«ريحانة المداحين».. الشيخ أمين الدشناوى: وجدت نفسي في المديح.. وقصيدتي أبكت «الشعرواي»

الشيخ أمين الدشناوي

الشيخ أمين الدشناوي

ـ حب “المصطفي” ومدحه عبادة.. وأتمنى لقاء الله وهو راض عني

ـ أنا أول مداح مصري يقف على مسرح «شاتليه» ويكرمه رئيس فرنسي

 ـ أنا وجمهوري في ملكوت واحد.. وهذه أسباب إغماض عيني أثناء المديح

 ـ الصمت والصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم طقوسي قبل المديح

 ـ الفن وسيلة ترقية وتهذيب الروح وترقية المجتمع من الأخلاق الرزيلة

 ـ العالم في حاجة للتصوف لمواجهة إرهاب “داعش”

 

حوارـ  محمد ربيع – أحمد عبد المنعم: 

 على مر الأزمان يظل للمديح فى رسول الله أسماء ومشاهير، ولكننا نقف أمام حاله خاصه جداً وشخصيه تمتلك أسلوب خاص  فى مديح رسول الله وآل البيت أطلق عليه المحبين والصوفية  لقبي “ريحانة المداحين”، و”مداح العصر”، ملأ الدنيا عبيرًا بصوته العذب وأضاءت قصائده ليالي “حب النبي”، إنه المداح الشيخ أمين الدشناوي، صاحب البصمة المميزة في مدح آل البيت، وأهشر المداحين في الوطن العربي.

 يمتلك الشيخ الدشناوي شخصية جمالية خاصة في المدح، بدأت معه منذ صباه وهو في التاسعة من عمره،‏ وتجلت موهبته على يد معلمه الشيخ أحمد أبوالحسن ملهمه وأستاذه وكاتب قصائده التي تفيض بالمعاني الصوفية،‏ ثم انطلق ينشد في كل والوطن العربي‏،‏ إلا أن وصل إلى أشهر الميادين في فرنسا والعالم‏.

 ويعد “الدشناوي” ثاني عربي يعتلي خشبة مسرح شات ليه بباريس بعد كوكب الشرق أم كلثوم ، وعُرضت صوره مؤخرا على واجهه مبنى معهد العالم العربى فى بورتريه من الحجم الكبيركرمز للتصوف الذى يعنى سماحه الاسلام ووسطتيته وأنه دين السماحه والسلم والسلام.

 حاورت “ONA”، الشيخ أمين الدشناوى، المعروف عنه بعده عن اللقاءات الإعلامية والصحفية، عن قرب لتكشف العديد من جوانب شخصيته، ونظرته للفن للموسيقى، وكيف لإنسان عادى ان يستطيع المدح متواصلاً لاكثر من 4 ساعات مغمض العينين.

نص الحوار:

 بداية .. من هو الشيخ أمين الدشناوي؟

 بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على سورسول الله، وبعد، اسمي: أمين تقي محمد أحمد ، الشهير بأمين الدشناوي، وأنا من مواليد مركز دشنا بمحافظة قنا، متزوج ولي من الأبناء ثلاث أولاد وبنتين، مؤهلي الدراسي  هو شهادة الثانوية العامة فقط، وانشغالي بالمديح لم يتيح لي الفرصة لأكمل.

 ما هي مهنتك السابقة قبل انصرافك إلى المديح؟ 

لم امتهن أي مهنة لأنى من سن 9 سنوات في المديح .

 متي بدأت المدح؟ وماهي أسباب اشتغالك به؟

 بدأت المديح في سن 9 سنوات عندما وجدت نفسي إنسان ممكن أكون نافعًا، وكل القوه التي اعطاني الله إياها في مجال المديح وجدتها إنها رسالة وأمانة ولكن مشايخي أرشدوني إلي أن استعمل صوتي فيما يرضي الله سبحانه وتعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم.

