كتب : سماح عبدالعاطى منذ 21 دقيقة
هبة من الخالق اختصه بها دون غيره، ربما هى السر فى هذا القبول الفائق الذى يتمتع به ذو الوجه الممتلئ البعيد تماماً عن وسامة نجوم السينما المعهودة التى تفتح لهم قلوب الجماهير. هو أيضاً فتحت له الجماهير قلوبها على اتساعها ليسكنها ويتربع فيها كما يشاء، ينتظرونه بلهفة كل رمضان ليروا ماذا أعد لهم طوال العام، ولا يبخل عليهم عادة بمسلسل جديد يظهر فيه بشخصية بعيدة كل البعد عن طبيعته المعروف بها وسط أهله وأصدقائه. تتعدد الشخصيات، وتتشابه الوجوه، ويظل يحيى الفخرانى الممثل البارع ملكاً متوجاً على عرش الدراما التليفزيونية بلا منافس.
تاريخ طويل للطبيب الجراح الذى هوى التمثيل منذ التحاقه بكلية الطب فى ستينات القرن الماضى، حين التحق هاوياً بفريق التمثيل فى كليته، وبعد التخرج قرر الشاب الصغير الابتعاد عن مجال الطب، مؤثراً التفرغ للتمثيل، وجاءته الفرصة بالفعل ليشارك بأدوار صغيرة فى السينما قبل أن يجد طريقه للتليفزيون المصرى حيث وضع قدمه على بداية طريق النجومية.
فى التليفزيون راح الفنان الشاب يشارك فنانين كباراً أعمالاً مميزة، حصل على أدوار فى مسلسلات يلعب دور البطولة فيها محمود المليجى، ونور الشريف، وعقيلة راتب، وعبدالمنعم مدبولى، هذا قبل أن يحصل على البطولة الأولى فى مسلسل كتبه السيناريست الشاب آنذاك أسامة أنور عكاشة فى عام 1978 تحت عنوان «ريش على ما فيش». نجح الفخرانى فى تقديم الدور، ولعلها كانت بداية معرفته بالكاتب الذى سيمنحه أروع الشخصيات التى سيقدمها فيما بعد.
يغزو الفخرانى عالم الدراما التليفزيونية، يختاره المخرجون للمسلسلات التى تجهز للعرض فى رمضان، يمنحونه دور البطولة فى واحد من أشهر تلك الأعمال «صيام صيام» عام 1981، ليؤدى دور «صيام» الذى اعتاد أن يفطر فى رمضان وفجأة يضطر للصيام للمرة الأولى فى حياته فيواجه المتاعب. ينجح الفخرانى فى تقديم الدور كما ينجح المسلسل. ثم يقدم شخصية «عاطف الدرمللى» فى مسلسل «وأدرك شهريار الصباح» عام 1985، قبل أن تأتيه فرصة عمره فى عام 1987 عندما يعرض عليه دور «سليم البدرى» فى مسلسل «ليالى الحلمية» الذى كتبه أسامة أنور عكاشة.
مع بداية ظهور شخصية الباشا الرأسمالى فى المسلسل الشهير يتحول الممثل المعروف إلى نجم يشار إليه بالبنان، تنجح الشخصية التى ظلت تقدم على مدار خمسة أجزاء نجاحاً مذهلاً، يتخللها بالطبع تقديم الفخرانى لعدد من الأفلام السينمائية والمسرحيات الكوميدية، وأيضاً فوازير رمضان بالاشتراك مع النجمتين صابرين وهالة فؤاد.
يتحول الفخرانى إلى وجبة رئيسية على مائدة الدراما الرمضانية بشخصيات مثل «عبدالمتعال محجوب» فى مسلسل «لا»، و«على بابا» فى «ألف ليلة وليلة»، و«ربيع الحسينى» فى «نصف ربيع الآخر»، و«بشر عامر عبدالظاهر» فى «زيزينيا»، و«باهر العسال» فى «لما التعلب فات»، و«سيد أوبرا» فى «أوبرا عايدة»، و«جابر مأمون نصار» فى «للعدالة وجوه كثيرة»، و«جحا» فى «جحا المصرى»، و«رحيم المنشاوى» فى «الليل وآخره»، و«عباس الدميرى» فى «عباس الأبيض»، و«مصطفى الهلالى» فى «سكة الهلالى»، و«حمادة عزو» فى «يتربى فى عزو»، و«شيخ العرب همام» فى المسلسل الذى حمل نفس الاسم.