كتب : صفوت دسوقى منذ 38 دقيقة
«نجحنا فى استعادة حريتنا، نجحنا فى رسم صورة مشرفة لمصر الجديدة، وهذا أفضل شىء فى رمضان».. بهذه الكلمات تحدث حسين فهمى، معبرا عن فرحته العريضة بثورة 30 يونيو، التى غيرت شكل الحياة السياسية وأعادت إلى الذاكرة ملامح الوحدة والألفة بين الناس.
يصف حسين فهمى، حكم جماعة «الإخوان»، بالحكم الفاشستى، وأنه لا يقل خطورة أو يختلف عن الاحتلال الإنجليزى، ويرى أن مصر كانت أشبه ببنت جميلة مخطوفة ونجح الثوار فى إعادتها إلى حضن أهلها، بعد غياب دام عاما كاملا.
التقينا حسين فهمى، ودار هذا الحوار حول الواقع والأحداث السياسية الأخيرة ودوريه فى مسلسلى «العراف» و«الشك».
* رمضان هذا العام مختلف لأن فرحة الناس تعكرها وتفسدها مشاهد الدم.. فكيف تقرأ ملامح هذه الأيام؟
- دون شك أنا حزين ومصدوم بسبب أحداث العنف التى تفرض نفسها على الشارع، فرحة الناس مكبوتة ومحبوسة بين الضلوع، غاب الياميش واختفت الفرحة وسيطرت رائحة الدم على الموقف، وكل ذلك بسبب ممارسات جماعة «الإخوان»، ربنا ينتقم من أى إنسان يريد بمصر وأهلها السوء، ولكنى فى الوقت نفسه أشعر بسعادة وفرحة بالغة لأن ثورة 30 يونيو أنقذتنا من الاحتلال الإخوانى وأعادت إلى الأذهان ذكرى ثورة 19.
* كيف تصف مصر تحت حكم «الإخوان» وهل كنت تتوقع هذه النهاية السريعة؟
- مصر كانت بنتا جميلة خطفها «الإخوان»، لكن الشعب الراقى والمناضل انتفض ورفض أن يستسلم لأوهام وأفكار الجماعة، لذا ولدت ثورة 30 يونيو، هذه الثورة التى أعادت لنا مصر الغائبة، مصر التى تستوعب أحلام وطموح الجميع، وبالمناسبة أنا كنت متأكدا أن حكم جماعة «الإخوان» لن يستمر طويلا، فكل المؤشرات والتقديرات كانت تؤكد انهيار حكم الجماعة بسبب الطمع وحب الاستحواذ.
* تطل على جمهورك بمسلسل «العراف» مع عادل أمام ومسلسل آخر يحمل عنوان «الشك»، ما العمل الذى يشتبك مع الواقع السياسى؟
- الفنان لديه قدرة على قراءة الواقع والتعامل مع المتغيرات، لذا يستطيع من خلال أعماله أن يستشعر الخطر ويحذر منه، وفى مسلسل «العراف» نقترب من الواقع الحالى ونناقش كثيرا من الأفكار والأوضاع الخاطئة التى هددت أمن وسلام مجتمعنا، لكن مسلسل «الشك» الذى تشاركنى بطولته رغدة وصابرين ومى عز الدين يقدم حدوتة إنسانية واجتماعية.
* وما المغرى فى العملين؟ وأى شخصية أصعب فى الطرح واحتاجت لمجهود أكبر؟
- بعيدا عن الدبلوماسية، دورى فى العملين صعب، وأنا بطبعى أحب التركيز فى عملى وأبذل كل ما فى وسعى لتقديم أداء فنى يرضى الجمهور والنقاد، ولا أبالغ إذا قلت إننى تعبت فى العملين، وأنتظر حكم الجمهور.
* البعض يرى أن ارتفاع مؤشر الأحداث فى الشارع السياسى قد يهدد نسبة المشاهدة فى رمضان؟
- بالطبع نحن نمر بظروف سياسية صعبة، فقد خرج الشعب للإطاحة بنظام فاشستى ومستبد، ونحاول إعادة بناء الجدران المهدمة وترميم الشروخ العميقة، وهذا فى تصورى سيحتاج وقتا، وسنستيقظ على أخبار كثيرة مفزعة وصادمة، لكنها ضريبة سندفعها بكل رضا فى سبيل استعادة وطننا الكبير مصر، الذى أراد «الإخوان» مص دمه وحبس حريته التى اشتاق إليها كثيرا، أتوقع أن تكون نسبة المشاهدة للأعمال الدرامية ضعيفة لأن الأحداث فى الشارع تفوق خيال وتصور صناع الدراما.
