدى بعدها يحاكى الأصل، وكذلك عندما نعود لأحمد زكى فى «زوجة رجل مهم» من فرط التميز فى لعب دور الضابط السيكوباتى الذى يعتبر مريضاً نفسياً اعتبر البعض أن أى ممثل يتجه ناحية هذه المنطقة سيشبه أحمد زكى مثلما حدث مع إياد نصار فى مسلسل «موجة حارة»، فقد ظلم «إياد» إلى حد كبير بلا ذنب لأن المتفرج يجد نفسه لا شعورياً متربصاً بالبحث عن أوجه الشبه بين سيد العجاتى فى «موجة حارة» والضابط هشام فى «زوجة رجل مهم»، وربما إياد نصار هو أكثر ممثل يحرص على البعد عن التقليد لكن لسوء حظه فإن المشاهد يقارنه مع أحمد زكى، ، بينما عمرو عبدالجليل حاول فى ملامح عديدة أن يتقمص روح العمدة سليمان غانم فى «ليالى الحلمية» التى أداها ببراعة صلاح السعدنى، أما مصطفى شعبان فى مسلسل «مزاج الخير» فقد انتقل من مرحلة تقليد نور الشريف فى «العار» العام قبل الماضى إلى مرحلة تقليد محمود عبدالعزيز فى دوره الشهير فى فيلم «الكيف».
وبالنسبة لمسلسل «الزوجة الثانية» فنجد علا غانم حائرة فى طريقة الأداء والتقمص.. أما عمرو واكد وعمرو عبدالجليل فوقعا من الأساس فى خطأ الاختيار، فأنا أعتبر هذا العمل -حتى قبل تنفيذه - أقرب إلى الانتحار الفنى منه إلى المغامرة الفنية.. والخطأ الأكبر يعود إلى المخرج خيرى بشارة الذى تحمل قرار تحويل فيلم «الزوجة الثانية» الذى يعتبر أيقونة لدى المشاهد، إلى مسلسل تليفزيونى، وبعد عشر حلقات تأكد الكثيرون أنه حقاً انتحار فنى.
أما الناقدة ماجدة موريس، فتقول: أرى أن شخصية سيد العجاتى التى جسدها إياد نصار فى «موجة حارة» أثبتت أنه ممثل جيد لا يستهان به، فقد أبرزت موهبة التمثيل الحقيقية التى يمتلكها وشدة احترافه فى أداء الدور ولا أجد أى تشابه بينه وبين دور الراحل أحمد زكى فى «زوجة رجل مهم» بالعكس يوجد اختلاف فى الأداء بينهما، أما عمرو عبدالجليل فيحاول أن يبحث لنفسه عن منطقة أخرى مختلفة عن صلاح منصور، ويجتهد لكنه دائماً ما يخفق لأن أداءه ليس له علاقة بالمسلسل ولا بالأحداث بل يريد فقط أن يجتذب المشاهد عن طريق مطاردته لفاطمة بدافع جنسى، وهذه ليست كوميديا وليس ضرورياً أن يصل لهذه البجاحة والوقاحة من أجل الكوميديا وإضحاك المشاهد..كما أن مرجعيته فى أداء الشخصية ليست واضحة.
وبالنسبة لمصطفى شعبان فهو لا يملك أى شىء سوى تكرار نفسه وإعادة تقديم نفس الشخصيات التى يقدمها كل عام، وحتى محاولة تقليد محمود عبدالعزيز فاشلة، لأن محمود كان يتميز بالأداء الأصلى الذى لا يمكن أن يقارن بأحد، وأخيرا تحاول علا غانم أن تجتهد فى أداء شخصية «حفيظة» لكن المسلسل لا يساعدها، كما أن العناصر المستخدمة فى المسلسل مثل المكياج والديكور لا تساعد على التقمص، مما يفصل الممثل ولا يساعده على أداء الشخصية، وللأسف لم توفق هذا العام فى اختيار الشخصية التى تؤديها.
ويقول المؤلف بشير الديك: إن هناك أشياء فى ذاكرة كل الممثلين يستدعونها أثناء أداء الدور، لذلك يفلت الأداء أحياناً، مما يجعل الجمهور يشعر بأنهم يقومون بتقليد كبار الفنانين الذين جسدوا هذه الشخصيات من قبل، فعلى سبيل المثال فإن أداء عمرو عبدالجليل به نوع من النمطية ولا يوجد شكل منهجى يسير عليه، كما أن أداءه وتصرفاته بها نوع من المبالغة، فالشىء الوحيد الذى يقوم به هو محاولته إضافة حس وإفيهات كوميدية على الشخصية حتى يكسر من حدتها، وكذلك مصطفى شعبان، فما يقدمه فى «مزاج الخير» هو نفسه ما قدمه فى الأعوام الماضية تاجر المخدرات بنفس طريقة الكلام والأسلوب النمطى ليظهر لنا أن المسلسل ما هو إلا «سبوبة» بالنسبة له، وهو لم يبذل أى جهد، وأرى أنه حتى إذا وجد التشابه بينه وبين محمود عبدالعزيز فى «الكيف» عن الجزء الخاص بتجارة المخدرات فهو مجرد تقليد للأسوأ، أما علا غانم فقد فشلت ليس فقط فى تجسيد الشخصية لكنها فشلت فى الحديث باللهجة «الفلاحى» فهى لم تدرس الشخصية بشكل جيد ولا يوجد أى مستوى فنى تقدمه يمكن مقارنته بسناء جميل.
أما المخرج محمد خان، وهو مخرج فيلم «زوجة رجل مهم» لأحمد زكى، فيقول: «أرى أن إياد نصار فى «موجة حارة» من الممكن أن يكون تأثر بأداء أحمد زكى فى الفيلم، لكن شخصية إياد فى المسلسل هى شخصية مركبة أكثر، وقام بأدائها بامتياز وتفوق ولم يقلد أحمد زكى على الإطلاق ولا أريد من أحد أن يظلمه، فهو هنا ضابط له تركيبة معقدة يشك فى زوجته ويتقابل كل يوم مع كارثة جديدة لكن «هشام» فى «زوجة رجل مهم» هو ضابط طموح وطاغية، أما عن فكرة تشابه الشنب بينهما وطريقة الشكل الخارجى فإن هذا الشكل دائماً ما يحتاجه المخرج، لأنه يعطى ثقلاً للشخصية من ناحية الرجولة والصرامة.