متحدث الجبهة السلفية: «النور» ولائه للأمن.. وسنتعامل مع «رئيسًا» كأمر واقع (حوار)

قال الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، والقيادي في ما يسمى بـ«التحالف الوطني لدعم الشرعية»، إن تكليف إبراهيم محلب، بتشكيل الجديدة أقوى عودة لفلول الحزب الوطني، مشيرًا إلى أن جبهته و«تحالف دعم الشرعية» متمسكان بالسلمية في كل المظاهرات، ويرفضان العنف والعمليات التفجيرية.

ووصف «سعيد»، في حواره مع «المصري اليوم»، محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات جماعة الإخوان المسلمين بـ«السياسية»، ومعتبرًا أن مواقف حزب النور تعتمد على الولاء للنظام والأجهزة الأمنية.. وإلى نص الحوار:

  • ما تعليقك على استقالة الحكومة وتكليف إبراهيم محلب بتشكيل وزارة جديدة؟

- تأتي استقالة حكومة الدكتور حازم الببلاوي بعد حوالي ثمانية أشهر تقريبًا، عجز فيها الاقتصاد المصري، فلم تنتقل بنا إلا من إخفاق إلى إخفاق، فقد حولونا إلى دولة تابعة للإمارات، وخفضوا الرواتب ورفعوا المحروقات، وتكليف إبراهيم محلب أقوى عودة للفلول من الحزب الوطني، ويعتبر الإجهاز قبل النهائي في ثورة يناير.

  • ما موقف الجبهة السلفية من العمليات التفجيرية؟

- الجبهة السلفية هي جزء من التحالف الوطني لدعم الشرعية، وبالتالي فهي ملتزمة بالإطار العام للتحالف والمبادئ الأساسية له وهي دعم الشرعية السياسية والقانونية للبلاد كرئيس ودستور ومؤسسات، رفض الانقلاب والحكم العسكري المغتصب للسلطة، الانحياز للأمة والشعب والوطن واحترام خياراته، وبالتالي فكل هذه المبادئ لا تقوم بديهيًا ووطنيًا وشرعيًا إلا بالسلمية، وقد دفعنا ثمن ذلك ولا نزال من دماء الآلاف من شهدائنا ومصابينا ومعتقلينا الذين لم يكن معهم ما يدفعون به العدوان عن أنفسهم.

وموقفنا من جميع أحداث العنف والتفجيرات والقتل هو الرفض والإدانة الكاملة وعلى رأسها عنف السلطة العسكرية وما قامت به من جرائم في حق الشعب المصري، ونعتقد أنه ما من مسلم مصري وطني يقوم بأي أعمال من شأنها الإضرار بالبلد أو بالشعب والمواطنين، وانما الذي يقتل المصريين ويفجرهم ويزيد عمق الهوة بينهم هم أعداء الوطن في الداخل والخارج، فهناك إسرائيل وهناك عملاؤها والمجرمون الذين يحافظون على مصالحهم ولو على حساب الوطن من أركان الدولة العميقة، كما نعتقد أن قادة الانقلاب ومنهم وزير الداخلية مسئولون مسؤولية كاملة عن تأمين الوطن ومؤسساته ومنشآته وهو ما لم يحدث إلى الآن فقد تركوا الفاعلين طلقاء بينما راحوا يتهمون الأبرياء مما يعني احتمال استمرار هذه الأعمال، والعجيب اتهام جماعة الإخوان المسلمين بالإرهاب بينما هناك غيرهم يعلن أنه هو الفاعل.

  • من المسؤول عن العمليات التفجيرية والإرهابية؟

- نحن لا نعرفه على وجه التحديد والواجب على الدولة تحديد هويته وإخبارنا بها، ولكنها في الأغلب جهات أجنبية أو أركان الدولة البائدة أو بعض التصرفات الفردية المنفلتة التي خرجت كرد فعل لشريعة الظلم والقتل والتنكيل التي سنها الانقلاب، وكارتباط طبيعي بين عنف الدكتاتورية والعنف المضاد له سواءً كان منظماً أو غير منظم.

  • هل ترى أننا سنعود لفترة الاغتيالات كالتسعينيات؟

- الوضع اليوم مختلف عن التسعينيات فنحن الآن في موجة ثورية شعبية واسعة تبعت ثورة عظيمة في 25 يناير 2011، وليس مجرد حرب استنزاف بين مجموعات معينة وبين نظام جائر مجرم، ونرجو من الله تعالى ألا يحدث هذا أبداً وينبغي على كل العقلاء الحرص على ألا تصل الأمور في البلاد إلى هذه الحالة، ولكن يبدو أن هناك من هم حريصون على الفوضى ويريدون أن يبرمجوا العقل الجمعي المصري على العنف والدموية كما حدث ويحدث من تحريض على العنف في وسائل الإعلام الموالية للانقلاب، وما يحدث بالفعل من قتل وسجن وتنكيل وتعذيب، ولكننا على ثقة أن صلابة المعدن الإنساني والحضاري المصري ستنتصر وستوقف هذا المد الهمجي البعيد عن شريعتنا وثقافتنا وحضارتنا.

