وقالت فتحية وهى ربة منزل يمنية تسكن فى صنعاء، بصوت متقطع بسبب ضعف تغطية شبكات الاتصال، لـ BBC: "لك أن تتخيل أننا بلا ماء كاف للشرب والتنظيف والاغتسال، وأن الكهرباء باتت بالنسبة لنا شيئاً من الماضى، وأننا منذ 8 أشهر لا نحصل على غاز الطبخ المنزلى".
وأضافت بفتحية بتأثر: "نحن سكان العاصمة عدنا عشرات السنين إلى الوراء حيث رجعنا إلى استخدام الحطب للطهى والتدفئة فما بالك بسكان الأرياف والقرى والمناطق النائية".
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إن هذه الشكوى تلخص جزءاً من المعاناة الإنسانية الهائلة التى يواجهها ملايين اليمنيين جراء الاقتتال الداخلى والقصف الجوى والحصار الشامل الذى تفرضه قوات التحالف بقيادة السعودية على كامل حدود، وأجواء اليمن منذ 26 من شهر مارس الماضى.
وأضافت BBC أن صورا التقطها مصورون صحفيون وناشطون كشفت حزما كبيرة من الحطب تنتشر فى أسواق صنعاء وعدد من المدن اليمنية ومشاهد لعدد من الحمير والجمال وهى تجلب أكوام الحطب لبيعه، بعد أن أخذ السكان يقبلون على شرائه واستخدامه بديلاً عن مادة غاز الطبخ التى تكاد تنعدم فى الاسواق وتكلف إن وجدت أسعاراً لا قبل لغالبية الناس على تحملها.
وقال نبيل سعيد، أحد سكان صنعا، إنه لجأ إلى شراء الحطب بعد أن تعب من الوقوف بالتناوب مع زوجته وأطفاله الأربعة فى طوابير طويلة لساعات وأحياناً لأيام أملاً فى الحصول على أسطوانة غاز دون جدوى.
أما ناصر الضبيانى فيقول إن "ثمن حزمة الحطب لا يتجاوز 400 ريال يمنى بينما يبلغ سعر إسطوانة الغاز 8000 ريال (حوالى خمسين دولاراً) وهذا مبلغ مرتفع مقارنة بمستوى دخل الناس وارتفاع تكاليف المعيشة".
وقال التقرير البريطانى إن الأعباء المادية والمخاطر صحية أخذت تترتب على هذا التوجه نحو استخدام الحطب، فالسواد الأعظم من سكان المدن اعتمد منذ عقود على مادة الغاز والأفران الكهربائية فى تحضير الطعام والتدفئة شتاء والتبريد صيفاً ومن شأن العودة إلى استخدام الحطب أن تقتضى إنفاق الكثير من الأموال لإعادة تجهيز وبناء المطابخ بما يتناسب مع استعمال الحطب.
ويحذر أطباء ومختصون من الاستخدام المتزايد للحطب كوسيلة للتدفئة فى فصل الشتاء، حيث كان العديد من حالات الحرائق والاختناق بالدخان سُجل فى عدد من القرى والأرياف، غير أن الضرر الأكبر لاستخدام الحطب يصيب الحياة البيئية أكثر جراء قطع واحتطاب الأشجار.
>