 ماذا عن سبب انشغالك بالمديح ؟

 كان بمركز دشنا يُبني مصنع سكر دشنا وكان المهندسين المشرفين عن المصنع يحضروا مجالسنا وكان منهم غير المسلمين وكانوا يطلبوني بالاسم ويضعوني فوق كرسي ويطالبونني بالمديح وابتدء أكثر من 50 فردًا يسمعوني ثم 100 شخص، ثم زادوا إلي أكثر من ذلك وجدت الناس تطلبني بالاسم نمت بداخلي هبة المديح وجدت بداخلي انشغال قلبي بمحبة النبي صلي الله عليه وسلم وآل بيته والأولياء الصالحين فكنت أجلس معهم معظم وقتي نقرأ أحزاب الصالحين وهي كانت مجموعة آيات من القران الكريم وصلوات علي النبي صلي الله عليه وسلم وفي أخر المجلس نمدح قصيدة أو قصيدتين ثم ننصرف.

  وفى سنة 1977 سافرت إلي القاهره وهنا تغيرت كل الأوضاع حيث طلب منى  أصحاب شركات الكاست أن أسجل لهم بعض أشرطة الكاست وسجلت الكثير و حتي الان هذه الأشرطة تسمع من الثمانينات من سنه 1982،1981،1980  ومرت الأيام وأنا أمدح فى رسول الله صلى الله عليه وسلم  واتجول بين البلاد شرقاً وغربا.

 هل معرفة الناس بك وحبهم لقصائدك دفعك لإنشاء شركة لإنتاج شرائط الكاسيت؟

  طبعًا بعد أن أصبح لي شعبية في ربوع البلاد، أنشأت شركة لإنتاج الكاسيت خاصة بي سميتها ( شركة الفتح العربي للصوتيات والمرئيات ) وقد حازت علي إعجاب الناس داخل مصر وخارج مصر حتى فى الدول الأوربية عندما يأتي الكلام عن سفري للخارج فالأوربيين يسمعون هذه الأشرطة حتى الآن والجاليات العربية بفرنسا وألمانيا والسويد  ودول المغرب العربي.

 من الذين تأثرت بهم في حياتك ومدحت أمامهم؟

بعد مشايخي وهما مولانا الإمام محمد أبو الفتوح العربى ومولانا الحاج أحمد أبو الحسن ممن تأثرت بهم كان  فضيلة الشيخ الشعراوي عندما طلبني بالسكن الموجود بجوار الإمام الحسين رضى الله عنه وأرضاه جائني أحد الشخصيات المحبه للشيخ الشعراوى،  وكان يحمل رتبه لواء وطلب منى أن يأخذني إلى الشيخ وعندما جلست في مجلس الشيخ الشعراوى رضى الله عنه.

 كما طلب مني المديح ومدحت (عطر اللهم روض المصطفي) هام الشيخ الشعراوي وبكى وغاب عنا حتي طل منى الموجودين السكوت وأنا لم اسكت وزدت بل زدت في مديحي وكانت هذه أجمل اللحظات- من هنا نمت بداخلي مدائح القصائد الصوفية وهذا هو سبب انشغالي بالمديح ( أنا وجدت نفسي فيه ).

هل يوجد بين أبناءك من يهوى المديح مثلك؟ وبم تنصحه إذا أراد السير في ذلك الطريق؟

نعم أبنائي جميعهم يمدحون محبة في النبي صلي الله عليه وسلم – انصحهم بالصدق والتواضع ومحبة الناس .

ما الفارق في رأيك بين المداح و المنشد؟ 

سيأتي الجواب عليه  فى موضعه فى جمله الاسئلة التى ستوجها لي لاحقا.

 هل الانتماء إلى طريق صوفية أمر لازم على المداح؟

المداح يمدح لكي يغذي الروح ونفسية الإنسان فلابد للمادح أن تكون روحه عالية – انتمائه إلي طريق صوفيه يربى روحة ويرقيها فيجعلها تمدح فتجعل الإنسان يمدح من داخله (ألم يكن للنفس شيخ له هدي يهذبها بالروح زاغت عن ألسيري ولولا اتصال الكهرباء بأصلها علي موجة التيار ما نورها يسري ) هل ممكن أنت كسائر تخوض بحرً دون روبان سفينة ( بحر الحقيقة أسرار محُجبة من خاض لجته يعرف خفاياهُ ) فالشيخ هو الربان للنفس والروح .

