اتهمت إسرائيل حركة حماس اليوم الثلاثاء بالاستيلاء على جانب من أموال الأمم المتحدة المخصصة لمساعدة المدنيين الفلسطينيين فى ثانى اتهام من جانبها هذا الشهر للحركة التى تدير قطاع غزة بالاستيلاء على أموال دولية مخصصة للإغاثة فى القطاع.
وعلق سامى أبو زهرى المتحدث باسم حماس بعد الاتهامات الإسرائيلية الجديدة للحركة قائلا لرويترز "هذه الاتهامات تأتى فى سياق مخطط إسرائيلى للتضييق على المنظمات الدولية الإغاثية العاملة فى القطاع وبالتالى تشديد الحصار المفروض عليه."
وصار اتهام إسرائيل لحماس بالاستيلاء على أموال للأمم المتحدة علنيا باعتقال وحيد عبد الله البرش -وهو مهندس فلسطينى يعمل مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فى يوليو.
وقال جهاز شين بيت الإسرائيلى (جهاز المخابرات الداخلية) أن البرش اعترف بتجنيده فى 2014 لمساعدة حماس.
وأضاف شين بيت فى بيان لم يشتمل على تفاصيل الاتهام الموجه للبرش أن من بين "تكليفات مختلفة" تلقاها كانت المساعدة فى بناء رصيف بحرى لمقاتلى حماس "باستخدام موارد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي."
ومضى البيان قائلا أن البرش أقنع أيضا رؤساءه فى برنامج الأمم المتحدة الإنمائى بإعطاء أولوية فى مجال تخصيص أموال إعادة البناء فى غزة للأحياء التى يقيم فيها أعضاء حماس. وكان دمار شديد قد لحق بغزة فى حرب 2014 مع إسرائيل.
وقال بيان شين بيت "هذا التحقيق يكشف مرة أخرى عن الطريقة التى تستغل بها حماس أموال المساعدات المخصصة من الجماعات الدولية فى قطاع غزة والموجهة إلى السكان المدنيين."
وأشار الجهاز إلى أن الاتهام وجه للبرش فى محكمة إسرائيلية.
وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى بيان أن إسرائيل اعتقلت البرش فى الثالث من يوليو تموز مضيفا أنه يشعر بقلق بالغ إزاء تلك المزاعم وأنه "لا يتسامح على الإطلاق مع المخالفات فى كل برامجه ومشاريعه".
وأضاف البرنامج أن البرش قدم خدمات لمشروع لإزالة الأنقاض فى غزة وأن المزاعم الإسرائيلية تتعلق بحوالى 300 طن أو حمولة سبع شاحنات من أصل حوالى 26 ألفا من مشروع البرنامج الذى تضمن إزالة نحو مليون طن من الأنقاض و2761 ذخيرة غير منفجرة.
وفى الأسبوع الماضى اتهمت إسرائيل الفلسطينى محمد الحلبى الذى يعمل مع جماعة المساعدة المسيحية وورلد فيجن التى تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها بتسليم ملايين الدولارات من أموال تلك الجماعة المخصصة لمساعدة فقراء غزة إلى حماس.
ونفى الحلبى وحماس ذلك وقالت وورلد فيجن إنها لا تعتقد أن ذلك حدث لكنها قالت إنها مستعدة لدراسة أى أوراق تشتمل على دليل.
وليس معروفا على الفور رد البرش على الاتهامات الإسرائيلية له.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أن إسرائيل أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بان جى مون ومدير البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة فى نيويورك باعتقال البرش وتفاصيل من الاتهام الموجه إليه.
وأضاف أن إسرائيل تتوقع أن تدين الأمم المتحدة استغلال حماس الذى تزعمه لنظام المساعدات فى القطاع وأن تتخذ الوكالات المعنية "إجراءات ملموسة لضمان أن تخدم الأنشطة الإنسانية فعليا المحتاجين فى غزة."
وردا على اتهام إسرائيل للحلبى يوم الاثنين عبر روبرت بيبر منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية والأنشطة الإنمائية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة عن قلقه.
وقال فى بيان " إذا ثبتت هذه الأعمال بعملية قانونية مستوفاة فإنها تستحق إدانة صريحة.. مواطنو غزة المحبطون والضعفاء يستحقون أفضل من هذا بكثير."
لكن وورلد فيجن استبعدت صحة قول شين بيت أن الحلبى قدم لحماس 7.2 مليون دولار سنويا من أموال المنظمة الإغاثية لحماس منذ 2010. ويتضمن الاتهام الموجه للحلبى تعبيرا عاما هو "ملايين الدولارات".
وقال كيفن جنكنز رئيس وورلد فيجن أن مجموع ما قدمته منظمته لمساعدة فقراء غزة فى السنوات العشر الماضية يقارب 22.5 مليون دولار وإن ذلك يجعل من الصعب تصديق أنه تم تحويل 50 مليون دولار لحماس.