كتب : نجلاء أبوالنجا الخميس 18-07-2013 10:54
طغت على دراما رمضان هذا العام الصيغة التشويقية أو ما يطلق عليه «السسبنس»؛ حيث فاجأتنا معظم المسلسلات بالألغاز منذ أولى حلقاتها فى الأحداث والشخصيات. ومن أهم الأعمال التى تصدرت نوعية الدراما التشويقية أو «السسبنس» مسلسلات «موجة حارة» و«نيران صديقة» و«حكاية حياة» و«فرعون» و«الشك» و«لعبة الموت» و«تحت الأرض» و«اسم مؤقت» و«آسيا»، وغيرها من المسلسلات التى فاجأت الجمهور بجرعة كبيرة من التشويق، وخالفت القوالب الكلاسيكية للدراما الاجتماعية التى تعود عليها الجمهور.
حول هذه الظاهرة وأسبابها قال محمد أمين راضى، مؤلف «نيران صديقة»: «من الطبيعى أن تغير الدراما المصرية نفسها بتطور الوقت، ومع احترامنا للقوالب القديمة وكلاسيكيات الدراما المعروفة، إلا أننا لا بد أن نستحدث وسائل جديدة لعرض المادة الدرامية، وفى (نيران صديقة) تعمدت أن أفتح الطريق لنوع جديد من الدراما، غير تقليدى، وكنت أقصد أن أجعل الناس تتابع العمل دون أن تستسهل المشاهدة، بالعكس كان تحديا بالنسبة لى أن أجعلهم يفكرون ويستجمعون كل تركيزهم مع كل كلمة وكل مشهد وأن يصلوا لأعلى درجات التركيز الممكنة، وبهذا يصبح المشاهد عنصرا مشاركا فى المسلسل وليس مجرد متلقٍّ يشاهد دون اهتمام بالأحداث والأبطال؛ حيث كان يضايقنى أن أرى الناس تتعامل مع الدراما التليفزيونية بإهمال شديد، وكان يكفى أن يرى المشاهد حلقة من كل عشر حلقات حتى يفهم ما يحدث، لكن فى (نيران صديقة) المشهد الواحد قد يؤثر فى فهم الأحداث والشخصيات، والحمد لله أن الناس استوعبت هذا النوع المركب من الدراما وتتابعه بتركيز كبير، كما يفعل نفس الجمهور مع الأفلام الأجنبية ويراها بتركيز غير طبيعى، ويحرص على كل جملة وحركة، ولهذا كان يجب تغيير قواعد (الفرجة المصرية) التى طغى عليها الكسل».
أما ياسر عبدالمجيد، مؤلف «فرعون»، فقال: «فعلا هناك حالة من السيطرة الغريبة على كل المسلسلات الدرامية هذا العام، وكلها تقريبا تصب فى إطار (السسبنس)، ويبدو أن تغيير المؤلفين واجتياح الشباب للكتابة التليفزيونية هذا العام هما سبب تغيير كل القوالب التقليدية فى الدراما؛ حيث كانت الدراما الاجتماعية البسيطة والكلاسيكيات هى سمة رمضان، لكن هذا العام هناك انقلاب شبابى ونوعى فى الدراما، وربما لأننا جميعا كشباب نفكر بنفس الطموح ويحكمنا الإيقاع السريع المختصر الذى يتميز بالغموض كتبنا للدراما بنفس الروح، وبصراحة شديدة نجاح مسلسل (رقم مجهول) العام الماضى، الذى ينتمى لنوعية (السسبنس) جعل المنتجين هذا العام يطلبون هذه النوعية من المسلسلات، بعد أن أثبت الجمهور أنه يعشقها، وهذا العام ربما لن نجد دراما كلاسيكية باستثناء مسلسل (فرح ليلى) فقط، ثم إن الملل سيطر على الدراما المصرية لأن المؤلفين يتناولون حدوتة واحدة على مدار ثلاثين حلقة، ومن الطبيعى أن يشعر الناس بالرتابة ولهذا لا بد أن يرتبط الناس بالعمل وبكل حلقة وهذا ما يحققه (السسبنس)، وفى (فرعون) تعمدنا أن نكون وسطيين فى التشويق خوفا من إجهاد الناس؛ لهذا مسكنا العصا من المنتصف كما يقولون، وقدمنا دراما اجتماعية لشخص مثير دراميا، وهذا أيضا ما طلبه خالد صالح لأن جمهوره بسيط، ومن الطبيعى أن يشعر بارتباك إذا قدم لهم دراما تشويقية معقدة».
وأخيرا قال أيمن سلامة، مؤلف «حكاية حياة»: «من الخطأ أن نظن أن الدراما التليفزيونية لا بد أن تتميز بالكلاسيكية الشديدة، بالعكس؛ فالدراما فى الأساس لا بد أن تقوم على التشويق منذ بدايتها وحتى نهايتها، وهذا العنصر هو الضامن الوحيد لنجاح العمل، وهذا العام ومع المنافسة الشديدة ووجود أكثر من أربعين مسلسلا استحدث كل مؤلف طريقة جديدة للجذب والتشويق، لهذا فوجئنا بكل هذا الكم من المسلسلات التشويقية مع تكدس العرض فى رمضان، أيضا أرى أن مسلسلات التشويق سلاح ذو حدين؛ فإن أحبها الجمهور وكانت مقنعة وبسيطة سيتابعها باهتمام شديد، ولكن إذا زادت فى التعقيد وكانت بعيدة عن عقلية المشاهد سينصرف عنها لأن المشاهد باختصار لا يحب أن يجهد نفسه، بل تصل إليه الحبكة دون إحساسه ببذل مجهود يقلل من فكرة استمتاعه بالدراما، خاصة أن الدراما التليفزيونية مكانها البيوت وهى محطة الراحة للناس».