>كتب بيتر إبراهيم
نتائج جديدة وخطيرة تهم كل شخص يعيش بالقرب من الشوارع العمومية، إذ كشفت دراسة علمية حديثة أشرف عليها باحثون كنديون أن الناس الذين يعيشون بالقرب من الطرق المزدحمة بحركة المرور الكثيفة أكثر عرضة لخطر الإصابة بالخرف من أولئك الذين يعيشون بعيداً عنها.
ووجدت الدراسة التى نشرت فى دورية “Lancet” الطبية أن الأشخاص الذين يعيشون على بعد 50 مترا (55 ياردة) من الطرق المزدحمة بحركة المرور كان لديهم فرصة أعلى للإصابة بالخرف بمعدل 7% مقارنة مع أولئك الذين يعيشون بعيداً عن الطرق المزدحمة بأكثر من 300 متر.
وقال "راي العبي"، خبير الصحة البيئية والمهنية في هيئة الصحة العامة أونتاريو (PHO)، إن ملوثات الهواء تصل إلى مجرى الدم وتؤدي إلى التهاب، وهذا يرتبط مع مرض القلب والأوعية الدموية والمشاكل الأخرى مثل مرض السكر.
وأكدت هذه الدراسة أن ملوثات الهواء يمكن أن تصل إلى الدماغ عن طريق مجرى الدم ويترتب على ذلك حدوث مشاكل عصبية مثل الخرف وفقدان خلايا الدماغ ومشاكل الذاكرة والتفكير والسلوك، والقدرة على أداء الأنشطة اليومية.
وقدرت منظمة الصحة العالمية عدد الأشخاص الذين يعانون من الخرف في عام 2015، وبلغوا 47.5 مليون شخص، وهذا الرقم يتزايد بسرعة مع زيادة متوسط العمر المتوقع، وهذه المشكلة غير قابلة للشفاء وهي السبب الرئيسي للعجز.
ولتأكيد نتائج الدراسة، حلل فريق الباحثون بيانات أكثر من 6.5 مليون شخص من سكان مدينة أونتاريو الكندية الذين تتراوح أعمارهم بين 20-85 عاماً، ووجدوا 243611 حالة عته بين عامي 2001 و 2012.
ووجدوا أيضاً أن الزيادة في مخاطر الإصابة بـ"العته" انخفضت إلى 4.0% إذا عاش الناس على بعد 50-100 متر من الطرق المرورية، وإلى 2.0% إذا كانوا يعيشون على بعد 101-200 متر، والأكثر من 2000 متر، تلاشى لديهم الخطر.
وأضاف العلماء أن النتائج تحث المسئولين على إنشاء المجتمعات العمرانية بعيداً عن الطرق الرئيسية وحركة المرور وتلوث الهواء لتجنب الإصابة بالأمراض.
>