أخبار عاجلة

صحيفة "المونيتور" الأمريكية: اتساع دور محمد دحلان إقليميا ودوليا

صحيفة "المونيتور" الأمريكية: اتساع دور محمد دحلان إقليميا ودوليا صحيفة "المونيتور" الأمريكية: اتساع دور محمد دحلان إقليميا ودوليا
قالت صحيفة المونيتور الأمريكية، إن الفترة الأخيرة شهدت بروز نجم القيادى بحركة فتح محمد دحلان مع ظهوره فى أكثر من محفل إقليمى ودولى، معتبرة ذلك إشارة على سعيه لتوسيع دوره الفلسطينى المحلى للحصول على بعد خارج الحدود يساعده فى تقلد مناصب رسمية فلسطينية، وربما يصبح حتى هو الرئيس القادم للسلطة الفلسطينية.

وتحدثت الصحيفة عن مشاركة دحلان فى تأسيس حزب الغد السورى المعارض فى القاهرة الشهر الماضى، وقبلها مشاركته فى اجتماع ترأسه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى ديسمبر 2015 فى مدينة سانت بطرسبرج الروسية، فى افتتاح منتدى الثقافة العالمى لليونسكو، وإلقائه محاضرة فى بروكسل برعاية حلف الناتو فى نوفمبر الماضى، والذى هاجم خلاله الحركات الإسلامية واتهم تركيا بدعم داعش. هذا إلى جانب ما كشفته مجلة نيوزويك عن الدور الذى قام به دحلان فى اتفاق مشروع سد النهضة بين وإثيوبيا السودان العام الماضى.

ونقلت المونيتور عن عبد الحميد المصرى، عضو المجلس الثورى فى حركة فتح والمقرب من دحلان، قوله إن الأخير له نشاط مكوكى إقليمى ودولى فى حل مشاكل بعض الدول، ويتمتع بعلاقات واسعة فى المنطقة والعالم، ويحظى باحترام كثير من قادة الدول العربية والعالمية، باعتباره جزءاً من القيادة الإقليمية، ويتم تكليفه بمهام من قادة فى الشرق الأوسط، مثل تكليفه من الرئيس السيسى بملف مفاوضات سد النهضة، ودوره بتجميع القوى الوطنية التونسية، وإسهامه فى توحيد كلمة المعارضة الوطنيّة السورية.

ومن جهته، قال قيادى كبير رفيع المستوى فى "فتح"، رفض كشف هويته، إن النشاط السياسى لدحلان إقليميا وعالميا ليس لكونه فلسطينياً، ولكن بحكم علاقته الوثيقة مع دولة الإمارات، التى تصدره فى الملفات السياسية والأمنية، ومنحته علاقات ما كان له أن يحصل عليها بصفته قياديا فلسطينياً فقط، عقب وصوله إليها عام 2011، ويحظى بمعاملة كبار الشخصيات، لكن هذا لن يكون بالضرورة مدخلاً تلقائيا له كى يصعد إلى مواقع قيادية فلسطينية، لأنه مفصول رسمياً من فتح منذ عام 2011".

وأكدت الصحيفة أن القاهرة وأبوظبى منحتا دحلان هذه الشبكة من الاتصالات الإقليمية والدولية، لافتة إلى أن يعمل كمستشار أمنى لولى عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد ال نهيان، وهو ما يمنحه نفوذا لا يتوافر لكثير من المسئولين فى الإمارات. كما يملك دحلان موطئ قدم فى مسر بعلاقته المباشرة بالرئيس عبد الفتاح السيسى.

من ناحية أخرى، قال أحمد يوسف المستشار السياسى السابق لإسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المستقيلة، إن دحلان مرحب به إقليميا ودوليا، وطالما أن الانتخابات ليست المعيار الوحيد فى الساحة الفلسطينية، فقد تكون حظوظه فى الوصول لمواقع قيادية فلسطينية كبيرة متقدمة على غيره، نظرا لرضا إسرائيل عنه، وعلاقاته المميزة مع الإمارات ومصر والسعودية والأردن والمعارضة السورية، فالعلاقات الدولية لأى زعيم فلسطينى قد تكون مؤهلاً لصعوده فى هرم القيادة، فضلاً عن وجود قبول لدحلان فى أوساط شباب فتح، خصوصاً فى غزة، وامتلاكه علاقات قوية مع رموز فلسطينية مثل مروان البرغوثى عضو اللجنة المركزية لفتح، المعتقل فى إسرائيل منذ 14 عاما، وسلام فياض رئيس الفلسطينية السابق، وأعضاء فى اللجنة المركزية لفتح.

وكان نائب وزير الخارجية الإسرائيلى الأسبق يوسى بيلين، قد توقع يوم 16 يناير 2016 أن يصبح دحلان الرئيس الفلسطينى القادم، لأنه براجماتى ذكى، ويجد نفسه مهيأ لخلافة عباس.

لكن لا تبدو علاقة دحلان مع بأحسن ظروفها، عقب حملة انتقادات قاسية وجهها أكاديميون ومحللون سعوديون ضده،لاتهامه بتهديد أمن سعودية، والتهجم على علمائها الدينيين.

ويتابع كاتب التقرير قائلا: ربما يعلم دحلان جيداً أن أحد أهم معايير نجاح أى قيادى فلسطينى هو امتلاكه لشبكة علاقات إقليمية ودولية تساعده على التوصل إلى تحقيق طموحه المتمثل برئاسة السلطة الفلسطينية أو "فتح"، بجانب ما ينفقه من أموال على أنصاره المنتشرين فى مختلف الدول العربية، لاسيما داخل الأراضى الفلسطينية وبين اللاجئين الفلسطينيين فى الأردن ولبنان، من خلال المشاريع الخيرية بملايين الدولارات، ومعظمها بأموال إماراتية، بهدف كسب نفوذ له بين الفلسطينيين.

ويبدو أن الدور الداخلى ليس أقل أهمية، لا سيما عند النظر إلى موقف "حماس"، التى لديها تاريخ طويل من العداء بينها وبين دحلان، منذ أن كان رئيساً لجهاز الأمن الوقائى فى غزة، واعتقل المئات من كوادرها بين عامى 1995-2000، بسبب ضلوعهم فى عمليات مسلحة ضد إسرائيل.

وقال عبد الحميد المصرى إن حماس تعتمد مبدأ البراجماتية فى علاقاتها مع دحلان، رغم ما بينهما من خصومة سابقة، وإن كانت تخشاه أكثر لأنها تعلم أنه يشكل لها منافساً قوياً، ولا يرى أنّ لدى حماس اعتراضا كاملا عليه، ويمكن أن تتوصل معه إلى صيغة ما للحفاظ على مصالحها".

فى كل الأحوال، ربما تطوى حماس صفحة عدائها التاريخى لدحلان، إن توصلت معه لتفاهمات معينة، وهو أمر وارد فى السياسة الفلسطينية، فليس هناك صداقات دائمة، ولا عداوات دائمة، هناك مصالح قد تدفع الخصوم لأن يلتقيان فى منتصف الطريق.


>لأول مرة منذ 4 سنوات.. دحلان يزور الأردن ويحظى باستقبال رسمى
>

اليوم السابع