يعمل البنكرياس فى إفراز العصارات الهضمية الضرورية لتكسير الطعام، كما يفرز الأنسولين والغلوكاجون، وهما هرمونان ضروريان للمحافظة على توازن السكر وعمليات الأيض، وتتدفق العصارات الهاضمة التى يفرزها البنكرياس من خلايا قناة خاصة إلى الأمعاء الدقيقة، ويحتوى الإفراز على ماء وأملاح تساعد على الهضم وتعادل الأحماض داخل المعدة، أما الإنزيمات الموجودة فى الإفراز فتساعد على تكسير البروتينات والنشويات والدهنيات.
قال الدكتور أيمن أبو العلا استشارى الأمراض الباطنية والجهاز الهضمى، إن أعراض الإصابة بالتهابات البنكرياس تبدأ بألم شديد بأعلى البطن، وينتشر إلى الظهر الشعور بالغثيان والقىء المتكرر، ويصاحبه إسهال وفقدان للشهية، قد يصاحب المرحمى ورجفة وقشعريرة.
وقد يكون هناك كسل فى حركة الأمعاء، وقد يصاحب هذه الأعراض وجود كدمات بالجلد فوق منطقتى الكليتين وحول السرة، مع وجود تجمع وتكيس بالبنكرياس وسوء امتصاص بسبب خلل إفراز الإنزيمات الهضمية.
أضاف أيمن أن هناك احتمال ظهور أعراض مرض السكر بسبب نقص الأنسولين، وعدم ثبات الدورة الدموية، حيث يرتفع ضغط الدم أثناء الألم وينخفض عند حدوث جفاف نتيجة قلة السوائل بالجسم، وزيادة سرعة ضربات القلب، وأيضا التنفس بشكل سريع.
وعن طرق العلاج، أشار أبو العلا إلى أنه فى الحالات غير المصحوبة بمضاعفات، يمتنع عن المريض تناول الطعام أو السوائل عن طريق الفم، حتى تزول آلام البطن وتتحسن وظائف البنكرياس، وكذلك يتم إعطاء المريض كمية كافية من السوائل والتغذية عبر الوريد، بالإضافة لإعطائه مسكنات الألم القوية ومعالجة اضطرابات الأملاح والكالسيوم، أما بالنسبة للمضادات الحيوية فتعطى فى حال وجود مؤشرات تدل على إصابة المريض بالتهاب بكتيرى، سواء فى البنكرياس أو الرئتين أو غير ذلك، كذلك يجب ضبط سكر الدم بشكل جيد ونسبة الدهون فى الدم.
أما عن العلاج الجراحى، فأوضح دكتور أيمن أنه يتم اللجوء إليه فى حالة حدوث مضاعفات المرض، حيث يتم استئصال الجزء المصاب بواسطة المنظار البطنى، وفى حال وجود حصوات فى المرارة، يفضل القيام باستئصالها بعد معالجة الالتهاب الحاد واستقرار حالة المريض.
كما نصح بالوقاية عن طريق ضبط مستوى الدهون وعلاجها، وتخفيف الوزن والامتناع عن تناول المشروبات الكحولية، بالإضافة لاستئصال المرارة فى حال وجود حصوات فيها، مؤكدا أن هذا هو الأسلوب الأمثل لمنع حدوث التهاب البنكرياس الحاد.