قالت مجلة (تايم) الأمريكية إن تيار الإسلام السياسى التونسى يخشى حقا من ملاقاة ذات مصير الرئيس المصرى محمد مرسى، الذى تم عزله ووضعه تحت الإقامة الجبرية.
وأفادت الصحيفة – فى تقرير لها بثته على موقعها الإلكترونى - أن حزب "النهضة" فى تونس حاليا أضحى الحزب الإسلامى الحاكم الوحيد فى المنطقة بعد إسقاط حكم الرئيس المعزول مرسى المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين، لذلك، أدان حزب النهضة ما جرى فى مصر، حيث قال محمد عمر العضو فى المكتب السياسى بالحزب "إن ما حدث فى مصر يمثل تهديدا حقيقيا للديمقراطية نظرا لأننا نعتبر أنه تم إسقاط رئيس شرعى"، مضيفا "لا نعتقد أن هناك أى دولة باتت فى مأمن حاليا بسبب ما وقع بمصر".
وأشارت المجلة إلى تتبع كل من تونس ومصر بعضهما البعض بشكل وثيق منذ أن نجحت ثورة تونس عام 2011 فى إسقاط حكم الرئيس زين العابدين بن على الذى دام 24 عاما، ثم قرار المصريين بأن يحذوا حذو التونسيين والخروج ضد الرئيس حسنى مبارك، وعقب ذلك، دخلت أحزاب الإسلام السياسى فى البلدين سباق الانتخابات ونجحت فيه، فيما ناضلت المعسكرات الليبرالية من أجل أطر قانونية لصياغة دساتير جديدة.
ومع ذلك، قالت المجلة "إن طريقة الحكم فى مصر وتونس اختلفت عن بعضهما البعض فى عدة نقاط حيوية؛ فبينما سد مرسى الطريق على المعارضين وعمل على تعزيز قبضة الإخوان المسلمين على مصر، أدار حزب النهضة التونسى البلاد بالتعاون مع حزبين ليبراليين، أحدهما يشترك فى أمور الرئاسة مع منصف المرزوقى والأخر يشرف على الجمعية المخول إليها صياغة الدستور".
وأضافت "أنه فى الوقت الذى عمت فيه الفوضى وعدم الاستقرار السياسى عموم مصر، يتطلع العديد من التونسيين إلى أن ينجح الائتلاف الحاكم هناك فى درء انفجار ثورى مماثل قد يحدث فى بلادهم".
وتعليقا على هذا الأمر، قال محمد عمر، عضو المكتب السياسى لحزب النهضة "إننا نراقب عن كثب ما حدث فى مصر، وقررنا إعطاء الفرصة للأحزاب الليبرالية لتشاركنا فى السلطة، وهو ما يحول دون تدخل الجيش أو أى مؤسسة أخرى".
ورغم ذلك، رأت المجلة أن أجواء السلام ليست مضمونة بشكل كامل فى تونس؛ لا سيما فى ضوء اعتقاد بعض التونسيين أن السيناريو المصرى ربما يتكرر فى بلادهم وسط تنامى الاستياء إزاء عجز الحكومة على تحسين الوضع الاقتصادى المتعثر أو حتى كبح جماح الجماعات الإسلامية المتشددة، والتى اغتالت إحداهما زعيم المعارضة شكرى بلعيد.
من ناحية أخرى، أشارت (تايم) إلى زعم حكام تونس أن ما حدث فى مصر انقلابا عسكريا، ودعوة الغنوشى زعيم حزب النهضة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين للبقاء فى الشوارع حتى يتم الإفراج عن مرسى.