13866698_1035296543219013_816520910_n

أي الطرق الصوفية تنتمي إليها؟ و ما هي أفكارها العامة باختصار؟

 انتمي إلي كل الطرق وأحب كل الطرق وكل مشايخ الطرق أنا محب لكل الطرق الصوفية ولافضل عندي لطريق علي أخرى، وأنا محب وابن الطرق الصوفية جمعيا فأنا علي سائر المشارق والطرق أسير وهذا أحد الفوارق بين المادح والمنشد  ولأكن إنتمائى إلي العصبة الهاشمية التي نهجها حب جميع الطرق وجميع مشايخ الطرق فأنا أحب جميع الصالحين وهذا عهد مشايخي علي بل وأحب كل أشعث أغبر لو رفع كفيه إلي الله لأبره.

 والعصبة الهاشمية أفكارها هي كل أفكار الطرق :

( الحياة من الله سبحانه وتعالي وحب النبي صلي الله عليه وسلم وكثرة الصلاة عليه وحب آل بيته والصحابة والصالحين ) .

 كيف تنتقي القصائد التي تغنيها؟ ومن هم الشعراء الذين تغني لهم؟ وأي القصائد أكثر قربًا إلى ذوقك؟

 فضلاً لا تقل لي الغناء ثانياً..انا أنتقى من القصائد ما اشعر به وما يمس روحي ووجداني وأحس به  أني بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم فامدح القصائد التي يُعجب بها رسول الله صلي الله عليه وسلم فهي في المقام الأول عندي وعند اختياري أي كلام من كلام الصالحين أن يرضي عني سيدي رسول الله صلي الله عليه وسلم امدح كل كلام الأكابر الصوفية من الرعيل الأول  بلا استثناء ولكن اغلب مديحي من كلام ( سيدنا الإمام العربي وسيدنا الحاج أحمد أبو الحسن) رضي الله عنهم وأرضاهم وسيدنا الشيخ صالح الجعفري رضي الله عنه وارضاه وكل كلام القوم ـ ارجوا تغيير كلمة تغني ونجعلها تمدح – واقرب القصائد إلي زوقي القصيدة التي اشعر فيها بقرب الحبيب ورضاه .

 هل تتدخل في بعض الأحيان بالتأليف للمزج بين قصيدتين تغنيهم، وهل هو أمر ترتبه قبل الغناء أم ترتجله على المسرح؟ 

أنا أمدح والمديح أقره رسول الله صلي الله عليه وسلم وحاشى وكلا مديح رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يكون غناء – ارتجله وأنا امدح وما وقفت معي قصيدة ولا نسيت بيتاً من قصيدة إلا وعوضني الله بأجمل منها علي الهواء مباشرةً وهذا من باب عطاء الله سبحانه وتعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم وهذا أيضاً ( أحد الفوارق بين المداح والمنشد ) وأنا ارتجل ارجع فاسمع التسجيل فأحفظ ماقلت –.

 كيف تختار اللحن المصاحب لكل قصيدة تختارها؟

 كل قصيدة قد أجد لها لحن معين في ليلة اليوم والقيها في نفس اللحن المنشد يؤدي وأنت تملك ما تأخذه علي المحمل الذي تريد أما المادح فيصل لقلبك كل ما يمدحه في حق الممدوح الأعظم صلي الله عليه وسلم وتستحي بينك وبين نفسك أنت كمستمع أن تأخذ أي كلمة من كلام الحب والغزل والعشق الذي يقوله المادح لغير رسول الله صلي الله عليه وسلم،  مثلاً يكون عندي ليلة بعد غد فأريد أن أقول نفس القصيدة فأجد أن اللحن قد اختلف وأصبح أجمل وهذا عطاء الله سبحانه وتعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم من باب ( الله المعطي وأنا القاسم ) .

