أخبار عاجلة

توضيح واجب حول مقال أطفال الشوارع

رغم أنى لم يخطر ببالى إطلاقا أنه يمكن أن يوجد في صانع قرار من يقبل التفكير ـ مجرد التفكير ـ في إعدام أطفال الشوارع، ورغم أنى لم يخطر ببالى قط أن هناك كاتبا يمكن أن يوجه الدعوة إلى صاحب القرار لكى يقوم بإعدام أصحاب الشوارع، فقد فوجئت بأننى شخصيا متهم بأننى شخصيا صاحب التحريض وأننى أحرض أصحاب القرار على ارتكاب تلك الجريمة الشنعاء ( التي كنت أنا شخصيا أول من وصفها بذلك الوصف).

السبب في ذلك الإتهام هو مقالى المنشور في «المصرى اليوم» بعنوان أطفال الشوارع الحل البرازيلى، حيث عرضت فيه للتجربة البرازيلية التي نجحت في تخليص الشوارع الرئيسية لمدينة برازيليا وغيرها من المدن البرازيلية الكبرى وإبعادهم إلى المناطق العشوائية من خلال حملة وصفتها في مقالى بأنها بالغة الوحشية تستهدف اصطيادهم بنفس الطريقة التي يتم بها إعدام الكلاب الضالة!! وهو ما دفع بالكثيرين من الذين عقبوا على المقال إلى تصور أننى أحرض على اتباع نفس الحل في مصر بدليل أننى أشرت إلى أنه قد نجح في البرازيل ( لم يلاحظ هؤلاء المعقبون علامات التعجب التي وردت في مقالى وأنا أعرض التجربة البرازيلية ولعلهم تصوروا أن علامات التعجب هي مجرد علامات زينة وليس لها دلالة ) !!.

وهنا أولا أود أن أوضح لكل من تفضيل بالتعقيب على مقالى أننى لم ولن أسمح لنفسى بأن أطالب بتطبيقه في مصر، وسوف أكون أول من يتصدى لهذا الحل إذا ما حاول أحد أن يطبقه في يوم من الأيام مستشهدا بنجاحه في البرازيل، فالذى أطالب بأن نأخذه من البرازيل هو فقط إرادة حقيقية للإصلاح وجدية حقيقية في مواجهة الفساد وتوفير لفرص العمل للعاطلين يلمسها ويلمس أثارها كل مواطن ،( أظن أننى ذكرت هذا في مقالى بوضوح شديد ) وهذه الجدية البرازيلية هي التي جعلت قطاعات واسعة من المجتمع البرازيلى تغض النظر عن تلك الجريمة البشعة التي لاشك في أنها جريمة بشعة مكتملة الأركان كما ذكرت في مقالى، إن الذي نحتاج إليه في مصر هو الإرادة الحقيقية الجادة والحاسمة، وهذه الإرادة لو توافرت في مصر فسوف يتحقق لها النجاح واجتياز عثراتها بما في ذلك أطفال الشوارع بغير شك.

وأود هنا أن أضيف بأن هناك من الانظمة في بعض الدول ما قد يتوافر له الإرادة ويحقق من النجاح ما قد يغريه بإعادة إنتاج التجربة البرازيلية، وهنا فإننى أنتهز الفرصة لكى أحذر من أية محاولة من هذا النوع في مصر وسوف أكون شخصيا أول من يتصدى لها، مرة أخرى أكرر إن ما نريده في مصر هو الإرادة الجادة التي وصلت في البرازيل إلى حد الجريمة، لكننا نريد الإرادة ولا نريد الجريمة، أما الأخوة المزايدون فإننى ألتمس العذر لهم،وسوف أحاول قدر الإمكان أن أحسن الظن بهم وأن أفترض أن الدافع الذي دفعهم إلى تعقيباتهم الجارحة هو دافع إنسانى خالص ( أشاطرهم فيه بغير شك ) ...سوف أحاول جاهدا أن أقاوم الظن بأن دافعهم إلى تعقيباتهم مجرد الرغبة في الدخول في المزاد الذي فتح بالفعل ...ولهم الشكر على مشاعرهم الإنسانية في كل الأحوال.

SputnikNews