  • ما رأيك في محاكمة مرسي وقيادات الجماعة؟

- المحاكمات سياسية وليست قانونية بدليل تنحي الكثير من القضاة وانتقاء فريق معين من القضاة ذو توجه واضح، والمقارنة مع محاكمات وبراءات مبارك ورموز حكمه الفاسد والتي ضيعت دماء الشهداء والمصابين وكأنهم جميعاً وقعوا ضحايا للعدوى أو بيد عدو خارجي، وعشرات التهم الحاهزة والأحكام العاجلة، والتهم إن صحت فإنها تدين المجلس العسكري الحالي والسابق وجميع الأجهزة الأمنية التي رخصت لحزب إرهابي ليسيطر على الحياة السياسية في ، فالمحاكمات تجري للضحايا الحقيقيين والمجني عليهم وعلى حزبهم وجماعتهم وأولادهم لا للقتلة والجناة، المحاكمات في الحقيقة تجري لشعب بأكمله ولكل من شارك منه في ثورة يناير.

  • ما تعليقك على مواقف حزب النور منذ 30 يونيو حتى الآن؟

- مواقف حزب النور قبل وبعد 30 يونيو تعتمد دائمًا على الولاء للنظام وللأجهزة الأمنية، وذلك من قبل ثورة يناير حيث كان الحزب يسمى حينئذ بالدعوة السلفية، ولذلك اعتبروا الثورة فتنة وحرموا الخروج على الحاكم لهذا وغيره واكتفوا ببيع الطماطم وحماية الكنائس ثم تحالفوا مع المجلس العسكري وساهموا في إهدار الثورة بذلك (وشاركهم الإخوان للأسف) ثم أدانوا الثوار وجرموهم وتحالفوا بعد ذلك مع الفريق أحمد شفيق استكمالاً لولائهم الدائم للعسكر ولنظام مبارك ثم دعموا الإخوان في مناورة لجني المكاسب قبل أن يقفزوا من السفينة قبل أن تغرق ليتحالفوا مع ما يسمى بجبهة الإنقاذ الوطني ليظهروا كغطاء إسلامي ويلعبوا دور المحلل في انقلاب 3 يوليو وحتى الآن.

ولم يعد يخفى على أحد تلون واختلاف مواقف الحزب من الضد إلى الضد فبعد ما زعموا أنهم هم من أرسى الهوية الإسلامية التي زعموا أنها مهددة في دستور 2012 الشرعي، وأنهم ألقوا لقمة للأزهر وضحكوا على العلمانيين والليبراليين ثم قالوا إنها المادة 219 هوية أمة، وإنها خط أحمر عادوا ليقولوا أنها ليست مقدسة، وبعدما زعموا أن حكم الدستورية العليا بخصوص تفسير المادة الثانية يلغي أغلب القرأن والبخاري ومسلم عادوا ليقولوا أنها أفضل معبر عنه.

  • ما موقف الجبهة وتحالف الشرعية من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؟

- نؤكد رفضنا وعدم اعترافنا بشرعية أو قانونية أي عملية شبه انتخابية أو شبه سياسية تجري فيما بعد الانقلاب العسكري وهي والعدم عندنا سواء، كما أنه ليس هناك انتخابات بلا حرية وبلا أمن، تجري في ظل محاولة استئصال لأكبر القوى التي اختارها الشعب؟، وقد اتضح من الاستفتاء السابق أنها نفس استفتاءات مبارك وانتخابات دولة مبارك فهي ذات اتجاه واحد، ولا تحتاج من الناس أن يذهبوا للتصويت طالما كانت النتائج مضمونة سلفًا، وأخيرًا فإنه لم يحدد بعد موعد للانتخابات ولا قانون ولا لجنة انتخابات رئاسية ولم يتقدم مرشحون بأعيانهم ولا تحدد لتقدمهم موعدًا، وبالتالي فمن السابق لأوانه بل ومن العبث الحديث عن موقفنا ودعمنا إلى غير هذا من الأمور.

