إسرائيل تستغل عاصفة الحزم لترويج كذبة احتلال مصر لـ"باب المندب"
>
خريطة باب المندب كما نشرتها موقع صحيفة معاريف
محاولات إسرائيلية لإثارة الرأى العام ضد تواجد مصر بـ"باب المندب"
>وحاولت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية فى تقارير لها اليوم الاثنين، تصدير حالة من الفزع عقب وصول القوات البحرية المصرية مضيق "باب المندب"، زاعمة أن فى ذلك تهديد لأمن تل أبيب.
ونقل موقع صحيفة "معاريف" عن خبراء عسكريين واستراتيجيين مختصين فى الشئون العربية والدولية، تحذيرهم من سيطرة القوات المصرية على المضيق، حيث قال روى كهنوفيتس، الخبير الإسرائيلى فى الشأن الإيرانى: "على إسرائيل أن تراقب عن كثب كل التحركات المصرية فى مضيق باب المندب"، فيما حذر الدكتور الإسرائيلى يهودا بلنجا، المتخصص فى العلوم العسكرية بتل أبيب من تلك التحركات المصرية قائلا: "سيستغل المصريون مساعدة اليمن للبقاء هناك". فى الوقت الذى زعم فيه البروفيسور افرايم إنبار، قائلا: "هذا تهديد استراتيجى مباشر لنا".
>
جانب من تقرير معاريف
عاصفة الحزم تربك حسابات إسرائيل
>وقالت الصحيفة العبرية فى تفاصيل التقرير، إن الحرب التى شنتها الدول العربية ضد جماعات "الحوثيين" فى اليمن، المعروفة بـ"عاصفة الحزم" تحولت لحرب بين تلك الدول وإيران، وأخذت مستوى جديد من المواجهة بين الدول السنية ودولة الشيعة، وكلا الجانبين يستعدون لمعركة الاستيلاء على اليمن والتى تعتبر حاليا جنبا إلى جنب مع الحرب الأهلية فى سوريا ساحة للمعركة الرئيسية بين اثنين من الطوائف الرئيسية فى الإسلام وهما السنة والشيعة، على حد قولها.
وأضافت الصحيفة خلال تقريرها قبل الخوض فى تفاصيل تصريحات الخبراء الإستراتيجيين، أن وراء الصراع واسع النطاق والدينى فى العالم العربى، هو سيطرة الشيعة على اليمن والتى تعتبر ذات موقعا له تأثير استراتيجى كبير جدا، حيث إن اليمن تعد بوابة إلى البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب".
وقال روى كهنوفيتس، المؤلف لكتاب "إيران والخليج الفارسى" والباحث فى مركز دراسات إيران والخليج الفارسى، لـ"معاريف": إن المرحلة الأولى من القتال لا يوجد فيه أى تهديدا حقيقياً لشركات الطيران والسفن التجارية والطائرات المدنية الإسرائيلية التى تحلق إلى الشرق الأقصى، ومع ذلك، فإن مصلحة إيران للتوصل إلى اتفاق مع الغرب بشأن برنامجها النووى لن يجعلها تهدد إسرائيل فى حال سيطرتها على المضيق.
وأضاف المحلل العسكرى الإسرائيلى: "فى الوقت الراهن لن تدفع إيران حلفاءها فى اليمن لمهاجمة إسرائيل، لأن مصالحها حاليا مع الغرب لتوقيع الاتفاق النووى مع القوى الكبرى، وإن إيران تسعى لتحقيق الاستقرار أولا للسيطرة على مضيق هرمز، الذى يعد منطقة طهران البحرية، ولكن من ينزعج من سيطرة الحوثيين حقا على مضيق باب المندب هم المصريين"، مشيرا إلى أن الإرهاب الحوثى يزعج مصر بطريقة لافتة، ولن تؤثر هذه الجماعات على مصالح إسرائيل لأنه ليس من مصلحة طهران.
وزعم المحلل الإسرائيلى أن إيران مشغولة حاليا بمساعدة أنصارها فى اليمن والعراق، وما يجرى فى الوقت الراهن هى "حرب دينية" بين السنة والشيعة للهيمنة على المنطقة، وأن هذه النقطة هى على جدول أعمال حكام طهران، ولذلك تدعم إيران بشكل مباشر المقاتلين الشيعة فى اليمن لمواجهة حلفاء السعودية.
مخاوف من تكرار سيناريو عبد الناصر فى خليج العقبة
>فيما قال الدكتور يهودا بلنجا، من جامعة بار إيلان، للصحيفة العبرية، إن أنشطة إيران فى اليمن لها أهمية استراتيجية وضخمة للمنطقة بأسرها، مضيفا أن "مضيق هرمز" حاليا يعد تحت سيطرة طهران، وسوف تتحكم أيضا على البحر الأحمر، ويعد هذا تهديد استراتيجى يهدد إسرائيل منذ إغلاق الرئيس المصرى الأسبق جمال عبد الناصر، مضيق تيران، مشددا فى الوقت نفسه أن تهديد إيران بالسيطرة على المضيق لا يقل خطورة من التهديد القاهرة فى حال سيطرتها عليه فقد تعرقل حركة مرور السفن من إسرائيل إلى الشرق الأقصى.
وأضاف المحلل الإستراتيجى الإسرائيلى: "سيطرة إيران على المضيق يهدد أيضا جميع السفن التى تعبر عبر قناة السويس، وفى هذا الصدد، لن تقبل مصر إطلاقا بتهديد مصالحها من جانب إيران، وبالتالى تعد القاهرة جميع مواطنيها بمغادرة اليمن للاستيلاء على المضيق والسيطرة عليه".
ودعا بلنجا، السلطات الإسرائيلية أن تعى درس جمال عبد الناصر، وأن تكون حذرة من تلك الخطوة المصرية، مضيفا أن أحداث اليمن تصب فى صالح مصر بعد تواجد قواتها البحرية هناك.
وقال البروفيسور أفرايم إنبار، رئيس مركز الدراسات السياسية والأمنية "بيجين السادات" التابع لجامعة بار ايلان، إنه برغم من أن وصول إيران لباب المندب يشكل تهديدا غير مسبوقا لكل من مصر وإسرائيل، ويفرض حصارا بحريا عليهما إلا أن نشر الأسطول المصرى فى جنوب البحر الأحمر يهدد مصالح إسرائيل أيضا.
وأضاف المحلل الإسرائيلى: "سيطرة إيران على المضيق يشكل تهديدا كبيرا بهيمنة إيرانية على تجارة النفط وكل ما يمر عبر قناة السويس، فمضيق باب المندب له أهمية كبرى بالنسبة للمصريين ولذلك فمن الواضح أن سيطرة الحوثيين على المدن اليمنية المطلة على البحر الأحمر لن يمر بصمت من جانب مصر".