 من هم أعضاء فرقتك الموسيقية، وكيف ترتب لغناء قصيدة ما معهم؟    

 أعضاء فرقتي الموسيقية / ناي – كمان – عود – إيقاع – ممكن يكون أقل أو أكثر ثابتين وأحيانا يتغيرو لظروفهم الخاصة كسفر كرحلات .

 كما أنني لا أرتب لكلمات أو قصائد  كنت أرتب ولأكن وجدت نفسي عند المديح يتغير الترتيب يصبح المرتب هو الله وهم يستجيبون لذلك ويصبح مديح أجمل من الجمال.

كيف ترتب لحفلك قبل بدءه؟ وهل يرتبط اختيارك لقصائدك بحسب المناسبة؟

 كنت أرتب في بادئ الأمر ومن يمدني يمدهم من باب ( أنا القاسم والله معطي ) ولكن يوجد في بعض الأبيات والقصائد التي أقرئها أن يعجبني لحن خاص فان التزمت به وتركته  أكثر من ليلة هو نفس اللحن أعلم أن الحبيب قد رضي عن هذا المدح ولكن في أغلب المديح القصيدة تقال بأكثر من لحن في كل ليلة غير الليلة السابقة أما بشأن خلوتي وقراءاتي فهو بفضل الله ومنه حالى ومآلى  ولكن في يوم الليلة أكثر شئ التزم به هو الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم قبل خروجي من البيت لأنها مفتاح كل خير.

 أما الليالي والموالد فأرتب لها حسب المولد والمناسبات كالهجرة ومولد النبي صلي الله عليه وسلم لهم قصائدهم ومولد سيدنا الحسين فاني امدح فيهم عن الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه هذا مثال ولا يمنع أن لكل ليلة مدها .

 ماهي طقوسك التي تحرص عليها قبل الصعود إلى خشبة المسرح؟

 الطقوس هي كثرة الصمت والصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم واختيار بعض القصائد .

13866615_1035296773218990_2083237494_n 

ماهو طموح المداح غير الغناء في الموالد والحفلات الخاصة؟

 طموحى أنا هو معية المصطفي صلي الله عليه وسلم هذا أولاً، وأن يعرف كل كهل وكل شاب وكل طفل أن حب المصطفي عبادة وأن مدحه أيضاً عباده وقربه من أعظم القربات وهذا كل ما أرجوه من الدنيا وما فيها أن القي الله سبحانه وتعالي وهو راضي عني وأن القي رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم القيامة وهو راضي عني وهذا أيضاً أحد الفوارق بين المداح والمنشد ( أن قيل يوم الحشر من أنتم نقول مداح طه الشفيع الأنوري ) .

 ماهي أسوأ كوابيسك على المسرح (أن يخونك صوتك مثلا)؟

  لا كوابيس في مدح المصطفي صلي الله عليه وسلم فان كنت تحدثني عن التهاب مفاجئ للصوت فاقسم لك بالله انه ذات ليلة كنت لا استطيع النطق بحرف إلي أن امسكت بمايك الصوت في الحفلة وحين إذا يشهد الله عز وجل أنه لا ألم ولا التهاب وأصبح الصوت فى منهى النقاء كأن شي لم يكن وذلك لأني أحب مديح رسول الله صلي الله عليه وسلم وحاشى أن أضام في صوتي أو ليلتي وأنا واقف امدح رسول الله صلي الله عليه وسلم.

 أما سمعت قول الرجل الصالح (أنا ضيفك يارسول الله أنا ضيفك يارسول الله) وهل يضام ضيف الله عز وجل ورسوله صلي الله عليه وسلم وهذا ما قاله الرسول صلي الله عليه وسلم للرجل الذي قال أنا ضيفك يارسول الله فأنا احسب نفسي في كل ليلة اخرج إليها أي مكان كانت وكيف ماكانت أني لست بضيف لأصحابها مع حبي واحترامي وتقديري للجميع ولكن ضيف رسول الله صلي الله عليه وسلم . 

