يتوالى وقوع المزيد والمزيد من الأطفال الأمريكيين فريسة للإصابة بضغط الدم المرتفع لتتضاعف مخاطر الإصابة بين الأطفال والمراهقين الأمريكيين بنسبة 27% حتى سن الثالثة عشرة.
وأرجعت الدراسة ذلك إلى اتساع محيط خطر الأطفال والمراهقين الأمريكيين بسبب إقبالهم المتزايد على الوجبات السريعة الغنية بالدهون المشبعة والأملاح، وهو ما ضاعف من استهلاكهم لهذه العناصر الضارة بصحتهم.
وشددت الأبحاث على أن ارتفاع ضغط الدم هو أحد أهم عوامل الخطر الدالة على زيادة فرص الإصابة بالسكتات الدماغية فى الوقت الذى تضاعفت فيه معدلات الإصابة بها بين الأطفال والمراهقين فى الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.
ومن ناحية أخرى، فقد عكف فريق من الباحثين بجامعة "هارفورد" الأمريكية على تحليل بيانات أكثر من 3,200 ألف طفل ومراهق تراوحت أعمارهم ما بين الثامنة والسابعة عشرة عاما فى إطار دراسة مستفيضة لتحليل العادات الغذائية لهم خلال الفترة من عام 1988 – 1994 ليتم مقارنتها بالنتائج المتوصل إليها فى دراسة أخرى أجريت على 8,300 ألف طفل خلال الفترة من عام 1999 وحتى 2008.
وأوضح الباحثون بأنه على الرغم من أن الأطفال فى الدراسة كانوا قد سجلوا قياسات مرتفعة من ضغط الدم إلا أنه لا يمكن تصنيفهم كمرضى لضغط الدم، لأنه يجب أن يتم تسجيل ثلاث قراءات متتالية لهذا الارتفاع للتأكد من التشخيص السليم للإصابة بالمرض المزمن بينهم.
حذرت الأبحاث من أنه فى حال استمرار معدلات البدانة على ارتفاعها المضطرد فإن الولايات المتحدة ستشهد المزيد من حالات ضغط الدم المرتفع بين الأطفال والمراهقين.
وكشف الباحثون بمعهد الصحة الوطنية وفحص التغذية النقاب عن أن طفل من بين كل عشرة سيعانى من زيادة فى الوزن وارتفاع فى مستوى ضغط الدم هذا فى الوقت الذى شددت فيه الدكتورة "آنا باريديس" أستاذ أمراض الكلى بمستشفى الأطفال فى مدينة "ميامى" الأمريكية، أن تغيير النظام الغذائى للأطفال والمراهقين يعد الخطوة الأولى الهامة على طريق الوقاية من مخاطر إصابتهم بضغط الدم المرتفع خاصة ممن يعانون من البدانة والبدانة المفرطة مع الحرص على ممارسة الرياضة بصورة منتظمة.
وتشير البيانات إلى أن الأمريكيين يتناولون فى المتوسط نحو 3,400 ملليجرام من الملح يومياً، وهو ما يفوق بمعدل الضعفين ما أوصت به "جمعية القلب الأمريكية"، والذى يجب ألا يتخطى 1,500 ملليجرام يوميا بواقع ثلث معلقة صغيرة من الملح، سواء فى صورته الخام أو من خلال تناول الوجبات السريعة أو اللحوم المصنعة.