أخبار عاجلة

مظهر شاهين..وجوهره!

ما الفارق الجوهري بين مظهر شاهين وصبحي صالح؟

ربما لا توجد أي فوارق جوهرية بين كليهما.. بل وبين الاثنين والفوهرر أدولف هتلر شخصيا.

الأخ صبحي هو الذي ابتدع في الفقه الإسلامي مصطلح «الأخ الفلوطة» في الإشارة للمسلم المنتمي لجماعة الإخوان الذي ينتوي الزواج من خارجها.. وكأن من ليست «إخوان» في مرتبة أقل من نظيرتها الإخوانية.. وفقا لما اطلع عليه في اللوح المحفوظ.

أما الشيخ مظهر شاهين فهو ترزي فتاوى ناشئ، أفتى بضرورة تطليق الزوجة الإخوانية، لمن هو حريص على دينه ووطنه.

وكلاهما، الأخ صبحي والشيخ مظهر، يسعى كل واحد منهما للحفاظ على النقاء العرقي لجماعته.. صبحي لا يريد أن تخترق فتاة ليست إخوانية صفوف الإخوان فيجيء نسلها هجينا، نصفه من نور الجماعة، ونصفه من تراب بقية المسلمين العاديين الآخرين الذين لا يعلم أحد مصيرهم في الدار الآخرة.

أما مظهر فيسعى للحفاظ على النقاء العرقي لأحلاف كارهي الإخوان، بإفتائه ضرورة تطليق الزوجة الإخوانية..

وكلا الشخصين على خطى الملهم المجدد المحدث الفوهرر أدولف هتلر الذي كان يرى أن الجنس الآري هو الجنس الأهم والأرقى في تاريخ البشرية (وفقا لنظام الكون والطبيعة) ومن ثم فقد سعى للحفاظ على نقائه، بإقصاء واستبعاد وربما حرق الآخرين.

لكن في قلبي مظهر وصبحي شيء رقيق لا ينكر مقارنة بثالث الشلة الكابتن هتلر، إذ لم يفت كلاهما بوضع الزوجة الإخوانية أو غير الإخوانية في فرن غاز، توطئة لحرقها حية.

الشيخ مظهر، الملقب بخطيب الثورة، انقلب بعد الثورة من إمام مسجد لنجم تليفزيوني، يفتي في الثورة (بالمفهوم الدارج للفتي) بأكثر مما يفتي في الدين (بنفس المفهوم الدارج للفتي أيضا).

ففي اتصال تليفوني بإحدى الفضائيات اعتبر الإخوان المسلمين جماعة مرتدة لا يجوز دفنها في مدافن المسلمين، ورغم إصراره فيما بعد أنه كان يقصد معنى مجازيا، خاصة أنه لضم فتواه «المجازية» بـ«إفيه» مضحك عن الجماعة، إلا أن الحديث عن الردة والدفن، وفقا لمعلوماتي، لا يندرج تحت طائلة «كلام المساطب» ولا يحتمل المجازيات.

مظهر شاهين شيخ أزهري، وحتى لو لم يكن له ثقل علمي في مجال الفتوى، إلا أنه تصدر لها، وبات كلامه خليطا لا تعرف فيه الديني من الثوري.. ولا الجاد من الهزلي.. بل سيرهقك كثيرا أن تحدد من الذي ينطق هذه الجملة.. الشيخ مظهر أم المذيع مظهر.

وبين الشيخ والمذيع خيط رفيع لا يكاد يبين لنا.. لكن ما يجمعهما سويا هو «الفتي».

الشيخ مظهر شاهين، الشاب الريفي الأزهري، الذي تصادف قيام ثورة بالقرب من المسجد الذي يتولى إمامته، تحول بين عشية وضحاها لأيقونة ثورية مدهشة.

فقد احتفت حشود التحرير بخطبته في أول جمعة في الميدان أثناء ثورة يناير.. وتم تضخيم دوره ليصبح التسلسل الدرامي للثورة مذهلا وسينمائيا في آن معا..

فها هو أزهري ينضم للثوار، وباستشهادات دينية محضة، يشرعن الثورة ويختار لها النصوص ويدفع ويدافع عنها أمام كهول السلطان.

الصورة رائعة! دعونا نبالغ في حكاية مظهر كي تكتمل العناصر السينمائية لثورتنا.

لكن في حقيقة الأمر، قضينا على مظهر شاهين.. فقد أصبح أي شيء.. عدا أن يكون شيخًا أو يكون ثوريًّا! لقد قضينا على الاثنين معا..

ومن ناحيته معذور الشيخ مظهر، فإغواء الكاميرات أشق على النفس من أن تستعصم أمامه.. قالت الكاميرات للشيخ مظهر «هيت لك».. فلم يقل معاذ الله، على الأرجح.

ربما من الأصلح لنا جميعا أن يتفرغ الشيخ مظهر لدراساته الدينية وخطبه المنبرية، وأن يترك الكاميرات عائدا لمنبره ومسجده، بدلا من وظيفته الجديدة التي يصعب توصيفها علميًّا.

وعلى طوفان الإفتاء بخراب البيوت تحت راية «تسلم الأيادي».. أو طوفان تعميرها بمفاهيم الأهل والعشيرة.. أن يتوقف وأن يترك للناس حياتهم واختياراتهم.

وإلا وقعنا جميعا في نفس الفخ..

فالإخوان الذين طالما تساءلوا سؤالاً فقهيًّا بنكهة وجودية حول ماهية الجماعة (هل هي جماعة المسلمين أم جماعة من المسلمين؟) حسمت خيارها (ظاهريا) مبكرا وقالت إنها جماعة من المسلمين فحسب، وإن من خارجها مسلم لا يشكك في دينه ولا معتقده ولا يستباح بأي وجه.

أما نحن فيبدو أننا - نحن معاشر من لسنا إخواننا- على وشك أن نسأل هل نحن جماعة المسلمين ومن خارجنا (كالإخوان) ليسوا مسلمين؟

وتبدو لي الإجابة في طريقها للقطع الحاسم: نعم ليسوا!

وفي هذا خراب الدين والثورة والذمم.

وكما قال الشاعر (إذا رام كيدا بالصلاة مقيمها... فتاركها عمدا إلى الله أقربُ)..

عزيزي الشيخ مظهر..اترك فتاوى الكيد بالله عليك!

SputnikNews