تسرح في ملكوتك وجمهورك يسرح في ملكوته.. هل تتمنى لو كنت تنظر في أعينهم وتتابع كيف يطربون لك؟ 

 عفواً أنا وجمهوري في ملكوت واحد فأنا بفضل الله عز وجل وبعطية رسول الله صلي الله عليه وسلم أخذ الجميع حتي من لايعرفني حين امدح اخذ الجميع ونفسي إلي ملكوت الذي هو غاية المني حبيبي رسول الله صلي الله عليه وسلم .

 وتسألني هل تتمنى لو كنت تنظر في أعينهم أو تتابع كيف يطربون لكل ما تؤديه نعم تراني مغمض العينين وكل جمهوري يحترم ذلك ويعلم أن لها سر عظيم فيعلم الله سبحانه وتعالي أن إغماض عيني أشاهد به ما أقول حتي أن حسبتها أنت أو غيرك ممن قد يتهم أهل الطريق بشطحاتهم أنها من حضرة الخيال لكن أقول من باب قول الله تعالي ( وأما بنعمة ربك فحدث ) أنه حاشا وكلا أن يكون غيب ناظري عن جمهوري سوى حقيقة في وجه المحبوب .

  ياسيدي ومن قال لك أني لا أراهم ولا أري عيونهم فأنا أرى  الجميع  ألم أقل لك عطية من الله سبحانه وتعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم وهو القائل : تنام عيني ولاينام قلبي إن كان الحبيب الأعظم صلي الله عليه وسلم لي ناظر وللجميع ناظر فكيف أفكر في غيره وهذا أيضا فرق خاص للفقير إلي الله الراجي عفو مولاه وقرب حبيبه ومصطفاة  ( أمين ) وغيره من المنشدين لأن هذه احدي الفوارق بين المادح والمنشد .

 ماهو تصورك الشخصي عن الفن؟

 الفن هو وسيلة من وسائل تلقي الجمال الموجود في الوجود عموماً وأنت تعبر عنه بطريقه جمالية إما رسم أو موسيقي أو شعر أو غناء – الفن هو وسيلة من وسائل ترقية وتهذيب الروح وترقية المجتمع من الأخلاق الرزيلة الفن هو رسالة سامية الفن هبة ربانية يجب أن تعطي القيمة الحقيقية لكل مجتمع فأنا أحول أن أتمثل بفارس الفن التي هي تسمو بالإنسان إلي الخير وإلى الجمال وتنبذ العنف والكراهية فأنا انتمي إلي فني ورسالتي التي هي منسجمة مع أدميتي بالأساس مع ديني مع عاداتي وتقاليدي وأخلاقي وهذه هي رسالة المصطفي صلي الله عليه وسلم القائل ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) .

 ما هي ألون الفنون التي يفضلها ريحانة المداحين بشكل عام؟

 كما أن الفن هو الإحساس الصادق العالي والفن هو يثقف الفنان لكي يكون صاحب رسالة يوصلها الي جميع العالم فالفن لايعرف بمكان ولازمان والفن بطبيعته التأثيرية يحاول أن يستنهض الناس إلي الحب والخير والجمال وأنا اختار من الفن ما يحاكي  عقيدتى وحبى للمديح ومايمثله المديح من قيمه روحيه ومعنى أسمى هو رضاء الممدوح صلى الله عليه وسلم ابغى من ذلك الوصول  بالإنسان إلي الخير وما يسمو بالإنسان ويأخذ به الي ما يخرجه من هموم المعيشة والحياة مع ارتباطي بديني وآدميتي وعاداتي وتقاليدي وأخلاقي.

