ومن ناحية أخرى فإن كسور عنق الفخذ تكون تحت ضغوط عالية وقدرة التئام أبطأ من الكسور العادية فى الأماكن الأخرى من العظام، نتيجة للدورة الدموية المحدودة ولوجود الكسر داخل المفصل وصعوبة تكوين عظام فى هذه المنطقة.
وتوجد مشكلة أخرى تتعلق بالأطفال وهى وجود مركز نمو أعلى عظمة الفخذ، والذى لو تعرض إلى الإصابة أثناء الكسر أو العلاج يمكن أن يتسبب فى قصر بالفخذ أو تشوه بأعلى عظمة الفخذ، مما قد يؤثر على المشى حتى لو تم الالتئام ورجوع الدورة الدموية إلى طبيعتها.
وانقطاع الدورة الدموية أثناء الكسر يمكن أن يؤدى إلى موت الخلايا العظمية برأس عظمة الفخذ، مما يمكن أن يؤدى إلى تشوه برأس العظمة، والذى تتبعه خشونة بالمفصل نتيجة التعرجات وفقدان نعومة المفصل، وهذا يؤدى إلى تشوهات وألم بالمفصل وصعوبة فى الحركة.
ويجب تقييم هذه الحالات جيدا لتحديد حالة الدورة الدموية والتئام الكسر، ويتم علاجها جراحيا بالتثبيت الداخلى، وفى حالة حدوث مضاعفات مثل عدم الالتئام أو قصور الدورة الدموية أو تشوهات أعلى عظمة الفخذ يتم عمل تقييم للحالة بأشعات الرنين والأشعات المقطعية والمسح الذرى لتحديد خطة العلاج، ثم يتم العلاج بطريقة بناء العظام وإصلاح التشوهات بعمل تعديل لشكل أعلى عظمة الفخذ وزوايا العظام وتثبيتها بأجهزة قوية لتشجيع الالتئام.
كما يمكن استعمال العوامل التى تشجع التئام الكسور مثل زراعة العظام وحقن تركيز الصفائح الدموية والخلايا الجذعية لتحسين الظروف البيولوجية للشفاء، بالإضافة إلى الظروف الميكانيكية من تثبيت وتعديل لتشوهات العظام.
وعلاج هذه الحالات فى الشباب والأطفال يكون الهدف منه تفادى استعمال المفاصل الصناعية، حيث أن المفاصل الصناعية لها أعمار افتراضية محدودة ولا يمكن تركيبها فى الأطفال، كما أن مضاعفاتها كثيرة فى الشباب وتمنع الكثير من الوظائف التى يريدها شاب فى مقتبل حياته، لكن طبعا فى حالات نادرة ميئوس منها يكون الحل الوحيد المتبقى هو المفصل الصناعى.