  • ما رأيك في ترشح المشير عبد الفتاح وحمدين صباحي ومقاطعة عبد المنعم أبو الفتوح عن الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

ترشح المشير السيسي عليه ملاحظات فلأول مرة يقوم المجلس العسكري بتفويض مرشح منه، وكأنه حزب سياسي يقدم مرشحه، وترشحه يؤكد أن ما حدث في 3 يوليو كان انقلابًا يطمح فيه قائد الجيش لمنصب الرئيس، ولكنه أراد تجميل العملية الانقلابية بتعيين رئيس مؤقت كواجهة بينما يدير هو البلاد فعليًا حتى يتم تنصيبه عن طريق التفويض والانتخابات الوهمية القادمة، والسيسي بينه خصومة وبين مئات الآلاف من الأسر والأهالي الذين استشهد أبناؤهم أو اعتقلوا أو أصيبوا، واحترامنا الكامل لجيش بلادنا والحفاظ عليه يقتضي رفض ما تفعله القيادات العسكرية اليوم وانحيازه لخيار سياسي معين ضد بقية الشعب بينما المفترض أن ولائه للشعب كله بمختلف أطيافه السياسية.

أما ترشح حمدين صباحي «ديكور سياسي»، فهو شخصية انقلابية بامتياز، وبما أنه لا يعقل في دولة الفرد الواحد والزعيم الملهم أن يكون هناك منازع فلا مانع من أن يلعب دورًا تكميليًا وتجميليًا للمسرحية السياسية القادم، ومقاطعة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح دلالة على بقية عقل وبقية احترام للذات، يشكر عليها على أي حال بغض النظر عن تقييم مواقفه السابقة.

  • كيف سيتعامل التحالف والجبهة السلفية في حال وصول السيسي لرئاسة الجمهورية؟

- سنتعامل معه كأمر واقع ولكن مرفوض وفاقد للشرعية ومسؤول عن كل المآسي خلال الفترة السابقة، بما يعني استمرار النضال والكفاح ضد نظام ما بعد الانقلاب بسلمية كاملة كما كنا ضد نظام حسني مبارك، وكما كنا فترة حكم المجلس العسكري وكما تكافح الشعوب الحرة من أجل حريتها وكرامتها ومستقبل أجيالها، وسنتعامل معه كنظام عسكري مغتصب للسلطة لم يقدم أي مشروع سياسي أو اقتصادي أو تنموي للبلد، فإذا كانوا قد عابوا على الرئيس محمد مرسي فترة حكمه التي لم تتعد العام الواحد فما الذي قدموه هم خلال ثمانية أشهر حتى الآن سوى الانتقال من فشل إلى فشل.

  • ما الهدف من المظاهرات التي يقوم بها أنصار مرسي؟

- الهدف واضح، وهو عودة مصر الكبيرة والعظيمة إلى المسار القانوني والسياسي لا الانقلابي، واستكمال ثورة 25 يناير بما يعني حصول الشعب على حريته وكرامته وإقامة دولة المؤسسات لا الفرد، ورفض عودة استبداد دولة مبارك بظلمها فلم يغير إلا الاسم والشكل بينما زاد الإجرام والفساد، وهدفنا الخروج من التبعية وامتلاك قرارنا ومقدراتنا لا الارتماء في أحضان بدلاً من أمريكا ولا أن نصبح مجرد ذنب لدولة كارتونية من دول الخليج.

  • ما هي التحركات التي سيقوم بها التحالف في الفترة المقبلة؟

- التحركات بالمعنى التنفيذي الميداني لا علاقة لي بها، ولا أعرف تفاصيلها، ولكن التحالف كما أنه ملتزم للشعب باستمرار الثورة فإنه ملتزم باستمرار السلمية أيضًا.

  • ما تصور الجبهة للخروج من الأزمة الراهنة؟

- أن يحتكم الجميع للغة العقل على قاعدة عودة المسار القانوني والسياسي في البلاد على قاعدة عودة الحقوق والقصاص والتطهير مع معرفتنا الكاملة وتقديرنا لمعارضة بعض القطاعات مجتمعية وبعض الفئات السياسية لتجربة حكم الرئيس محمد مرسي رغم ما يمكن الاعتذار له فيها، ولكننا نؤكد أن كل القضايا تحل بالحوار والشراكة والأجواء الصحية سياسيًا، فالتحريض الإعلامي وإلصاق التهم والقتل العشوائي والتعدي على الحرمات والأعراض والمساجد واعتقال عشرات الآلاف وغيرها؛ كل هذه الأشياء ليست بالتأكيد هي التصور الصحيح للخروج من الأزمة.

  • ما الضمانات التي يريديها التحالف للعودة للحياة السياسية مرة آخرى؟

- نحن لا نريد ضمانات من أحد، والضمانات هي انسحاب قادة الانقلاب وعودة الجيش لثكناته وبقاء الثورة في الشوارع والميادين واستمرار حالة الوعي والتحدي التي عادت للشعب المصري.

SputnikNews