فى السطور التالية يوضح استشارى أمراض السكر والغدد الصماء وزميل كلية الأطباء الملكية بلندن الدكتور هانى نعيم، العلامات التى تمثل جرس إنذار من الإصابة بمرض السكر، والتى تعرف علميًا بمرحلة ما قبل السكر.
تبعا لرأى هانى فمرحلة ما قبل السكر هى مرحلة متوسطة لارتفاع مستوى السكر بالدم، تكون فيها معدلات السكر أعلى من الطبيعى، ولكنها لا تصل إلى الأرقام التى يتم بها تشخيص مرض السكر. ولهذه المرحلة خطورتها حيث إن نسبة ٥-١٠% يتحولون إلى مرضى السكرى سنويا.
بالإضافة إلى أن المصابين بهذا المرض يتعرضون لمخاطر التهاب الأعصاب السكرى، والكلية السكرية والشبكية السكرية وأمراض الشرايين بنسب أقل من مرضى السكرى، ولكنها تحدث بزيادة ملحوظة عمن ليس لديهم هذه الزيادة بمعدلات السكر.
>و من الممكن تشخيص هذه الحالة بثلاث طرق وهى:
>• ارتفاع مستوى السكر الصائم أكثر من ١٠٠ وأقل من ١٢٦
>• ارتفاع السكر الفاطر أكثر من ١٤٠ وأقل من ٢٠٠
>• معدل سكر تراكمى أكثر من ٥,٧ وأقل من ٦,٤
وقد تم التطرُّق لموضوع مرحلة ما قبل السكرى فى مؤتمر الجمعية الأوروبية للسكرى فى عدة أبحاث ومحاضرات نظرا لزيادة نسب التعرض لها. فنسبة الإصابة فى الأمريكيين ذوات أعمار أكثر من ٢٠ سنة هى ٣٧% من إجمالى التعداد السكاني، و فى عمر أكبر من خمسة و ستون سنة ترتفع النسبة لتشمل ٥١% من إجمالى الأمريكيين.
وقد تم اختبار عدة طرق علاجية لهذه الحالة، فوّجد أن تقليل الوزن بنسبة ٥% من الوزن عند التشخيص يشفى غالبية الناس.
>ويبدأ العلاج بتغيير نمط الحياة، فيتبع المريض نظام غذائى و رياضى مع تقليل الدهون وممارسة الرياضة لمدة ٤ ساعات أسبوعيًا.
ويضيف د نعيم أنه تم اختبار العديد من الأدوية لعلاج هذه الحالة منها عقار ميتفورمين وبيوجليتازون وأكاربوز وليراجلوتيد وأورليستات، وكان أنجحهم ليراجلوتيد حيث إنه كان أقلهم فى الآثار الجانبية و أكثرهم فاعلية فى نفس الوقت، بالإضافة إلى تفوقه على باقى الأدوية فى خفض الوزن. وتم أيضا مناقشة جراحات السمنة المختلفة حيث جاءت بنسبة نجاح ٧٨%.
ومن الملفت جدا تراجع مضاعفات السكر التى تحدث فى هذه المرحلة دون تدخل علاجى مباشر للتعامل مع هذه المضاعفات مباشرة، ويمكن الاكتفاء بتنظيم الغذاء فقط وما زلنا فى انتظار الدراسات التتبعية التى تراقب مرضى مرحلة ما قبل السكر بعد أن تم شفاؤهم عبر السنوات لمعرفة اذا تراجعت إصابتهم بأمراض القلب والشرايين قد صارت فى المعدلات الطبيعية أم لا.