* ترددت أخبار عن وقوع خلافات بينك وبين عادل إمام أثناء التصوير ما مدى صحة ذلك؟
- لا صحة لهذا الكلام، فعلاقتى بعادل إمام طيبة، وسبق أن تعاونا عام 1991 من خلال فيلم «اللعب مع الكبار»، الذى حقق نجاحا كبيرا وقت عرضه، وأملى أن يحقق «العراف» نفس النجاح، خاصة أن التحضير للعمل استغرق وقتا ومجهودا كبيرين.
* من اللافت للنظر فى دراما رمضان ظهور عدد كبير من النجوم العرب، ما رأيك فى هذه الظاهرة؟ وهل يؤثر ذلك على الفنان المصرى؟
- بداية يجب أن تعرف أن مصر ما زالت هوليوود الشرق وأنها جاذبة لكل فنانى العالم العربى، ولن يؤثر ظهور النجوم العرب على فرصة الفنان المصرى، خاصة أن الإنتاج رغم الظروف السياسية الصعبة معقول ومستمر، وأحب الإشارة إلى أن ظهور الفنانين العرب فى الدراما المصرية أمر قديم وبعيد ويعزز التبادل الثقافى والمعرفى بين شعوب الوطن العربى الممتد من المحيط إلى الخليج.
* فى رأيك هل أثر حكم «الإخوان» على المناخ الفنى؟
- بالطبع أثر سلبا على المناخ الفنى، وأصاب الوسط الفنى بالإحباط والخوف، وقد شاهدنا جميعا كيف هاجم بعض دعاة التدين والعلم الفنانين، وأكبر دليل على ذلك ما حدث مع إلهام شاهين، والتى تمسكت بحقها ولجأت للقضاء للدفاع عن نفسها، وأنصفها القضاء، هذا المناخ المرتبك من المستحيل أن يخلق مزاجا إبداعيا وفنيا متميزا، لذا أعترف بأن الفترة الماضية شهدت تراجعا فى مؤشر الإنتاج وإحباطا فى طموع المبدعين، فقد كانت جماعة «الإخوان» تعتقد أن الفن حرام والإبداع كفر.
* وهل تتوقع أن يرتفع مؤشر الإنتاج وتتغير الموضوعات المطروحة فى الأعمال الفنية مستقبلا؟
- بإذن الله سيعود الهدوء وتستقر الأوضاع فى مصر، وهذا سيشجع المنتجين على العمل ويعيد مصر إلى سابق عهدها، وأتوقع أيضاً أن تتغير الموضوعات ونطرح أفكارا وموضوعات مليئة بالتفاؤل، لذا أتمنى أن نتمسك بالأمل ولا نخاف من بكرة، وأمر طبيعى أن يحدث عنف وهذا كان أمرا متوقعا، ولكن يجب أن نطمئن جميعا لأن مصر محروسة بإذن الله ولن تنهار أو تنكسر مهما حدث.
* سمعنا أنك ستعود إلى شاشة السينما بمشروع ضخم ما مدى صحة ذلك؟
- حتى هذه اللحظة لم أوافق على أى عمل سينمائى، ولكن دائما أبحث عن الفكرة والموضوع اللذين أستطيع من خلالهما تقديم شىء إيجابى ومفيد بالنسبة للمتلقى، لأنى مؤمن بأن الفن متعة وقوة ناعمة من خلالها تستطيع تصحيح الأوضاع والأفكار الخاطئة ويساهم فى بناء ونهضة المجتمعات.
* هل سحبت الدراما التركية البساط من الدراما المصرية؟
- أعترف أن الدراما التركية بات لها جمهور، خاصة أنها تهتم بالصورة الجميلة وترعاها الدولة، لكن من أهم عيوبها التطويل والملل، ولكنى أثق فى الوقت نفسه أن الدراما المصرية بخير وأنها رائدة وكبيرة، وكما قلت فى موضع سابق، الأحداث السياسية أثرت على المناخ الفنى وأربكت عملية الإنتاج، وهذا أثر على مستوى الدراما المصرية إلى حد ما.