 كما أنني أريد من الفن ما يكون منسجم مع إنسنياتي مع الرسالة التي بعث الله سبحانه وتعالي بها سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ومن أجلها جئنا لصناعة تاريخ يخرج الإنسان من عبادة الإنسان الي عبادة الله الواحد الاحد ومن ضيق الأديان إلي عدل الإسلام بمعني لا أريد أن أكون بالفن نجم يشار لي بالبنان ولا أكون شئ هذا لايهمني بتاتاً أنا أريد أن القي الله سبحانه وتعالي وهو راضي عني وأن القي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو راضي عني.

 ما هو تقييمك للفن عامة والمدح والإنشاد خاصة؟

 الفن لا هوية له ولا وطن له هو فن عندما يكتمل بقسمات الجمال علي ألوان الذي اشتغل به يصبح فنان، فالفنان يغني بالأدوات الفنية الموجودة كل الأدوات في المجال الموسيقي والغنائي التي أتمكن من إتقانها، وأبث فيما أقول حب الرسول صلي الله عليه وسلم وآل بيته فالناس بالفن تتغني عن الحب والغزل وعن الشوق وعن الأم وعن الليل وعن الوطن وهناك من يمدح النبي صلي الله عليه وسلم وحبه النبوي وحب آل بيته والأولياء الصالحين وهذا هو أصل الحب للبشريه جمعا والفن وجد ليوجد فنان والفنان وجد ليغني أو ينشد أو يمدح .

لم تدرس الموسيقى.. ويتميز أسلوبك بالبعد عن الاستعراض الصوتي.. في رأيك كيف تنشأ العلاقة “السمعية”  بين المداح والمستمع؟

 لم أدرس ولكن عطية وممارسه – أما عن العلاقة بين المداح والمستمع فتنشأ العلاقة بالصدق في القول فما خرج من القلب يصل إلي القلب وما خرج من اللسان لايتعدي الأذن .

هل للتصوف من وجهه نظركم دور في مواجهه العنف المتنامى في كثير من  بلدان العالم؟

 أكيد العالم كله والإنسانية بحاجه إلى التصوف ونشر تعاليمه الداعية إلى حب الخير والسلام والأخلاق والفضيلة لمواجهة التنظيمات الإرهابية وخاصة “داعش” الذي يعيث في الأرض فسادًا.

حدثنا عن معرفتك الموسيقية وكيف تسعى لتطويرها؟    

 أنا امدح بالطريقة الموسيقية عموماً لأكن فيما يغذي الروح فأنا امدح بكل ما هو أصيل امدح بالموسيقة بمضامينه الجمالية الروحانية التي تسمي سماعاً ومديحاً صوفياً، فأنا امدح أيضا القصيدة بالموسيقة التي تتغني بالحب والجمال والغزل لكن التي تحفظ القيمة الجمالية في اللغة وفي اللحن والروحانية هي التي تبعث علي الشجن والتطريب فالشجن جاء من الحب الإلهي من الروحانيات العالية من التعلق بالجناب المحمدي الشجن يبعث روحانية صفاء الروح عند المادح فأنا احترم كل القواعد الموسيقية  .

كما أسعي لتطويرها بسماعي للكبار أمثال :

 الست أم كلثوم – الشيخ محمد عمران- الشيخ مصطفي اسماعيل – الشيخ محمد رفعت – الشيخ عبد الباسط عبد الصمد – الشيخ علي محمود  – الشيخ زكريا أحمد وأبوه محمد القصبجي الفنان الكبير المعروف -  الشيخ حسانين – الشيخ إبراهيم الفران – الشيخ سلامه حجازي – الشيخ صالح عبد الحي – الشيخ يوسف المنياوي – الشيخ أبو العلا محمد – الشيخ عبده الحامولي – الشيخ سيد درويش –الشيخ النقشبندي – الشيخ طه الفشني وكل ما هو جميل , وبتطوير امدح ما أحسه وما ينبعث من وجداني ويتوافق مع ميولى الفني والموسيقى فانا اختار من الموسيقى التخت الصغير الذي يؤدي الغرض .

