كتب : محمد عبدالجليل منذ 2 دقيقة
مع تصاعد حدة الأحداث فى الشارع السياسى وتلاحق التطورات والتداعيات للموجة الثانية من الثورة فى 30 يونيو، توقع الكثيرون أن تلتقط دراما رمضان طرف الخيط من هذه الأحداث، وأن يقوم صناعها بإحداث تغييرات فى سيناريوهات أعمالهم الدرامية ليتم إقحام أحداث وتفاصيل الثورة أو حتى تغيير بعض النهايات، خاصة أن هناك الكثير من الأعمال لا تزال قيد التصوير، ولم ينته بعض كتابها من كتابة كل حلقاتها، وذلك على غرار ما حدث منذ عامين فى أحداث ثورة 25 يناير، التى لجأ معظم كتاب الدراما فى ذلك الموسم الرمضانى إلى استنساخ أحداث الثورة وإقحامها فى أعمالهم حتى لو كانت خارج السياق، مثلما حدث فى مسلسل «خاتم سليمان» على سبيل المثال، الذى انتقد الكثيرون نهايته التى بدا أنها مقحمة وخارج سياق الأحداث من البداية.
المخرج مدحت السباعى يؤكد فى البداية أنه بالفعل أحدث تغييراً فى نهاية مسلسله «نظرية الجوافة» بطولة إلهام شاهين، حيث أضاف مشهد النهاية من مظاهرات 30 يونيو التى تم التقاطها من الطائرة الهليكوبتر والتى انتشرت مشاهدها على كل الفضائيات فى الأيام الأولى من الثورة، وأضاف السباعى: «لم أحدث تغييراً فى السيناريو المكتوب ولكنى أضفت ذلك المشهد فقط لأنه يتناسب مع النهاية التى وضعتها للعمل الذى انتهيت من كتابته قبل البدء فى التصوير، والذى جاء فيه أننى تنبأت بنهاية حكم «الإخوان» ودعوت الناس للصبر فى انتظار تلك النهاية، وليس من الطبيعى أن أتجاهل ذلك الحدث وتلك المشاهد على الإطلاق، خاصة أن المسلسل من البداية إلى النهاية انتقد حكم «الإخوان» وأخطاءهم بطريقة ساخرة».
أما الكاتب د. مدحت العدل فيتحدث بشأن مسلسله «الداعية» قائلاً: «لم أقم بالطبع بإحداث أى تغييرات على سيناريو العمل الأصلى للمسلسل، فنحن نقدم مسلسلاً يصلح للمشاهدة فى كل زمان وكل وقت ولا يرتبط بأحداث لحظية بعينها، خاصة أن ذلك فى رأيى يعتبر تشويهاً لأى عمل لم يكن يضع فى السياق الدرامى له أحداثاً بعينها، أما نحن فنناقش قضية خاصة بمعارك التنوير ضد التخلف والجمود، وهى ليست مرتبطة بأحداث 30 يونيو التى أعتبرها استكمالاً للثورة».
اتفق معه فى الرأى السيناريست ياسر عبدالمجيد مؤلف مسلسل «فرعون» حيث أكد أن العمل بالكامل انتهى من كتابته بالاشتراك مع عمرو الشامى قبل البدء فى تصويره، وأن ما يجرى حالياً عليه من تعديلات بسيطة لا تتعلق بالمرة بالأحداث الجارية أو دراما الشارع السياسى، وأضاف ياسر: «أنا بالتأكيد ضد أن أقحم فى العمل أى أحداث ولم يطلب منا ذلك، وفى رأيى أن هذه الإضافات لو تمت فى أى عمل ستشكل ما يشبه «الزائدة» التى يشعر الجميع معها أنها لا علاقة لها بالأحداث الفعلية ولا يمكن أن يتقبلها المشاهد تحت دعوى مواكبة الأحداث، وفى مسلسل «فرعون» تدور الأحداث فى الغالب فى عالم خاص ليست له علاقة بالأحداث الجارية، وإن كان يحدث فى بعض الأحيان ما يشبه التماس مع بعض الأمور فى الواقع الجارى، ولكن هذا لا يعطينا مبرراً للجوء إلى تغيير فى الأحداث أو النهايات تحت أى ظرف».