حدثنا عن رحلاتك الخارجية، والمواقف التي رأيتها وكيف تفاعل معك الجمهور من جنسيات أخرى؟

 سافرت إلى فرنسا أكثر من أربع مرات زرت باريس وجزيرة النور مندي و الشانزلزيه وسعدت أني المادح العربي الوحيد الذي مدح بأكبر مسرح بباريس وهو مسرح شاتليه بعد (الست أم كلثوم) وهو بمثابة الأوبرا في مصر فهذا المسرح لم يدخله أي عربي سواء الست ( أم كلثوم ).

 صف لنا شعورك أثناء وقوفك على مسرح “شاتليه”؟.

 سعدت جدًا بأنني أول عربى يدخله بعد السيدة أم كلثوم،  ومدحت به، وأول مادح مصري حصلت علي جائزة تكريم من الرئيس شيراك رئيس دولة فرنسا السابق ومن المواقف التي تفاعل معي الجمهور من جنسيات أخري في مسرح شاتليه بفرنسا عندما ناديت ( رضينا بالله رباً وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد نبياً ورسولا ) وجدت الحضور  بالمسرح يزغردون ويصفقون علي قصيدة ( رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً ) فاضطررت أن اهدي الآلات الموسيقية الموجودة معي وأصبحت امدح أنا وهم… أنا امدح وهم يصفقون ويزغردون ونزلت من المسرح واعطيتهم المايك هم يزغردون ويصفقون وانا أمدح.

  وسألت أخر الحفل من الذين كانوا يصفقون ويزغردون فقالوا لى الجاليه العربية بفرنسا وحضور آخرين  فرنسا وألمانيا وايطاليا الموجودين في الحفل من داخل مسرح شاتليه بفرنسا هم الذين كانوا يصفقون بالإضافة للجاليات العربية الموجودين وحصلت معي أشياء أخري في شوارع باريس وشارع الشانزليزيه .

 ماذا عن زيارتك للسويد وكيف واجهت الجمهور هناك؟

 كما أنني سافرت إلي السويد وهناك حصل شي عجيب وهو أني كنت اعرف ماذا سأقول في الحفل وحينما خرجت علي المسرح أخذوا ينادوني (أجيبت كايرو أجيبت كايروا) وإذا بأحد الحضور ينادي (مدد ياست) فتغير مابداخلي وخاصة أنه يُعرف عني بين الجمهور في مصر بشدة تعلقي بعقيلة بني هاشم السيدة ( زينب رضي الله عنها وأرضاها ) ولا استطع رد طلب أحبابي صغيراً أو كبيراً طلب مني أي طلب فشعرت بأني بين أهلي في مصر ذابت فوارق اللغة وتغير تماماً ما كنت سأقوله فناديت ( اليوم عيد يا أهل السويد أتدرون لماذا لأن المحبة تطوي البعيد وأنا بالمحبة جئت من مصر مادحاً بل من أقصي الصعيد واليوم عيد يا أهل السويد ) فاخذوا يصفقون أكثر من (10دقائق) فكتبوا عني في جرائد السويد القومية مادح من صعيد مصر يتخلل قلوب وعقول السويديين لأنه اتضح أن هذا اليوم هو العيد القومي لدولة للسويد .

 حدثنا عن رحلاتك العربية، وهل حدث معك مواقف غريبة خلالها؟

 عندما سافرت إلي دولة الكويت الشقيقة حصل معي كرامات من ضمنها أن اليوم الذي كان فيه ابتداء الحفل قلت لأصحاب الحفل أن يؤجلوا الحفل إلي باكر وكررتها وأنا لا اعلم لماذا قلت لهم أجلوا الحفل الى باكر فقالوا لماذا ونحن قمنا بالاستعداد للحفل وقمنا بتوزيع تذاكر الحفل فقلت لهم باكر باكر وإذا بالمطر ينزل ويهدم مكان الحفل بالكامل وهنا فرح الجميع فرحاً شديداً وقالوا الحمد لله أننا سمعنا كلامك واجلنا الحفل.

أخيرًا.. ما سر

أونا